أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أميرة الطحاوي - ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.















المزيد.....

ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:03
المحور: القضية الكردية
    


ارتفع الاهتمام الإعلامي بأكراد العراق في فترة اجتياح الكويت أغسطس1990 فكثير من الملفات ذات الصلة بديكتاتورية صدام أريد لها أن تخرج للضوء سريعاً قبيل الحرب المتوقعة في يناير1991، لتلقى للمهتمين- و هم غالب مواطني كوكبنا المذعورين وقتها من حرب يستخدم فيها الأسلحة المحظورة من هذا الطرف أو ذاك، ركز الإعلام على سابق معاناة الأكراد على يد صدام بالأخص استخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم 1988، انتهت الحرب و اندلعت انتفاضتا الأكراد شمالا و الشيعة جنوبا، وقمعتا الانتفاضتان بوحشية على يد القائد المعترف للتو بهزيمته في خيمة صفوان، وقفت أمريكا متفرجة فلم يكن في حساباتها إسقاط حليف الأمس و على يد شعبه، يهرب أكثر من مليون كردي للجبال ذعراً فيما عرف بالهجرة المليونية التي غدت مادة إعلامية أبقت الأكراد قضية للنقاش، وطوال عقد التسعينات تواصل الاهتمام بالشأن الكردي على تماس مع قضية مستقبل الحكم التسلطي ببغداد، و بالحرب الأهلية الكردية لأجل النفوذ المادي و الأدبي، مع الحرب الأخيرة تصاعد دور الساسة الأكراد في مجريات العملية السياسية بالبلاد ليتواصل الاهتمام بهم وبالأمان النسبي الذي يحظى به إقليمهم.

لكن على مرمى البصر عانى أكراد سوريا الكثير دون اهتمام مماثل، تواصل منذ عام 1962تجريد أكثر من ربع مليون كردي من الجنسية السورية، أصبح واردا أن تجد كردياً يوصم في الأوراق الرسمية بالأجنبي لمجرد أن اسمه ضمن آلاف اختيروا عشوائياً لتنزع عنهم الجنسية بحجة أن أجدادهم جاءوا قبل قرون لبلاد الشام وقت كانت ولاية تحت الحكم العثماني، يحدد قانون الجنسية السوري شروطا لإعطاء الجنسية للأجنبي ومنها بقاؤه في البلاد لخمس سنوات متصلة، ولو صدقنا مجيء كل أكراد سوريا إليها من خارجها، فلم لا يكتسب حتى أحفادهم الجنسية رغم ملازمتهم البلاد منذ قرون؟؟ بعض هؤلاء الموصومين بـ"الأجانب" كان قد انتهى لتوه من أداء الخدمة العسكرية في الجيش السوري، بعضهم لديه أخ شقيق مواطن لازال يحمل الجنسية السورية، إذ حالفه الحظ و لم يكن ضمن قرعة الأجانب، بعضهم فقد والده شهيدا في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي لسوريا، ليس بوسع الكردي السوري الأجنبي الإقامة في فندق سياحي أو من أي درجة كان في بلدته قامشلي أو حتى العاصمة دمشق دون تصريح رسمي، كما يصعب عليهم الفوز بسمة للخروج من البلاد، لا يصدر باسمهم عقد عمل رسمي أو استملاك عقار أو أرض، تمنع الدراسة على أبنائهم بعد المرحلة الإعدادية، وفي حين يلتحق أبناء المتمكنين مادياً بمعاهد دينية متوسطة موجودة فقط في المناطق الكردية، لا تؤهلهم شهاداتهم للالتحاق بالجامعة.

أصل القصة يعود لحكومة 1962 عندما قدم رئيس دائرة الأمن السياسي بقامشلي-أحد كبريات المدن الكردية بسوريا، و يدعى " محمد طلب هلال " اقتراحا بإجراء إحصاء عام في الحسكة و قامشلي و غيرها من المدن الكردية، و يتم على ذلك رفع الجنسية عن الأكراد بها و اعتبارهم أجانب، مع إغلاق مدارسها، و تضييق فرص العمل على شبابها، مما يدفع بهم ككل للخروج من قراهم، ثم يبدأ النظام في تهجيرهم للمناطق الصحراوية جنوب دير زور و تدمر، ثم يصنع حزام بشري عربي داخل المدن الكردية!.

لم تخرج حكومات دمشق المتعاقبة عن هذا الطرح، وفي حين أوقفت حكومة الأسد الأب بعض السياسات التعسفية لكن لم تعالج آثارها، ومنذ منتصف الثمانينات غُضَّ البصر تماماً عن التحاق آلاف الأكراد بحزب العمال الكردستاني PKK و بالأخص جناحه العسكري - - الجيش الشعبي لتحرير كردستان- ARGK حد التجاوز عن تخلف بعضهم عن الخدمة العسكرية "السورية" كونهم يحملون هويات الحزب الكردي "التركي" وبخروج "أوجلان" من المنطقة و بخروج حزبهPKK من توازناتها 98-1999، يتنمر بعث سوريا من جديد ضد الأكراد؛ فكان التضييق المتلاحق عليهم و الحملات القمعية دون مبرر: أكان يجب أن يموتوا إذن تضامنا مع أكراد تركيا ولا يسمح لهم بحياة كريمة كأكراد سوريين؟

يمنع على أكراد سوريا الدراسة بلغتهم الأم، والأحزاب السياسية و الجمعيات الثقافية الكردية محرمة قانونا، ومنذ عام 1997 و للآن وحسب مصادرنا "تم تغيير أسماء معظم المحال و القرى الكردية إلى أسماء عربية، كما يمتنع موظف أحوال الشخصية من تسجيل أي ولادات جديدة تتم في المناطق الكردية خاصة في الحسكة و عشائر الغجر و بعض القرى النائية إلا بعد أخذ موافقة الجهات الأمنية الخاصة في دمشق، ويحظر ملكية المواطنين الأكراد عامةً لأراض أو عقارات في المناطق الحدودية مع تركيا أو العراق، وتم ترحيل عشرات القرى الحدودية و غالبهم أكراد"باختصار لا يحظى أكراد سوريا بحقوق المواطن كامل الأهلية.

