أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر















المزيد.....

تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قد تتساءل.. لماذا لا يتحدث
الشاعر عن الأحلام وأوراق الشجر..؟
عن البراكين العظيمة في موطنه..؟
تعالوا انظروا الدم في الشوارع.
تعالوا انظروا الدم في..!
تعالوا انظروا...
- بابلو نيرودا

في السادس من مايو الجاري أطلقت الشرطة المصرية عبوات مسيلة للدموع على متظاهرين في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية فاستشهد "طارق طه مهدي غنام" أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.
و في صباح اليوم ذاته توفي المواطن محمد من أهالي كفر صقر بمحافظة الشرقية بعد أن صدمته سيارة شرطة كانت تطوق في اليوم السابق أعضاء حزب الغد المعارض.
و في يوم الاستفتاء على تعديل المادة76 من الدستور المصري، تعرضت ناشطات و ناشطون للضرب و الإهانة و هتك العرض، و تعرض قبلها بأيام و حتى يوم الاستفتاء صحافيون للحبس و الضرب و التهديد.
في كل هذه الحوادث نزفت دماء مصريين حتى الموت على يد مصريين، مثلما كان هناك عدد من الجرحى سالت دماؤهم الغالية على يد من يفترض أنهم حماتهم و أشقائهم بالشرطة المصرية أو من استأجروهم لهذا الغرض، و مع ذلك -و لذلك- لم يعاقب مسئول رغم أن من أعطى الأمر بإطلاق العبوات في حالة الشهيد غنام قد أعلن عن اسمه من قبل جماعة الإخوان في إشارة ذات مغزى، مثلما سائق سيارة الشرطة و من أعطاه الأمر بـ "دهس" مواطن الشرقية معروفان أيضاً،و أخيراً صور المعتدين من الشرطة و فتوات يوم الاستفتاء و الاستقواء معروفون بالصوت و الصورة و ستجد صورهم في وكالات الأنباء مثلما تتبادلها الهواتف النقالة الآن، إذن فالشهيد معروف و الجاني أيضاً.

التعذيب بالوكالة:

و هناك ظاهرة أخرى ربما تخص مصر مع عدد محدود من نظام العالم و هي "التعذيب بالوكالة"؛ فعندما يُسأل خبير أو محلل في التلفزيون المصري عن أسباب الحادثة الإرهابية التي شهدها ميدان عبدالمنعم رياض قبل أسابيع فإنه إطلاقا لا يشير لواقعة موت"محمد سليمان يوسف" تحت التعذيب قبل ساعات من الحادثة الإرهابية،و يوسف هو ابن عم أحد الهاربين المطلوبين على ذمة حادث الأزهر ،و من السهل معرفة من قام بعملية قتله سواء من أعطىالأمر بالتعذيب الوحشي أو نفذه، قتل هذا المواطن إذن - ثم قريب آخر للمتهم قتل بقسم الشرطة قبل أيام - بعد أن اعتقل و أشقاؤه وعائلته يكرس ما أصبح عرفاً بمصر و هو أن يتفانى رجال الشرطة المصرية بأدوات تعذيبهم العديدة على مواطنين لديهم صلة "ما" بمتهم"ما"في قضية قد تكون غير جنائية و قد يكون المتهم بريئا بالفعل أو افتراضاً حسب القاعدة الشهيرة(المتهم بريء حتى تثبت إدانته).
و الحاصل أن التعذيب الذي يلقاه المواطنون من أقارب متهمين "قد"يجعلهم أكثر تعاطفا مع جرائم كانوا يرفضونها تماماً من قبل، و أكثر نقمة على الشرطة المصرية، و عندما لا يجد المواطن من يرد له كرامته التي ضاعت أمام عائلته و أهله أو عندما لا يستطيع الدفاع عن عرضه الذي ينتهك - مثل الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها النساء من ذوي المتهمين، أو أطفاله الذين يروعون من عسكر الشرطة و رجال الأمن عند تفتيشهم البيوت الىمنة، فستزداد الهوة النفسية بين المواطن المصري و الشرطة، و ستضيع الهيبة القديمة لهم، تلك التي كانت تظهر أحد معالمها في الأفلام فعندما يهاجم رجال الشرطة هدفاً ما فنادرا ما يتعرض لها رجال العصابات أو البلطجية مثلا، بل غالباً ما يحاولون الهرب و ربما أطلقوا رصاصتين في الهواء لزوم التمويه و التغطية، لكن بعد تمادي الشرطة المصرية في استعباد المواطنين العاديين ستكون مقاومة هؤلاء للشرطة (ممثلةً للدولة) واردا أكثر،بينما سيصبح المجرمون أكثر جرأة في الرد على المفترض أنهم قانوناً هم أصحاب الحق القسري في استخدام القوة لحفظ امن الوطن و المواطن، و هذا السيناريو لن يخدم أحداً بل سيزيد من مشاكل مصر الآمنة مشكلة خطيرة ربما لم تعهدها منذ زمن.
لم يفكر رجال الشرطة المصرية فيما يحدث لزملائهم ببلدان أخرى كالجزائر و العراق وأنهم يتعرضون لموت منظم هم و عوائلهم أحيانا دون ذنب جنوه، لكن الجناة هنا في الشرطة المصرية لا يحاكمون أو يعاقبون قانونياً فهل هذه الحصانة ستمنع للأبد انتقام ذوي الضحايا منهم ؟و من عوائلهم ؟ هذا سيناريو لا نقره لكننا نتوقعه، و له سابقة إذ حدث من قبل في التسعينات في موجة الإرهاب التي ضربت مصر أن كانت بعض الأسر تنفذ "حكمها" في ضباط ساموا أحد أبنائها صنوف العذاب أو قتلتهم.
ثم دعونا نسأل السيد وزير الداخلية المصري : هل يقبل أن تتعرض " حريم" رجال شرطته لكل أنواع التحرش الجنسي و الاغتصاب و الضرب و القتل كالذي تعرضت له النساء المصريات في قرية سراندو مارس الماضي ،و قبلها في العريش و ليس نهاية لما تعرضت له نساء مصريات في يوم الاستفتاء الأخير؟؟ هل جسد نسائك – بدء من والدتك و حتى ابنتك مرورا بزوجتك- أشرف و أكرم من جسد الصحفية التي جرجرت و جردت من ملابسها على الملء و صورتها الكاميرات ؟.

