أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - الفارق بين الانتخابات العربية والامريكية














المزيد.....

الفارق بين الانتخابات العربية والامريكية


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي الانتخابات الأمريكية من مجلس الشيوخ إلى البلدية إلى الرئاسة . وتبدو أن مسألة المرشحين أنها محتكرة من حزبين هما : الحزب الجمهوري والديمقراطي. وتبقى الأحزاب الأخرى هامشية في العراك السياسي. وتبدأ الجولة بالخطابات والتبرعات والتصريحات والتي كلها تتضمن التأمينات الاجتماعية والصحية والضرائب وإنعاش المواطن ومكافحة المخدرات، وتتوزع الصور في الشوارع واللافتات الضخمة التي تحث المواطن على اختيار مستقبله والإدلاء بصوته لهذا المرشح أو ذاك ،ويصبح التنافس مابين المرشحين في ذروته عندما تصل المسألة إلى الضرائب وتخفيضها ويشرع كل منهم بإبراز برنامجه الذي لايقبل الحل الوسط وخاصة في تخفيض عبء الضريبة على كاهل الموطن للدخل المحدود . وغالبا ما يظهر المرشح إلى هذه المناصب الحكومية العالية مع زوجته وأحيانا أولاده وخاصة الحلوين منهم بالابتسامة الثابتة المتصنعة التي لاتفارق وجوههم الجميلة وهم يتعانقون مظهرين الحب والتآلف بينهم . ويصور المنتخب الأمريكي أن العالم بأجمعه ليس فيه أسعد من هذه العائلة وخاصة انتخابات الرئيسة. فالمرشح للرئاسة يتوعد الدول الأجنبية التي تهدد مصالح بلده والذي لها رأس (يابس) في فهم العضلات الأمريكية ويعد المرشح بأنه سيكسر رأس ذلك البلد ويجعله يركع على أرجله للندم والطاعة ولا ننسى أن في أول القائمة يجب أن يكون بلدا عربيا متمردا وعندها يذكر أسمه علنا ويهدد بأنه سيقضي على الإرهاب في كل مكان، وهو في ذلك يعني القضاء على العرب لأنهم بشكل عام إرهابيين كما يرى. فالدول العربية تتغير علاقتها مع الولايات المتحدة حسب تغير الأخيرة مع إسرائيل. ويأمل الشعب الأمريكي بهؤلاء المرشحين خيرا ويكون نشاط المنظمات اليهودية على أهبه. فيتبرعون لهذا ويؤيدون ذاك. وعادة ما يفوز الأكثر صرامة في تطبيق برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي ناقدا الذي قبله والذي يكون قد خسر على الدعاية أمولا أكثر من غيره. وما أن يتسلم المكتب حتى تتبخر الوعود التي سببت في نجاحه ويبقى وعدا واحدا مازال الفائز محتفظ به وهو معاداة العرب وكل من يشد على أيديهم ومساندة إسرائيل. وبعدها كما يقول المثل (يذوب الثلج ويبان المرج) ويتضح أن في عائلة هذا الرئيس مشكل زوجية وخيانات وتفتت في الأسرة كما هو في معظم المجتمع الأمريكي ، وأقرب مثال على ذلك الرئيس الأمريكي السابق كلينتون.
أما في الوطن العربي فالانتخابات لها طعم آخر. فمن ناحية انتخابات الرئاسة فهي مفروغ منها. فالناجح في الانقلاب هو الذي يحدد المسار، ويظل في الحكم حتى يلتقي مع عزرائيل ويقضي أمرا كان مقضيا. ويأتي ضابط غيره يشجب من كان قبله ويحمل كل التخلف والتردي إلى العهد السالف ويوعد الناس بالأكل والشرب وحيازة مرتبة بين الأمم. وما إن يتسلم عمله الذي هو اختاره طوعا حتى يوظف نصف البلد كجهاز أمني.وهو بذلك مستعد للعمل مع القريب والغريب والعدو من أجله الاستمرار بالحكم. والمضحك المبكي في المشوار السياسي أنه دائما يفوز بنسبة 99،9 % نسبة عجز عليها الرئيس الأمريكي روزفلت أيام الحرب. وهذه في البلدان التي ينصّ عليها الدستور بالحكم الجمهوري أما الدول الملكيّة وغيرها من التوريث الشرعي للأولاد والأحفاد فلا حاجة لها الدخول في هذه اللعبة. لأن المنصب وراثي .
ومن ثم تأتي لعبة البرلمانات ومجالس الشعب ومجالس البلدية، وغالبا ما يكون المرشح من الفئة الناجية كي يفوز بهذه الانتخابات. وبالطبع تجري الطقوس الانتخابية فتنتشر الأسماء والصور، وهنا يجب أن ننوه أن المظاهر وتقاسيم الوجه عند المرشح العربي لا تكون مثل المرشح الأمريكي مبتسم للحياة بل غالبا عابس ومشرئب الطالع ومتصنع في تركيز عاموده الفقري الجالس والنظرات الحادة التي من الممكن أن تتوهم بأن هذا الشخص يعاني من حالات اكتئاب أو سادية مفرطة أو تعب من سهر الليالي في البارات أو الحانات. فهو بنظراته الناقمة حاقد حتى على النمل.
في خطاباته لا يضحك ولا يبتسم ولا يحضر زوجته معه على غرار الأمريكي، فهو لا يخلط بين السياسة والحياة العائلية. إنسان في غاية الاحترام يبدأ بمصافحة المواطنين ويحظر على المواطن لقاءه بعد فوزه لأن وقته ثمين. وغالبا ما يتكلم في وقت ترشيحه عن التاريخ العربي والإباء العربي والحضارة العربية وفتح السند والهند من قبل الأجداد أو يتسلح ببعض الآيات القرآنية . وفي الغالب ما نسمع مفردات حفظناها (يد، ضرب، حديد ، أجداد ،تاريخ، وحدة، رقي، استعمار، تخلف، حرية ، تحدي ، دحر) وبعد النجاح في البرلمان يحصد كل ما يستطيع حصده من أرض الوطن ولو تسنى لهذا الوطن الكلام لقال له ( أكلتني لحم ورميتني عظم) لكنه لا يريد أن يسمع أو ينتبه لأن الوطن غدا بالنسبة له حديقة خلف البيت. يتمتع بها ويرمي أوساخه عليها.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكير ومجرم
- إنتزاع البراءة
- الثقافة العربية
- الثقافة العربية والتحديات
- عبدالرحمن منيف روائي ملحمي
- لماذا سقطت بغداد
- العرقية وحقوق الانسان
- الأم والزوجة
- السرقة المشروعة
- الإرهابي
- الجالية العربية في الولايات المتحدة
- جذور هلوين
- مراجعة في كتاب الفصام الديني والوطني د.نضال عبد القادر الصال ...
- العربان وضرب النسوان
- تكفير علم التاريخ
- فتوحات كولومبوس
- طابور الفوضى
- الإنتحار على الطريقة اليابانية
- أسلمة العلوم
- لقطات من الماضي والحاضر ومابينهما


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الشيخة - الفارق بين الانتخابات العربية والامريكية