قامشلي-مارس 2004: يتم التعرض بعنف لمواطنين أكراد بسطاء لا ينتمون لحزب أو فصيل، بعد مشاجرة على نتيجة مباراة كرة قدم! عشرات الطلبة يفصلون بقرار موقع من عمداء كلياتهم بالإضافة لرئيس الجامعة(آباؤهم المفترضين)، بعد أيام وفي عيد نوروز (رأس السنة الجديدة لدى شعوب هندو أوربية عديدة منها الأكراد)، يخرج أكراد قامشلي بطعامهم و ملابسهم الملونة و بعض الزهور و الأمل لقضاء عيدهم فيعاقبوا على فعلتهم بالقتل و الترهيب، العام الماضي تتعرض صبية كردية للتحرش فتخرس كل الألسنة الإسلامية ولا يدافع عنها معمم فالضحية كردية، مجند كردي -محمد أوسو علي- يُعذب حتى الموت فلا تجد صور جثمانه الصارخ بهول الجرم من ينشرها، وفي 12 مارس 2006 يتم تطويق وترويع المناطق ذات الأغلبية الكردية بحلب – عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام، هذا وجه ضمن أوجه لمعاناة أكراد سوريا البعث، ذاك السيف الذي لم يزل... مسلطا على آله قبل أعدائه.

يصدر أكراد سوريا البيان تلو الآخر عما يلاقون ولا مجيب، تواصل أحزابهم التقدمية المطالبة بهامش ديموقراطي كأي مواطن سوري كامل الأهلية فنصفهم بالانفصالية! يدعون الصحافيين للتثبت من صدق معاناتهم لكن اسم سوريا لا يرفق في الإعلام العربي إلا بملف لبنان- الحريري أو عقوبات مجلس الأمن أو القضية الفلسطينية و دعم حماس، أو الدور-الموقف من العنف بالعراق! أهو طبيعي ألا يقترن اسم عاصمة ما إلا بعلاقاتها الخارجية مع طرف إقليمي أو دولي؟

إذا أراد الحالمون بتكامل عربي و إخوة حقيقية بين القومية الأكبر عددا في المنطقة العربية مع القوميات الأخرى داخل حدود الدول العربية، فعليهم الانتباه بحياد للقوميات المتواجدة معنا، علينا التعاطي بتجرد مع مطالبهم العادلة فهم مواطنون لهم ما لنا و عليهم ما علينا، وطالما هم يطالبون و يرتضون بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة فمن غير المقبول مواصلة الإساءة لهم و توسيع مساحات الاختلاف، ثم نندم لاحقا و نكيل لهم الاتهامات و بعضها كان قابلا لتفاديه.

سيكون من المهين أن ندافع عن كرامة النبي متناسين كرامة وحقوق أتباعه من المسلمين الذين يعيشون بيننا لكننا نقتلهم و نشردهم لأنهم من قومية تتحدث لغة أخرى بالإضافة للعربية التي يجيدونها في الغالب، مسقطين قوله "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".

سيكون علينا التفكير قبل مهاجمة الازدواجية التي نصم بها مواقف الغرب تجاهنا مقارنة بدفاعه المستميت عن إسرائيل، أن نقول لأنفسنا نحن أيضا انتقائيو المعايير؛ ندافع عن مسلمي الفلبين دون مسلمي سوريا، نتبرع لمسلمي كوسوفو و ننسى مسلمي حلب، نهاجم باستماتة ميلوسيفيتش كقائد عصابات إجرامية و ننكر جرائم الجنجاويد ضد دارفور و نساءها، من بين أخطائنا و من عمق تعسفنا تجاه مواطنينا من غير العرب، يتسرب العدو بألف وجه، فنقيم حفلات الندب و زارات مقاومة التدخل الأجنبي، رغم أن بعض الصدق مع النفس و الإقرار بأننا تعاملنا-كما نصف أمريكا صادقين- بمعايير مزدوجة، كان كفيلا بسد الثغور بوجه الغرباء، سيكون علينا أن نقرأ على ضمائرنا كل صباح "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ".



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الدين و أحوال الدنيا
- تأملات في الحالة المصرية الراهنة
- الانتخابات المصرية- عندما يبكى القضاة
- الموت بالعراق : عندما يقتلون حتى طفلك الذي لم يولد بعد.
- نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!
- جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت
- عودة قرنق: تحدي التنمية يسبق اختبار السلام
- الحالمون بحرب العراق الأهلية
- صناعة الأبراج في مصر.. تزدهر و تزدهر.. ثم تسقط
- تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر
- أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي
- لماذا نحن قلقون
- البصرة-عندما يقوم الطلبة بما يعجز عنه الساسة
- هل كانت انتخابات القاهرة بروفة لانتخابات عراقيي المهجر ؟
- برقيات سريعة
- صورة من قريب ..هل تصنع الصور زعماء..؟


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أميرة الطحاوي - ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.