أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أميرة الطحاوي - الحالمون بحرب العراق الأهلية















المزيد.....



الحالمون بحرب العراق الأهلية


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1253 - 2005 / 7 / 9 - 09:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


على سبيل التقديم:

لأيام و أسابيع تناقلت وكالات الأنباء ما حدث في المدائن العراقية بالقول أن هناك رهائن"شيعة"و خاطفين"سنة"يهددون بقية الشيعة بالرحيل جنوباً، و تضيف بعض الأقلام بثقة أنها شرارة الحرب الأهلية،و طالما أن للأمر علاقة ما بالخريطة السكانية بالعراق فقد استدعيت بعض الخواطر في هذا الصدد و وجدت بها اختباراً لفرضية"هل تشهد عاصمة مثل بغداد حربا أهلية" باعتبار أنها مكان يتداخل فيه بشدة الخليط المذهبي و الديني و القومي العراقي، و بالطبع لكونها العاصمة التي لا يمكن أن تحدث حرب أهلية في بلد ما إلا و يكون لها نصيب أكبر منها.

بين القاهرة و بغداد

مثلما تتجاور في القاهرة أحياء أرستقراطية و أخرى شعبية؛ كالزمالك و بولاق أبو العلا،أو جاردن سيتي والمنيرة،في بغداد تتجاور أيضا أحياء فقيرة و أخرى غنية، مع ملاحظة أن البناء في بغداد تغلب عليه البيوت و المنازل ذات الطابقين و أن الوحدات السكنية-الشقق- غير منتشرة و غير مرحب بها مجتمعيا ولا تناسب طريقة المعيشة اليومية للأسرة العراقية الكبيرة و مطبخها التقليدي و لا الطقس الحار..الخ،و هناك أحياء مهمشة تماماً مثل عشوائيات أي عاصمة بالعالم مما يطلق عليه أحيانا الشوارع الخلفية للعواصم،لكن الامتداد الأفقي للبناء بالإضافة لتهالك المرافق و البنية الأساسية تشعرك أكثر بفقر هذه المناطق،في بغداد ستجد أحياء مكونة من قصور بمعنى الكلمة مثل حي المنصور،وفيه السفارات الأجنبية و منازل مسئولين البعث السابقين و يقطنه الآن بعض المسئولين الجدد كالبيت "الصيني-نسبةً لشكله" الذي يقطنه د.أحمد الجلبي رئيس حزب المؤتمر،ستجد مناطق الفقر الشديد و التهميش مثل مدينة الثورة التي بناها الراحل عبدالكريم قاسم لإسكان الفقراء و محدودي الدخل(هل تذكرت منشية ناصر؟)،و يقطنها شيعة بالغالب قدموا من أطراف العاصمة أو خارجها،أتذكر أنني لم أفلح في إيجاد مسكن بها ليس لأنني "مو شيعية" و لكن لأنه كلما وعد أحد السماسرة بمسكن يخبرني بعد قليل أنه قد شُغل"و الله كريم" فأسعار العقارات بعد سقوط صدام ارتفعت لأسعار فلكية و جعل الطلب على سكنى المناطق الأفقر –و كثيرها ذو أغلبية شيعية- وارداً و مقبولا أكثر حتى لمواطنين سنة، و هناك أحياء راقية ذو أغلبية شيعية مثل حي جميلة الذي يقطنه غالبية من الكرد الفيلية.
تنقسم "مَصْر" إلى القاهرة و الجيزة – و أجزاء من القليوبية أيضاً -لتصبح القاهرة الكبرى، في بغداد الأمر ذاته،تنقسم العاصمة إلى كرخ و رصافة،الفروق ليست مطروقة في الحديث العادي،مثلما من الصعب عليك بالقاهرة أن تقول لسائق التاكسي"لو سمحت وديني محافظة القاهرة"و بعد أن تجلس بفخر- هذا إذا سمح لك و لم يقل (أمال إحنا فين يا عبقري) تذكر له اسم المنطقة والحي " وديني الوايلي أو مدينة نصر " مثلاً.
عندما يدخل القطار إلى القاهرة قادما من الجنوب أو الشمال-لا يهم-ستلاحظ رغماً عنك العشوائيات ،في مدخل بغداد(و مداخل المدن- و بالأخص العواصم- هامة عندما تتحدث عن دولة في وضع الأزمة،) ستُفاجأ أيضا بكم العشوائيات الرهيب،و مخازن تجميع الخردة و السيارات القديمة جداً،يعمل في هذه المهنة تجار مختلفو المذاهب و عمال شيعة و عدد غير قليل من السنة.
