أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - طابور الفوضى














المزيد.....

طابور الفوضى


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


الزيارة الأخيرة إلى الوطن جعلتني أشعر في أول الأمر وكأني في بلد أجنبي , وهذا لما طرأ على البلد من عمار وازدياد في عدد السكان . ظللت حوالي أسبوعين غير قادر على المشي في الشوارع أو قطع طريق مزدحم بالسيارات. وهذا يرجع إلى اعتمادي على سيارة في أمريكا بشكل دائم وعلى صغر حجم المدينة التي أعيش فيها الآن. إضافة إلى كل ذلك ليس هناك نظام سير واضح فقد تأتي سيارة من اليسار بعكس السير دون سابق اتزار . بعد ذلك أصبحت أعرف متى اعبر الشارع وماذا أتوقع من السيارات العابرة . هذا الإحساس بأني في بلد غريب أعطاني نظرة موضوعية إلى أشياء هم يعتقدون أنها عادية وظواهر غير صحية هم لا يرونها روتينية . تماما كما يأتي عربي من الوطن ويلاحظ الاختلافات في أمريكا وهذا ربما حصل لي عندما قدمت عشرين سنة خلت إلى أمريكا بغية الدراسة . إحدى الملاحظات في البلد هي طريقة الوقوف على الدور. ففي اليوم الثالث لقدومي ذهبت إلى كوة لدفع فاتورة الماء- حيث يكون الدفع يجب شخصيا. وقد انتشرت هذه الكوات في جميع الأحياء. كما انه يجب الذهاب للكوة قبل الساعة الثانية ظهرا . لأنك إذا فعلت بعد ذلك الوقت فلن تجد الموظف. كان يقف على باب الكوة زبون واحد . وقفت وراءه مباشرة . وبعد دقيقة واحدة أتى زبون أخر . فلاحظت بأنه لم يقف ورائي بل وقف على الكوة بجانب الزبون الأول. وما أن انتهى المراجع الأول حتى هجم أمامي الرجل القادم للتو وسلم الوصل للموظف . فقلت له بأدب أنا قبلك .. فقال ساخرا .. ومن مسكك عن دورك . الموظف كان حياديا ولم أر منه أي تعاطف معي- أنا صاحب الدور . ابتلعت نقمتي وانتظرت إلى انتهى الرجل الفوضوي من دفع فاتورته وتقدمت إلى الموظف فقال ساخرا : مادمت تملك فاتورة لماذا تقف في الوراء على بعد سنة مني . لم أرد عليه بل دفعت وغادرت . ظننت في تلك التجربة أن ، الذي حصل هو شاذ وأن القاعدة غير ذلك . تكررت هذه الخبرة في البنك عندما فتحت حسابا . ظننت أن معظم المراجعين في البنك هم أكثر وعيا وخاصة في مسألة الدور . فما إن دخلت حتى وجدت حوالي خمسة مراجعين أمام الموظفة وهم يقفون بشكل خط موازي للموظفة أي منتشرين على طول الطاولة . احترت في أول الأمر أين أقف . فهل أقف مع الخط الموازي أم اقف وراء زبون هو منتصف الخط . وبعد تردد وقفت وراء الزبون . بعد ربع ساعة لم يقصر الخط المتوازي بل كبر لأنه اصبح الآن يضم زبائن جدد أتوا بعدي . ناديت على الموظفة بأدب بأن تأخذ دفتر البنك فلم تكترث بل كانت تأخذ دفاتر المراجعين الجدد . أغاظني ذلك , فاعترضت بصوت لا يخلو من توتر : آخذتي ثلاث مراجعين أتوا بعدي ! فما القصة . فتوقفت عن ما كانت عليه وألقت ا لي بنظرة تأنيب ثم أخذت الدفتر بانزعاج .
عرفت فيما بعد أن الدور هو الاستثناء والقاعدة هي الفوضى . فتعلمت أن أكون فوضويا كي لا ادع لأحد يأخذ دوري أو اقف كالأهبل على دور لاأحد يحترمه



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتحار على الطريقة اليابانية
- أسلمة العلوم
- لقطات من الماضي والحاضر ومابينهما
- مجموعة نخلة بدر القصصية
- هذا الجنوب
- زيارة أمنية
- سيد قمني والتنحي عن الكتابة
- القص عند أكرم إبراهيم
- العاصي المسافر
- الموت والحزن في مجموعة سائر قاسم
- قراءة في مجموعة وفاء خرما
- غربة واغتراب
- عصور وايدلوجيات
- أكتشافات خطيرة


المزيد.....




- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - طابور الفوضى