أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خليل الشيخة - هذا الجنوب














المزيد.....

هذا الجنوب


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1262 - 2005 / 7 / 21 - 08:55
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أعيش في هذه المدينة منذ عشرة سنوات وأهم هذه الأسباب في وجودي هنا هو رزقي . ليس فيها أكثر من خمسة من العرب يعيشون مع زوجاتهم وأطفالهم وهم دون استثناء أصحاب مطاعم أو كازيات . يكثر في هذه البلدة الجنوبية سكان من أصل ريفي رغم أن معظمهم لا يعتمد في معيشته على الزراعة . وتنتشر في هذه البلده مصانع الغزل والنسيج ولذلك عمل الأهالي في تلك المعامل . ورغم انهم عمال فأن حياتهم وسلوكهم مازال ريفيا زراعيا فقد تميزوا بصفات جنوبية بحتة مثل حمرة رقابهم وشعرهم ذو الشقار الباهت . فهم يعشقون الدجاج المقلي ووجبات صباحية مؤلفة في معظمها من دهون الخنزير (فات باك وبورك تشاب ) ثم البيض . في هذه المنطقة يعيش الأمريكيون حياة بطيئة غير مهتمين بسرعة العصر . فان تحدثوا في السياسة شجبوا كل السياسيين في واشنطن باستثناء جيسي هلم وبعض الجمهوريين الذين يظهرون عداء للأجنبي ويشاركهم في ذلك الرأي نسائهم الذين يميلون إلى السمنة غير آبهين للعناية بأنفسهم و مكياجهم . وتتصف لهجتهم بأنها ممطوطة تخرج من أنوفهم فيغلب على الكلام الخنة التي يسخر منها الشماليين . وهم دون جدل شعب متدين يتبرعون للجمعيات الدينية البابتستية بسخاء فلا يمكن أن تقطع شارع إلا وترى كنيسة على المفرق . حتى أن بعض البلديات تمنع بيع المشروبات الكحولية . ويتباهى هؤلاء بعدائهم للسود ولكل شخص غير أبيض . ففي الخمس سنوات الأخيرة بدأت هجرات المكسيكيين تتوافد إلى هذه الولاية لكثرة المصانع ومزارع التبغ , فظهر الضجر على وجوه هؤلاء البيض الذين لم يعتادوا أن يروا كل هذه الوفود الأجنبية تعيش فيما بينهم . فصرخوا وشجبوا الحكومة لسماحها لهؤلاء بالعيش والتمتع بخيرات البلد. ولذلك نظمت المجموعات العنصرية مظاهرة حاشدة في مدينة (سيلر سيتي) تطلب من الأمريكان أن يستفيقوا من ثباتهم فأن استمرار هذه الأسراب سيجعلهم من عداد الأقليات قريبا ويصبحون أغرابا في بلادهم . نظم المظاهرة مجموعة أل (ك.ك.ك) وآخرون من البيض النازيين ودعاة التفوق . ويقتنعون بهذا الكلام لأن الجهل في هذه المدينة قاعدة , فلا يبلغ عدد المتخرجين الجامعين هنا أكثر من واحد بالألف . وبعد انفجارات نيورك عم الحذر في كل مرافئ الحياة فلاحظت أن الكثير منهم يرنو إلي بريبة وخاصة قبل دخول قوات الشمال إلى قندهار وانتشار جرثومة الجمرة . وأخذت أحاسيسهم تقترب إلى سلوك المصاب بالبرنوية خاصة عند سماعهم شخص يتكلم لغة أجنبية حولهم . ومرة التقيت بأحد السيدات فسألتني مضطربة قلقة : هل استجوبوك ألف.بي.أي. قلت لا.. ولماذا الاستجواب . فقالت أنت من بلد تعتبر إرهابية ولم يستجوبوك .. كيف ذلك . فأجبتها وأنا متمالك لنفسي : ربما لا يردون استرجاع خبرة احتجاز اليابنين أيام الحرب العالمية الثانية . فإذا أرادوا احتجاز العرب والمسلمين فعليهم أن يبنوا مدينة تسع لخمسة ملايين نسمة. علاوة على ذلك فان هذه البلد ترفع شعار الحرية والديمقراطية وهي تحاول دون منازع حمل راية حقوق الإنسان . فلماذا الاستجواب .



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة أمنية
- سيد قمني والتنحي عن الكتابة
- القص عند أكرم إبراهيم
- العاصي المسافر
- الموت والحزن في مجموعة سائر قاسم
- قراءة في مجموعة وفاء خرما
- غربة واغتراب
- عصور وايدلوجيات
- أكتشافات خطيرة


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خليل الشيخة - هذا الجنوب