هناك مناطق بغداد يزداد فيها تواجد المسيحيين مثل شارع الواثق و حي كرادة مريم الراقي، بغداد الجديدة، الغدير ،الدورة، البتاوين، المسبح،الصناعة،هناك مناطق كان بها صابئة مندائيون –وهي الديانة الأغنوصية الأقدم الباقية حتى الآن بالعالم، و بالإضافة لتواجدهم في بعض محافظات جنوب العراق كالناصرية و العمارة، ستجدهم ببغداد في شارع النهر حيث يعملون بصياغة الفضة و الذهب و غالباً يسكنون مناطق البتاوين والمنصور والكرادة، لكنهم الآن وفي ظروف الصعود الأصولي يفضلون الرحيل مثل آلاف من أبناء جلدتهم ممن خشوا حملة صدام "الإيمانية" نهاية التسعينات و التي ابتكر فيها أسبابا دينية للفتك بمن تبقى من معارضيه بالداخل، و لعل الذاكرة العراقية تستعيد عندما هاجم البعض لأسباب دينية اختيار العالم عبد الجبار عبد الله - الصابئي - كأول رئيس لجامعة بغداد في عهد عبد الكريم قاسم(1958-1963) فرد وزير الداخلية وقتها " هل نحن نريد الآن إمام جامع أم رئيس جامعة" و هو موقف ربما صعب تكراره الآن بالعراق.
في ناحية الأعظمية ببغداد ستجد أحياء راقية مثل حي المغرب و كثير من قاطنيه من السنة مع عدد لا بأس به من منازل الأكراد الفيلية– الشيعة- الذين سلب صدام منازلهم و صادر ممتلكاتهم نهاية السبعينات عندما كانوا تجارا أغنياء في منطقة الشورجة،و أعطاها لعناصر أمنية غالبها سنية باع بعض هؤلاء ما استولوا عليه و اشتراها عراقيون آخرون سنة و شيعة، ستجد في دوران الكسرة الذي يدخلك إلى حي المغرب هذا،منطقة شعبية تقطنها عوائل شيعية و بها حجرات متواضعة للإيجار و معظم المحلات الموجودة على الشارع قبل دوران الكسرة - ميدان صغير أو ما نسميه نحن بمصر صينية - مملوكة لشيعة،كنت اشتري منها لوازم المطبخ فالمكان هو الأقرب لي و به ما يشبه السوبر ماركت-في الواقع مجرد محل كبير-يعرض البضاعة بطريقة مريحة قليلا رغم ارتفاع سعر بعض المنتجات،أحول للدولار ثم للمصري فأحكم على السعر،لاحظت أن هناك أنواع مختلفة من الكولا و البيبسي تتفاوت أسعارها حسب منشأها و أرخصها السوري و الإيراني و أغلاها التركي و السعودي، فيما بعد اكتشفت في الجهة الأخرى من الأعظمية"راس حواش" ثم السوق-لا أتذكر اسمه -و كانت الأسعار به أكثر من جيدة بل و قابلة للفصال-و هي مهارة خاصة أنصح بتطبيقها في أي بلد شرقي للتعرف عبرها على"جانب"من شخصية أهله،و المنطقة شعبية للغاية – يشبه سوق بولاق الدكرور أو أرض اللواء تقريبا-و معظمها من السنة ولم استفد كثيرا بهذا الكشف فقد انتقلت لمنطقة أخرى، ساحة عنتر التي يجب أن أعبرها لأصل إلى هذا السوق-اللُقطة-و به محال عديدة للموبيليا معظم أصحابها من السنة و به تمثال عنترة ابن شداد، يوماً أرى عليه صورة لصدام تستمر لأيام ثم الأسبوع التالي أرى صورة لأحد من عارضوا صدام أو عبارات تحث على التوحد و درء الفتنة ثم عبارات في أسبوع آخر تحث على الجهاد.
في حوار مع الكاتب العراقي سمير طاهر يقول " لا أعرف في بغداد ما يسمى بمناطق شيعية و أخرى سنية، ربما كانت هذه المسميات تصح قبل خمسين سنة، لكن مع النهوض الاقتصادي ببغداد ( التصنيع، التجارة، توسع الطبقتين العاملة و الوسطى) و النزوح الكبير للعاصمة، انهزم في البدء الطابع العشائري للمحلة، ثم توسعت المحلات بعدة أضعاف في وقت قياسي و صارت تدعى مناطق، فانهزم الطابع الطائفي و الديني، و صار المواطن، ابن عصر التنمية، يضع في أولوياته قرب منطقته السكنية من عمله مثلا أو بقية الاعتبارات المصلحية، ولا يلتفت إلى الاعتبارات الطائفية وأمثالها مما كان يلتفت إليه في زمن الهروب من إقطاع الريف إلى بطالة المدينة".

هذه مجرد صورة للعاصمة العراقية،و مقارنتي لها مع القاهرة لمجرد تقريب المعنى،وبالطبع عندما أقول أن شارع المتنبي مثلاً شبيه بسور الأزبكية في مصر فلا أعني الشبه التام بل ربما كان شارع المتنبي أقرب للفجالة شكلاً لكن نشاطه قريب من الأزبكية،وقصدت من هذه المقدمة الطويلة نسبياً أن أوضح كيف أن بغداد مدينة ممثلة لكل العراق،و بها من التداخل السكاني-المكاني الكثير و أن تداخل الأحياء من أتباع مذهب أو قومية معينة قد تزايد فيها مؤخراً،و أن من يريد أن يفترض توقعاته و استشرافه لحرب أهلية بالعراق فالأولى أن يبدأ ببغداد لما سلف من صفات و لأنها عاصمة.

ثلاث مشاهد:

أعود بذاكرتي قليلاً لنهاية الأسبوع الأخير من سبتمبر 2003 و فيه ثلاثة مشاهد قد تدلل على فرضيتنا،أولها عندما تظاهر نحو500 عراقي من الأعمار الشابة نسبياً في حي الأعظمية – ذي الأغلبية السنية – رافعين صور صدام و ابنيه،و استمرت التظاهرة منذ الرابعة و النصف عصرا و حتى نحو التاسعة عندما أتت عناصر الشرطة الناشئة وقتها و التي ظلت لساعات تراقب التظاهرة مكتوفة الأيدي رغم أنها كانت مظاهرة مسلحة كلٌّ يحمل قاذفة أو قنبلة يدوية أو سلاح ناري،الصمت ذاته قابلت به القوات الأمريكية التظاهرة المسلحة،فبعد انتهاء التظاهرة بدأت القوات الأمريكية التي كانت تحيط بالأعظمية في التنقل بالشوارع الرئيسية،اضطر الكثير من المحال للإغلاق مبكراً و أغلقت بعض الأسر أبواب منازلها و لاذت بها،فأي رصاصة بوسعها أن تشعل النار في المنطقة كلها.

يقول أبو رياض – سائق من الأعظمية :"أنا أعرف بعض الأشخاص ممن خرجوا بالمظاهرة،لم يكونوا بعثيين متقدمين،لكنهم الآن يحصلون على بعض النقود للخروج بمثل هذه التظاهرات،بين عشرة و عشرين دولارا كافية لكل شخص"و يضيف أنه مندهش من سلوك هؤلاء"لقد ذبح صدام حسين أيضا عددا من السنة،فلماذا يخرجون لتأييده،هل لازالوا يخافون منه؟أنا سني و لكني لا أؤيد صدام"

في اليوم التالي ( الجمعة ) خرجت تظاهرة من عشرات الشيعة الذين يقطنون ناحية"الكريعات"و هي تجمع شيعي داخل منطقة الأعظمية،في نفس يوم تأبين عضوة مجلس الحكم "الشيعية"عقيلة الهاشمي التي اغتيلت و كانت تعمل بمنصب مدير بوزارة الخارجية العراقية"زمن صدام"،رفعت التظاهرة المحدودة العدد لافتات مناهضة لصدام و معزية بوفاة الهاشمي و منددة بسلوك بعض الفضائيات العربية التي تغطي الشأن العراقي بشي من التحيز و تؤجج العنف الطائفي،و اعتدى البعض على مراسلين لقنوات فضائية عربية و استولوا على ما صوروه من لقطات للمتظاهرين.

هذا ما كان في الرصافة،و لكن في التوقيت ذاته و في الجهة الأخرى من النهر،بـ"الكرخ"توجد منطقة الكاظمية،ذات الأغلبية الشيعية،وحيث يوجد مرقد موسى الكاظم أحد الأئمة الإثنى عشر المقدسين لدى الشيعة،تعرض العشرات من مريدي الاحتفال بذكراه قبلها بأسبوع للتسمم جراء تناول أطعمة وزعت عليهم من أمام المرقد مباشرة،التفسير الأسرع الذي يطرحه الجميع هنا"إنهم وهابيون"،البعض يقول"ربما وهابيون و ربما أحد أتباع صدام يريد أن يخلق فتنة بأن سنة يدسون السم للشيعة"من النادر أن تستمع إلى شخص يقول لك أن السنة دسوا للشيعة سما،( فيما بعد سألاحظ تغيراً في طريقة تعبير المواطنين عن تفسيرهم لهذه الأمور بحيث أصبحت مثل هذه العبارات واردة لحد ما و إن لم تكن منتشرة تماماً بعد،و هذا مجال بحث آخر).

السلاح ببغداد من المتطلبات الأساسية لمعظم البيوت؛لكن نادراً ما يخرج للشوارع،يفسرون حمله بالخوف على أنفسهم من الانفلات الأمني،يقول حيدر من ناحية الثورة ذات الأغلبية الشيعية"أملك قطعة سلاح واحدة مسموح بها للحماية لا أخرج بها للطريق لكنني أخشى على أسرتي،و عندما ستصدر لنا الفتوى بقتال الأمريكيين فسأشتري قطعا أخرى،عليهم أن يحددوا موعدا لخروجهم نهاية العام - كان هذا الحوار في خريف 2003- فهم لا يفعلون شيئا لحمايتنا أو لتتبع البعثيين"يضيف حيدر"عشنا سنوات لا نسأل عن انتماء أحد،لكن البعض يريد الفتنة".

من الذي تحدث عن الفتنة باعتبارها أمراً قائماً؟

أتذكر أنني استمعت في تلك الفترة لصحفي يعمل بوكالة تنشر بالإنجليزية في دول غربية عن العراق يحدثني عن أن حربا أهلية على الأبواب و ربما تحدث قبل نهاية العام-2003- و أن الانفصال– لم أفهم انفصال ماذا عن ماذا-هو الحل لتجنب هذه الحرب،و فوجئت أكثر أنه فسر سؤالي"هل يصمد التعايش السني الشيعي ببغداد طويلاً؟"باعتباره سؤالا استدلاليا على عدم إمكانية التعايش،أتذكر مرة أخرى أنني قلت لأحد الصحافيين المغادرين العراق"نتمنى أن نراك في عراق آمن ديموقراطي"أو شيء من هذا القبيل،فسألني أحدهم بإصرار" لماذا لم أشر لكردستان،أرأيتِ ؟ أليس هذا معناه أن الأفضل لها أن تنفصل عن العراق لأن الأوضاع بها أكثر أمنا و هدؤً ؟؟ " ،المدهش أن هؤلاء يريدون التقسيم بالفعل و يريدون حربا أهلية و يريدون مواضيع مثيرة يكتبون عنها لتجذب القاريء الغربي و العربي أحياناً،تزعجني هذه العقلية الانتقائية و يزعجني أكثر أنهم يقدمون الصورة الخطأ عن العراق الذي لا أزعم أنه كان واحة للتعايش طوال تاريخه لكنني لا أستطيع بالمقابل و بجرة قلم أن أقول أنه سيشهد حربا أهلية و أن أهله كلهم يكرهون بعضهم البعض،الخ هذه السخافات،مثلما أتخوف من أحد السيناريوهات التي سمعتها من مصدر عراقي قبل عام تقريباً أن حدود الهدوء / التوتر الأمني قد تكون مسطرة جديدة يقسم العراق على أساسها، و بالطبع لن يصبح سيناريو العنف قاصرا على هجمات إرهابية على المدنيين و مؤسسات الدولة الجديدة و رموزها لكن قد تضاف له صبغة طائفية و قومية مثلما نرى هذه الأيام فيصبح ما قاله المومأ له في بداية هذه الفقرة واردا، و هو " لننفصل أفضل لكل منا" .

يوم القبض على صدام:

يوم آخر قد يدلل على ما نريد اختباره عن إمكانية التعايش ببغداد و هو يوم القبض على صدام -و هذا يوم له حكاية قد يصح أن أكتبها في وقت آخر-إذ كنت بالأعظمية في ناصية شارع متقاطع مع شارع المغرب،أريد أن أعود للمنزل،على يميني تجمع الشيعة،و على يساري تجمع السنة و خرجت تظاهرة ربما من 200 شخص في ميدان عنتر بالأعظمية و تقدمتها 4 أو 5 نساء يحملن القنابل(يسمونها هنا رمانات و هي منخفضة السعر سمعت أنك بألفي دينار على الأكثر - دولار وقتها- تستطيع شراء رمانة محترمة)،جاءت مواكب ميكروباصات من ناحية الكاظمية الشيعية مارين عبر شارع المغرب و هلل البعض بالطريقة العراقية،بالرمي...أي بضرب الرصاص في الهواء!كان هذا هو المشهد،ثم ماذا حدث؟و لا حاجة..ذهب هؤلاء وهؤلاء،كلُّ إلى حال سبيله،و كفى الله المؤمنين شر القتال،و مضت 4 أيام أستمع فيها لصوت الرصاص من كل صوب،بعثيون يرمون اعتراضا،بعثيون آخرون يرمون مجاملة و آخرون يرمون ابتهاجا،و من كل فصيل هناك شيعة و سنة و مسيحيون،و لم تحدث مواجهات طائفية و لا حرب أهلية.

كيف تتراكم الأحجار لتصنع جبال الفرقة ؟


في فبراير 2004 كنت قد حضرت مناسبة عاشوراء في محافظة جنوبيةو حدثت تفجيرات كربلاء و الكاظمية التي هزت كل عراقي و كل مؤمن بالله إذ لا أسوأ من الاعتداء على مصلين مهما كان مذهبهم أو دينهم،عدت بعدها بأيام لمنزلي ببغداد و علمت من معارف أنه وجد في حي الكاظمية المقابل لنا-يفصله عنا جسر- قنبلة في صندوق لتجميع القمامةو أخرى بجوار مدرسة للأطفال،مات رجل و طفل و جرح آخرون،بعد أيام سمعنا أنهم وجدوا صواريخ موجهة من ناحية الكاظمية باتجاه الأعظمية!،قالوا أنها كانت موجهة لمعسكر أمريكي يقع بالفعل شرق الجسر الفاصل بين المنطقتين،الراغبون في حرب أهلية و فتنة طائفية الخ قالوا أن من وضع القنبلة بالحي الشيعي سنة و روجوا عبر وسطاء آخرين أن اتجاه الصواريخ لم يكن معسكر العلوج-الأمريكان-بل لمسجد أبو حنيفة النعمان السني-و هو قريب بالفعل من الجسر و المعسكر،في الحقيقة لم تسفر تحقيقات الشرطة عن الفاعل،و هذا أمر متوقع ويمكن فهمه بالعراق،فصواريخ أصابت فندق شيراتون-عشتار العام الماضي انطلقت من على دراجة أو عربة كارو،لا يمكنك التحقق من كل شيء بالعراق بهذه البساطة،و من ثم لا يمكنك تفسير كل ما يحدث أو كل ما تسمع بأنه بداية حرب أهلية،أتذكر أنه عقب تفجيرات الحج لكربلاء خرج شباب من الأعظمية و غالبهم سنة و آخرون شيعةو تجمعوا بمسجد أبي حنيفة النعمان و تبرعوا بالمال و الدماء،أجمل ما يمكن الخروج به من هذا الموقف أن الشباب "الذي لم تغسل أدمغته" بعد لا يريد عداء للشيعة و لا اعتداء على بيوت الله،و هذه نقطة مضيئة يجب البناء عليها في الفهم مثلما يجب تفعيلها من قبل المسئولين عن بناء العراق الجديد إذا أرادوا حقاً تجنيب بلادهم الفتنة.

أتذكر في مارس 2004 أن إحدى جاراتي قالت أن العلاقات بين الشيعة و السنة داخل العراق كأحسن ما يكون و تمهلت قليلاً مضيفة "لكن العجم،قاصدة الإيرانيين،وراء المشاكل"،بالطبع لست متأكدة من إعادتها لصياغة الجملة الأخيرة لو لم يكن هناك جارة شيعية في قعدتنا، يوم آخر هو يوم تفجيرات كربلاء أدهشني أن أستمع إلى أحد المثقفين-و هو من عائلة شيعية- يقول أن وراء التفجيرات (ضدنا) أتباع ..... و سمى أحد الرموز الدينية لدى السنة، لكن المحصلة و مع تطور عمليات الإرهاب بالعراق و تركز نسبة ليست قليلة من أحداثه ضد مساجد شيعية و بدرجة أقل مناطق ذات أغلبية سنية فإن أقوال المواطنين العراقيين أصبحت تأخذ تفسيراً طائفيا يزداد كل فترة، و عندما شهدت منطقة الأعظمية مثلا في بداية مايو هجوما إرهابيا بسيارات مفخخة و على تجمع رجال للحرس الوطني العراقي بالمنطقة ، كذلك على مطعم شهير هناك يملكه سني و كان يرتاده بعض عناصر الشرطة، تذكرت فجأة أنه في زيارتي الأولى لهذا المطعم كان من رواده كثير من الحجاج الشيعة الإيرانيين من طبقة ميسورة مادياً ربما كانوا في طريق عودتهم من مرقد الإمام موسى الكاظم على الضفة الأخرى من النهر و لك أن تتخيل أن من سقط في هذا المكان – رواداً له و عمالاً به - كانوا شيعة و سنة معاً فالرصاصة أو الشظية ليست موجهة بيولوجيا كما أن الطائفة ليست من السمات الموروثة في جينات البشر، و قد خلف الهجوم على الحرس الوطني في ساحة عنتر بهذا الحي قتلى و جرحى من المدنيين من الطائفتين، و نقل بعض الجرحى للعلاج في مستشفى بمنطقة الثورة الموصوفة دوما بأن أغلبيتها شيعية.
هل يمكن التصور أن حربا أهلية - وقودها المواطنون - ستقوم بالعراق بهذه السهولة،و هل سيعيق التشابك الكبير في مناطق و داخل عوائل وعشائر مختلطة الأمر و لو لحين،تصور مثلا أن حي المهندسين يشن غارة على حي بولاق و أن كمينا ينتظر أهالي بولاق أبو العلا عند مرورهم من كوبري مايو في طريقهم إلى الزمالك أو مرورا بها وصولا مثلا إلى شارع السودان،و أن أهالي ميت عقبة يتنصلون من جيرتهم للمهندسين،وهذه ليست مقارنة بل مجرد محاولة تمثيل للأمور،لا أنكر أن هناك قتل على الهوية يمارس الآن بالعراق و بكل برود،ففي نوفمبر الماضي مثلاً و بمدخل محافظة الموصل قتل 4 طلبة أكراد من دهوك كانوا عندما كانوا عائدين في نهاية الأسبوع من جامعتهم و سكنهم بالموصل لأهاليهم ربما كانوا يحملون ملابس لغسلها أو هدايا بسيطة لذويهم و أخوتهم الصغار،ربما كانوا عائدين من أجازة لدى أهلهم محملين ببعض الطعام المنزلي و بحنان الأسرة،تماما مثل أي مغترب من محافظة لأخرى بمصر،تصور أن أما تنتظر ابنها العائد من جامعته ثم يقولون لها أنه قتل.. مات..انتهى... ،فلماذا قتلوهم ؟ لأنهم أكراد؟ كأن الأكراد لم يذوقوا الموت الجماعي المجاني في الأنفال و حلبجة،وهناك حوادث عدة مماثلة لقتل على الهوية-القومية و الدينية و المذهبية- لكن "كثير منها" تخطط له أصابع خارجية–حتى لو ضغط على السلاح عراقي-و تبقى أقل مما كان يُتوقع و بالطبع أقل مما يتمنى البعض.
قد أميل للتفاؤل فيما أطرح،لكن ببساطة إذا كان صدام أحد من مهدوا للفتنة الطائفية بالعراق قد رحل،ألم يكن "واردا" أن تندفع الطائفة التي حابى صدام"بعضها"لعمل ما متهور خوفا مما ردده الإعلام عن الانتقام الذي ينتظرهم؟و العكس أيضا مشروع سؤاله:ألم يكن "ممكناً"أن يتعدى الشيعة على السنة بمجرد سقوط صدام 9 أبريل2003؟ لنتذكر إذن أنه في انتفاضة الشعب العراقي1991 استولى الثوارعلى14محافظة-من أصل18-و لم يتم التعدي مثلاً على أي عوائل سنية في محافظات الجنوب بالأخص،أليست هذه بادرة يمكن التحميل عليها؟
الآن تأتي أحداث المدائن و ما تلاها من شواهد تؤكد أن هناك مخطط فعلي لصنع حرب طائفية بالبلاد،و لست بقادرة على الحكم على الأنباء المتضاربة القادمة من مصادر عراقية مختلفة،و قد أيقنت بعد طول متابعة للشأن العراقي ثم معايشة ميدانية بعراق ما بعد صدام،أن المؤشرات المتضاربة ستظل تومض أمامي دوما،و لن تستطيع القول بصواب فكرة أو استشراف مستقبل إلا بعد جهد عسير،و ربما كان الأمر أيسر لمن لديهم متابعة أقل،أو من يقوم بتحييد عوامل كثيرة لدى تحليله ظاهرة عراقية ما،و هو أمر صعب علينا تطبيقه في شأن متشابك كالعراق،و لكن إذا كان عامان قد مرا على العراق الخارج من 3حروب متوالية أتت آخرها باحتلال متخبط و لا مسئولية البعض و تدخلات الجيران الخ،عامان دون"فتنة طائفية"،أليس هذا مؤشرا"ما"على أنه لازال هناك عقلاء في هذه البلدة يحسبون لأقدامهم ما تخطوه؟

صفحات عراقية مضيئة ضد الطائفية

لقد كان هناك صفحات مضيئة في تعالي العراقيين على الانتماء الطائفي الضيق و كان هناك وقفات جادة ضد أي محاولة لبث التفرقة الطائفية، بصفة شخصية أتذكر أن أحد الاصدقاء من العراقيين المتواجدين بالقاهرة لم تتح لي منذ تعرفت عليه في1997 أن أعلم هل هو سني أم شيعي و لم يذكر هو ذلك أبداً و لو بطريقة عابرة، و قبل أسابيع استوضحته عن أمور مذهبية لم أفهمها فسألته عرضاً في سياق الحوار " إلا صحيح يا ....... إنت سني و لا شيعي" في الحقيقة رد علي" خليكي من ها الحكي" و اصل شرحه للمذهبين، إنني فخورة تماماً بمعرفة مثل هذا الشخص و أردد هذه القصة عنه كمثال على نفر من العراقيين لازالوا يرفضون تصنيف للبشر طائفياً للتعريف بهم.
أما تاريخيا فهناك لحظات هامة ضرب العراقيون فيها المثل على العلو على الطائفية ،ففي عام 1927 فصل مدرس لبناني بعد تأليفه كتابا حمل هجوما على ثوابت شيعية و ابعد عن البلاد، فـ"اندفع طلابه في المدرسة الثانوية إلى التظاهر احتجاجاً على الأسلوب اللاديمقراطي في التعامل معه وكان في مقدمة الذين تظاهروا طلابه من الشيعة، واصطدم الطلبة بالبوليس" .

و أثناء إعادة محاكمة القادة الشيوعيين - 1949 - بتهمة قيادة الحزب من داخل السجن،و حسب الكتاب المرجعي عن تاريخ الحزب الشيوعي لعزيز سباهي و نقلا عن تاريخ الوزارات العراقية لعبد الرزاق الحسني نورد قوله " كان من رأي نوري السعيد أن يشمل إعدام قادة الحزب الشيوعي الثلاثة على أن يكون أحدهم مسلماً والثاني يهودياً والثالث مسيحياً. فسأل وزير عدليته، محمد حسن كبه مازحاً: هل يكون المسلم المقرر إعدامه سني المذهب أو جعفرياً، فأجابه الوزير الأفضل أن يكون اثنين أحدهما سني والآخر جعفري(!!)، وهكذا تم إعدام أربعة,.........., ونفذت الأحكام في 14 و15 شباط، واختيرت ساحة المتحف الوطني في الكرخ لإعدام فهد، وباب المعظم لإعدام حسين الشبيبي في اليوم الأول، وإعدام زكي محمد بسيم في الباب الشرقي في اليوم الثاني" فالتصنيف الطائفي لم يجل بذهن الوطنيين عندما هبوا للانتماء للمعارضة و العمل لصالح الوطن بينما جاء هذا التصنيف و بصورة مغرضة من قبل الطغاة حتى في اختيار الشهداء و مكان إعدامهم.

ننقل عنه أيضاً عن أحداث يناير 1948 " تجددت المظاهرات في شارع الرشيد والكرادة الشرقية وغيرها، وقد حاولت جهات حكومية (ضياء جعفر ـ وزير المواصلات والأشغال) إثارة الحزازات الطائفية وتوزيع منشورات خالية من التوقيع تدس على الحركة الوطنية وتهاجم الشيوعية متهمة إياها بالتحريض على إشعال نار الحرب الأهلية وهدم كيان المملكة وصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية محاربة رئيس الوزراء لأنه شيعي! إلا أن الجماهير استهجنت هذه البيانات التي كانت توزعها الشرطة بسياراتها ودراجاتها، وقابلها الساسة الشيعة أمثال رضا الشبيبي وجعفر حمندي بالاستياء ووصفوها بالدجل السياسي" .


العراق بين "سالم حزبنا و سالم وطننا "

و قد يرى البعض في هذا الطرح تفاؤلاً بإسراف و قد يدلل بشواهد لا ننكرها تشكك في قدرة بعض الساسة على الاضطلاع بمسئولياتهم تجاه شعب العراق و تجنيبه مخطط الفتنة و تجاه إخراج المحتل و تجاه بناء هذا البلد،لكن ما سلف هو خواطر برقت وفقا لمعطيات و مشاهدات أيضاً، وربما تكشفت أمور أخرى أو أعدنا فهم معطيات بشكل مغاير لكن هذا على الأقل ما نطمئن لصوابه الآن، لا أتذكر أين قرأت أن مؤسس وقائد الحزب الشيوعي العراقي الشهيد( فهد )قد طلب تغيير مقدمة نشيد الحزب من "سالم حزبنا سالم" إلى "سالم وطننا" قائلا أن الأوطان أبقى ، و حفظ سلامتها أهم من حفظ سلامة الأحزاب، تذكرت هذه القصة كثيرا كلما راقبت نفرا من ساسة العراق الجديد ممن عمت أعينهم عما يخطط لبلادهم من حرب طائفية بينما هم منشغلون بتثبيت كراسيهم و ملء خزائنهم و التحضير للانتخابات القادمة و أحيانا فعل المستحيل لإرضاء هذه الدولة أو تلك، و نسوا أن هناك دولة أولى برعايتهم هي العراق، و أنه لو تحقق ما يصبو له البعض من حرب أهلية فلن يبق كرسي لأحد و لن تكون هناك انتخابات يتنازعون للفوز بها و لا امتيازات يتطلعون للحصول عليها من وراء مناصبهم و تربيطاتهم، و يبقى دور أبناء العراق - مواطنين و ساسة - في إيقاف مخطط الحرب الأهلية الذي يبدو أنه أخذ وقتا أطول مما توقع البعض لكنه ماض في طريقه(حادث المدائن ثم تفجيرات البصرة - و هي المدينة التي يتواجد بها بالإضافة للغالبية الشيعية طوائف مسيحية و سنة و صابئة دون حدوث فتنة كبرى أو تصادم كبير بين مواطنيها العاديين منذ سقوط صدام - و شكوى أطراف سنية بها مؤخراً أن هناك مخطط لاتهام أهل المدينة السنة بما حدث بها من تفجيرات ، ثم تفجيرات الأعظمية مؤخراً ثم اغتيال وكيلين للسيد السيستاني ثم اختطاف رجل دين سني الخ ) إذن المخطط قائم و لا يحتاج من حكماء هذه الأمة إلى مؤشرات أخرى ليعرفوا أنه قائم و ربما قادم لا محالة إن لم يطوقوه.
هذه مجرد خواطر رأيت أن بعضها قد يخفف من التجهم-أي توقع الأسوأ، أو قد تساهم – من يدري؟- في توقع القادم وفق ما رأيته ببغداد-الخليط و فق ما أشعر به كغيري من اصرار الحالمين بالحرب الطائفية على تحقيق مرامهم ،و في كل الأحوال أكرر أنه كلما زاد ما تعلمه عن العراق زاد حرصك على التدقيق فيما تكتب و ربما تعيد صياغة الجملة الواحدة عدة مرات،و لزم تجنب إطلاق الأحكام فيما لست متيقناً لكفاية مقدماته للوصول لنتائج منه ،لذا لا أكاد اضع سوى ما قدمت تساؤلات و لست أتوقع أن تُقرأ إلا في إطار كونها تساؤلات مغلفة بأمنية صادقة أن يصبح هذا البلد حرا و هذا الشعب سعيدا.



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الأبراج في مصر.. تزدهر و تزدهر.. ثم تسقط
- تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر
- أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي
- لماذا نحن قلقون
- البصرة-عندما يقوم الطلبة بما يعجز عنه الساسة
- هل كانت انتخابات القاهرة بروفة لانتخابات عراقيي المهجر ؟
- برقيات سريعة
- صورة من قريب ..هل تصنع الصور زعماء..؟
- لا أحد يريده هناك ... ولا هنا أيضاً
- الحزب الشيوعي العراقي : التاريخ العبء يسجله كتاب
- كول لي يا وحش منين الله جابك
- مرحبا بنصير شمة و لكن.....
- نحو منهج بديل لدراسة المسألة الكردية - 1
- تحية من القاهرة
- و مازالنا مع الآشوريين شعبا و قومية و ديانة :
- الآشويون : ضحايا الإختلاف العرقي و الديني - 2 من 3


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أميرة الطحاوي - الحالمون بحرب العراق الأهلية