أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - القص عند أكرم إبراهيم














المزيد.....

القص عند أكرم إبراهيم


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 04:38
المحور: الادب والفن
    


تتألف المجموعة من ست قصص قصيرة أطولها هي قصة الخوف التي احتوت على عدة فصول. وربما اتت هذه المجموعة مخالفة للعادة المتبعة وهي بأن تسمى المجموعة حسب قصة مختارة من ضمن المجموعة. وقد اتى العنوان ليعبر عن المضمون الكلي للمجموعة ، حيث ورد الأسم في قصة الخوف صفحة 26 على لسان البطل بأن الأشياء تتجلى له كأنها شبكة عنكبوت هائلة.
الواقعية والرمزية:
ينطلق الكاتب من أرضية واقعية للحدث ومن ثم يبدأ بتحويل الصورة الى رؤية ينمزج فيها الرمزي بالذاتي. هذا الذاتي هو الحقيقة التي يشير اليها الكاتب دون أن يقولها. واتذكر قول الأديب غالب هلسا حين قال: أن الأدب الحقيقي هو الذي يعبر عن الحقيقة التي وراء الواقع ووراء المظاهر. وفي إعادة اكتشاف الواقع والوجه الحقيقي للعالم من حولنا. فالقصة أو الأدب بشكل عام أداة معرفية لإختيار الأشياء . ولذلك أتت الجمل واضحة المعالم مباشرة لاتحتاج لتأويل وخاصة في قصة الخوف عندما يقول البطل: لقد بدأنا نتحرج من التعبير عن قيمنا ومشاعرنا في حين......الخ. أو قصة ( المراهق ممطوطا) حيث يبدأ القصة بقوله: عند فم الدرج كان صديقي واقفا وبيده قلم وورقة. في هذه العبارات انساقت القصص حيث أتت بعض الاسقاطات الرمزية لا لتكون العامل المهم في هذا العمل بل مكملا. وقد لفت نظري في هذا السياق موضوع مقارنة دلت على دقة ملاحظة الكاتب وهي عندما اجرى تلك المفارقة بين الكلب الذي تمسكه من لقمته كما يقول والحمار الذي يرفض الا أن يكون حرا، والكلب لايكمن أن يترك صاحبه فهو يرجع الى البيت في كل مرة يفلت فيها، وعلى العكس فإن الحمار من المستحيل أن يرجع الى البيت او يكون سعيدا بعمله (صفحة18)
الشخصيات والبيئة :
انتقى الكاتب شخصيات من الواقع ومن خبراته الشخصية فأتت مرآة لشخصيته سواء الواعية منها أو اللاوعية. فقد تميزت بعض هذه الشخصيات بحدة المزاج والعصبية كما ورد في القصة الأولى(الخوف) عندما حاول أحد الضيوف أن يتكلم وأن يخفف من توتر الجو ، نرى أن البطل اسقط كل غضبة المكبوت عليه. ففي صفحة 31 يقول: كانت يدي قد اطبقت على عنقه وضغطت الى أسفل بقوة في حين كان يحاول التملص دون جدوى ويصرخ لاتجادل بيدك. وأحيانا اخرى أتت الشخصية عادية مراقبة لمجريات الأشياء دون أن تنغمس بالجو المتوتر وهذا ماوصفه في قصة (نزيف) عندما يكون الصراخ ولعب الشدة بين الشباب هو الشيء الوحيد الذي تتنفس منه مكبوتات اللاوعي عندهم، نرى البطل يفضل أن يراقب . وهذا ماورد في صفحة 100 حيث يقول: أنا لم أكن من الولهين بالصراخ، كنت أريد من اللعب صرف تفكيري الى أمور اخرى.
أما عن البيئة فكانت مكملة للشخصيات والحدث ولم تأخد حيزا اضافيا في القصص. بل اتى الوصف مختصرا يخدم الحدث بشكل مباشر.
هواجس في الترميم اخلاقي:
أتي هاجس الكاتب الأكبر وهو بمثابة عامل مشترك بين القصص جميعا الا وهو الفساد الاداري. أو الفساد الاجتماعي. فمنذ القصة الأولى (الخوف) : قريب لي، كان في الدرك الأسفل من الفقر، قبل أن يتوظف. ويتكرر المشهد في قصة(المراهق ممطوطا). وغيرها. ويحمل الكاتب هذا الهاجس ويدخل فيه كل مناحي الحياة . فهو يرى أن كل شيء يتلون بهذا السلوك في الحياة المعاشة. وهو في هذا الخطاب يمد يده الى كل جوانب الحياة ليعطينا صورة جديدة لم نرها من قبل. او رأيناها ولم نعها. وهنا بقف الكاتب ليخذ دوره الطبيعي في وضع اصبعه على الخلل في حياتنا. وعلى ماتخرب من سلوكنا الذي من المفترض أن يكون نزيها. هو يقدم لنا صورة عن أحوالنا ، نحن نسيناها أو حاولنا أن ننساها . وبالتالي هو لايأخذ صفة الواعظ ، بل الانسان العادي الذي داست على انسانيته طاحونة الانانيات ودولاب حب الذات دون الإهتمام بالاخرين وآدميتهم.
الخاتمة:
يحفر الكاتب اساسا قويا في عالم القصة ذات تجربة مميزة قوية الحضور. يشق طريقه مثل قطار يعرف هدفه دون ضياع. وهكذا أتت قصصه باسلوب رشيق مميز وبنية مسلحة بالمعرفة والفطنة العفوية. الا أنه كما اعتقد انساق وراء الافكار دون أن يلبسها (بكسرالباء) ثوب الحدث القصصي وربما اتى ذلك من منطلق نشاط ذهني خالص دون السير في الخطوط الفنية لبعض المواقف طبعا. فقد اتى الحدث على شكل خطابي أو تقريري واضح خاصة في الصفحة(40-42) ومن صفحة 126-130). قد لايكون هذا الاسلوب سلبيا ، بل هو صفة مميزة للكاتب لأننا خبرنا اسلوبا خطابيا مباشرا لأدباء كثر منهم القاص الفلسطيني غسان كنفاني. ولذلك قد لايكون هذا السرد خللا بل ميزة قوية يتفرد فيها كاتبنا القاص أكرم إبراهيم



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصي المسافر
- الموت والحزن في مجموعة سائر قاسم
- قراءة في مجموعة وفاء خرما
- غربة واغتراب
- عصور وايدلوجيات
- أكتشافات خطيرة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - القص عند أكرم إبراهيم