محاكمات لجنجاويد مصر! :

لذا نتوقع من وزارة الداخلية أن تحفظ دماء أبنائها و عوائلهم بتحويل كل ضابط مخالف- و هم نسبة ليست بالقليلة لكنهم بالطبع ليسوا كل نصاب جهاز الشرطة المعلن – و من معهم من بلطجية و فتوات إلى محاكمة جادة و سريعة، و لا نريد أن تنتهي المحاكمات بتجميد لأشهر أو بخصم أيام من الراتب للضباط،و قد سمعنا مساء يوم الاستفتاء أن هناك تحقيق بالفعل مع اثنين فقط من المعتدين على متظاهرات و متظاهري كفاية، و كل من تابع اليوم مباشرة أو عبر أي وسيط إعلامي يعلم أن عدد المعتدين أكبر بكثير بدليل الصورة الحية التي نقلت وقائع الضرب و السحل في هذا اليوم المشئوم ، و هو ما يذكرنا بما حاولته مؤخراً حكومة البشير عندما سلمت بعض الأسماء ككبش فداء للمحاكمة في قضايا العنف بدارفور باعتبار هؤلاء فقط هم "الجنجاويد" القتلة، أما في مصر فنحن نعلم جيدا بالاسم و الصورة من هم الجنجاويد الذي ضربوا و قتلوا، و لن نرضى بكبش فداء لمحاكمة صورية أو سؤال لشخص أو اثنين أمام النيابة (و يا دار ما دخلك شر) و في كل الأحوال نتوقع محاكمات سريعة قبل أن تصح مقولة أن الدم يستدعي الدم التي لم تصل بعد لأذهان كثيرين، و التي لا نتمنى أن تشهدها بلادنا.
* [email protected]



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي
- لماذا نحن قلقون
- البصرة-عندما يقوم الطلبة بما يعجز عنه الساسة
- هل كانت انتخابات القاهرة بروفة لانتخابات عراقيي المهجر ؟
- برقيات سريعة
- صورة من قريب ..هل تصنع الصور زعماء..؟
- لا أحد يريده هناك ... ولا هنا أيضاً
- الحزب الشيوعي العراقي : التاريخ العبء يسجله كتاب
- كول لي يا وحش منين الله جابك
- مرحبا بنصير شمة و لكن.....
- نحو منهج بديل لدراسة المسألة الكردية - 1
- تحية من القاهرة
- و مازالنا مع الآشوريين شعبا و قومية و ديانة :
- الآشويون : ضحايا الإختلاف العرقي و الديني - 2 من 3
- الآشوريون: ضحايا الاختلاف العرقي والديني 1-3
- قطار الأصولية بكردستان ، متى يرحل ؟


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر