أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل الشيخة - الإنتحار على الطريقة اليابانية














المزيد.....

الإنتحار على الطريقة اليابانية


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 07:42
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما يذكر اسم اليابان أمامنا فإن صورا حاضرة تقفز لمخيلتنا مثل أسماء المصنوعات من الكترونيات ومحركات وأجهزة مسلية للبيت مثل الستيريو والفديديو وانواع كثيرة من السيارات. وربما صدمنا سؤال هام نحن العرب الا وهو : كيف تقدم اليابانيون وأصبحت مصنوعاتهم تضاهي المصنوعات الاروبية والامريكية! والمدهش في ذلك أن اليابان لم يمر بنفس المراحل التي مرت بها أروبا في ثورتها الصناعية التي اتت بها شريحة اجتماعية متوسطة. فالثورة الصناعية اليابانية لم تكن الجنين الشرعي لتطور طبقي في اليابان. بل كانت مستوردة ومنسوخة عن الطبعة الاروبية ، وحتى يذهب كثير من الامريكيين بقولهم أن اليابان سرقت التقنية الامريكية بجزئياتها. إلا أن شيء مؤكد لفهم التقدم السريع التي حققته اليابان قبل اخواتها الاسيويين هو المحيط الجفرافي الذي لعب دورا مانعا دافعا. مما ساعد اليابان على التطور والحداثة ، وهذا الموقع أشبه بموقع بريطانيا في أروبا. والدهشة الثانية لنا هي أن كل تلك الصناعات تطورت واليابان ترزح تحت الاحتلال الامريكي.
وبالطبع ، القليل يعرف عن الادب الياباني والذي تمتد جذوره لسنين سحيقة. ولم يعر العالم أي اهتمام لهذا الآدب الرفيع إلا بعد حصول الأديب الياباني ( ياسوناري كاواباتا) على جائزة نوبل عام 1967 . نفس العام الذي مررنا به نحن العرب بحرب النكسة وخسرنا الأرض .والجائزة في مجملها تعبير ليس فقط عن ابداع الاديب وتقنياته بل هي شهادة للغة أيضا. لأنها استطاعت استعاب مفردات الحاداثة ومفردات الابداع كما دلت عليه جائزة نجيب محفوظ للغة العربية . هناك قلة في الترجمات عن اليابانية وهذا تقصير مؤسساتي من الحكومات العربية وليس من الأفراد. لأن معظم الترجمات هي عن اللغات الاروبية أو الكتابات الامريكية.
و أن انتحار الاديب كاواباتا وتلاه الأديب الاخر يوكيو ميشيما يضع علامات استفهام يدفع المرء لأن يستقسي الدوافع التي تنهي حياة رجال مشهورين مثل هذين الاديبين ، ونسأل هل هي حادثة أم ظاهرة؟ وبالضبط لماذا الانتحار على طريقة الهيراكيري بالسيف المحظور . ومن اللطافة أن نعرف أن الأديب غبرائل ماركيز غارسيا الكولومبي قد هام بافراط في قصص كاواياتا وخاصة قصة (بيت الجميلات النائمات) والتي تتحدث عن المسنين اليابانيين وسلوكهم في النظر إلى الفتيات الجميلات وهن يغططن في نومهم العميق.
وهنال الكاتب يوكيو ميشيما صاحب رواية (هدير الأمواج) والتي تدور أحداثها في قرية يابانية على شاطيء بحر مضطرب ، وتكثر فيها الصور ذات الطابع الشرقي التي تتميز الفتيات فيه بالحشمة والحياء.
ولد هذا الكاتب في عام 1925 وألف مجموعة واسعة من المقالات وقصص وروايات. وقد كره أن يرى وطنه محتل مهزوم بواسطة البسطار الاميريكي . فكون جيشا مؤلفا من 90 شخصا وقادهم إلى مبنى عسكري للأمن المدني . وبعد إلقاء القبض على الضابط هناك جمع الجنود وأخذ يخطب فيهم ويحرضهم . ولما تنكروا له قام بطعن بطنه بالسيف الساموري المحظور وترك مساعده يقطع رأسه من الوراء. وبذلك تكون قد أنطوت سيرة أديب غزير الانتاج .
ويفسر بعض الاروبيين إنتحار الاديبين بأنه إفلاس أدبي ، علما أن الاديب لايفلس ابداعه مادام حيا ، وأكبر مثال هو رواية (1984) لجورج أورويل الذي كتبها وهو على فراش الموت، وفسر آخرون أن هذا الانتحار ليس إلا جزء من المعتقد الياباني الديني الذي يجعل المرء يضحي بنفسه من أجل قضيته. والامثلة كثيرة. فعندما كان البوذيين الكوريين والفيتناميين يحرقون أنفسهم على مرأى من العالم احتجاجا غلى سياسة الولايات المتحدة واحتلالها لأاراضيهم .
وهذا مهم للنظرفي قضية الانتحار والرفض للمعتدي بالنسبة لنا نحن العرب ! كيف هم ينتحرون وكيف نحن ننتحر.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة العلوم
- لقطات من الماضي والحاضر ومابينهما
- مجموعة نخلة بدر القصصية
- هذا الجنوب
- زيارة أمنية
- سيد قمني والتنحي عن الكتابة
- القص عند أكرم إبراهيم
- العاصي المسافر
- الموت والحزن في مجموعة سائر قاسم
- قراءة في مجموعة وفاء خرما
- غربة واغتراب
- عصور وايدلوجيات
- أكتشافات خطيرة


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خليل الشيخة - الإنتحار على الطريقة اليابانية