أسلمة العلوم

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد
(Kalil Chikha)

الحوار المتمدن-العدد: 1268 - 2005 / 7 / 27 - 07:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

منذ أن بدأت الانسانية مشوارها الحضاري والذي يقدر مابين 11-40 الف سنة ( وهي عمر انسان السبينا-سابينا أي انسان الكهوف ) وهي تبحث عن وسائل أرقى لتتغلب على الطبيعة ، أتت الخبرة بطيئة في مجال الإحتيال على البيئة والمحيط. فالسكين الحجرية التي استعملها الانسان في تقطيع فريسته أتت بعد الاف السنين ، ونفس هذه السكين استعملها فيما بعد لردء الأخطار عنه وعن عائلته. فكانت وسائله من أجل تلبية جوعه وحماية نفسه، وظل يمشي وهو يلهث حتى وصل إلى عتبة القرن العشرين .
نخبة من المؤرخين للعلم يقسمون تاريخ الانسان إلى محطات اكتشافات ويرون أن هناك فترات تاريخية باستطاعتهم ضغطها وهي بمعدل أن كل 25 سنة من القرن العشرين تعدل كل مامر به الانسان من معارف حتى عام 1900 أي الثلاثين الف السابقة يضغطونها إلى عام 1925 . فالمعرفة الانسانية بلغت ذروتها في القرن العشرين وخاصة في مطلع الخمسينات. ولعل النظرية النسبية لأنشتاين قد قلبت مفهوم العلوم الفلكية والفيزيائية في مطلع هذا القرن. فخرجت الكوكب من منظور انها كائنات تخص المنجمين وآلهة تعبد إلى موجودات مادية فلكية تخضع لقوانين مثلها مثل الذرة. وخرجت نظريات في الكون جبارة تشرح كيفية نشوء الكون وكيفية ولادة المجرات وموتها، ثم أتت نظرية الثقوب السوداء التي عمل عليها العالم الانكليزي ستيفن هاكنز ثم تلتها نظرية المادة وضدها . أي بالامكان أن تختفي المادة في حال التقائها لضدها حيث تتحول إلى قوة اشعاعية. وقد أجريت هذه التجارب في الولايات المتحدة واليابان.
ومن ثم يبرهن العلم على أن الآرض جزء صغيرة في كون شاسع واسع وهي جزء من مجرة (الطريق الحلوب) وهذه المجرة هي جزء صغيرة من مليارات المجرات المحيطة. ويرجع العلماء كل هذه المجرات الهائلة إلى نقطة واحدة انفجرت منذ 15 مليار سنة مضت .
ولم تصل الدول الغربية إلى هذا المستوى إلا بعد ثورات طاحنه مابين الكنيسة والشعوب الاروبية التي انعتقت اخيرا من سيطرة رجال الدين وفصلت الدين عن الدولة. لكن أهم مافي الثقافة الغربية وعلومها هو الانسان. لأن هذه الثقافة اعتبرت أن الانسان هو الهدف في كل شيء واعطته القداسة وهذا ماشمل الحريات وسيادة العقل .
لكن نحن العرب وعلى العكس أعطينا الفكرة والاديولوجيا الهدف، والمضحك في الأمر أن برامج علم الفلك التي اعدتها (ناسا) وغيرها من المؤسسات الغربية للعامة بغية التثقيف ، اخذناها نحن العرب منهم كما هي وحذفنا الراوي فيها ووضعنا راوينا الذي يلبس العمامة أو الجلباب الاسلامي ويتكلم كأنه في صلاة عن علاقة المجرات في الدين.
نأتي بالعلوم من الدول (الكافرة) ونأسلمها . وهذا فعلا جزء من العقل العربي الذي لايستوعب الابداع إلا من خلال التاريخ والفكرة والاديولوجيا.

#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات