أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!















المزيد.....

نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في ندوة شهدتها القاهرة مؤخراً عن الشأن السوداني،طلبت المنصة من الحضور الوقوف حداداً على روح الفقيد جون قرنق فلبينا صامتين كيفما تملي علينا اللحظة،لكن صوتا سمعته من الصف الخلفي يقول"ناقص كمان يوزعوا عليه رحمة و نور"أي أن صاحبه يستنكر الوقوف حدادا على روح الرجل،أمنت على قوله صحافية بجريدة"قومجية"بضحكات تتأرجح رناتها بين التعالي و الاستخفاف، انصرف الاثنان بعد قليل و لم يكملا الندوة فآلمني ذلك أكثر من سخريتهما لأنه يعني أن أقلاما لديها منابر للتعبير في صحف مصر و العالم العربي ستبقي على فهم مغلوط لقضية السودان،و ستواصل عداءها لأفكار رصينة لقائد،أفكار ربما غير تطبيقها-إن اكتمل-الكثير أفريقياً وعربياً.

صحيح أنه قد يجذبك مقال متميز للمصري د.ميلاد حنا عن قرنق بعد رحيله،و نشر معه صورتان للكاتب-بهالة شعره الأبيض-التقطهما سابقا مع الفقيد و زوجته،و صحيح أن مراجعة سجل المصريين المهتمين بالشأن السوداني سيقودك لأسماء مجتهدة في تناولها؛حلمي شعراوي،و صحفيين قدموا رصيدا لا بأس به من المتابعة؛يوسف الشريف،و أكاديميين كان اهتمامهم الدءوب بالسودان جزءً من الاهتمام بقضايا أفريقيا؛د.صبحي عبدالحكيم،د. عبد الملك عودة،و غيرهم،لكن المفارقة أن أكثر هؤلاء قارب أو تعدى الستين،و أنهم بدأوا الاهتمام بالسودان قبل عقود في ظل ظروف قد لا تتكرر، عندما كانت القضايا الخارجية مثلما الدور الخارجي لمصر بأفريقيا محل اهتمام و فهم من الباحثين و الحكام أكثر منه الآن!! بالطبع هناك اجتهادات لا تخطئها عين لجيل أصغر سنا لكن لازال هناك قصور في تناول الإعلام المصري،و العربي عموماً، لقضية السودان بتشعباتها المختلفة، و ربما انصراف عنها،و أحيانا يشوب هذا الخطاب الإعلامي قدر من التحيز و كثير من الخفة في التحليل خاصةً عندما يتم اختصار معارضي نظام قمعي تصادف أن كان في صدام مع أمريكا باتهامات تنال وطنيتهم،كما لازالت أصوات تردد كليشيهات بالضد من تطلعات أبناء الجنوب الذي-تاريخيا-لم يكن قط عربيا و لا مسلما.

يمكنك أيضاً أن تلمس هذا مثلا في مصر-شمال الوادي و أقرب الدول للسودان وفق معايير عدة-باللا مبالاة التي قوبل بها كتاب قرنق الأخير،و الذي ضم من حواراته و مقالاته ما لخصه عنوانه"رؤيته للسودان الجديد"باجتهاد في الاختيار من قبل محرره و مقدمه د.الواثق كمبر – و إن تعثر أحيانا فهم إيراده لمقدمة حوار مع قرنق دون نص الحوار"ذاته"أو إهمال مقاربات هامة لقرنق نشرها قبل الفترة التي يغطيها الكتاب(1997-2005)،فرغم صدور الكتاب بالقاهرة و احتوائه مقالات و حوارات نشرت من قبل في صحف مصرية، لكن مقالاً قرأته الأربعاء الماضي لكاتب مصري أكد لي أن سؤ الفهم متواصل،فقد امتلأ بمعلومات خاطئة أو مغلوطة بدء من سنة ميلاد قرنق و أسماء التنظيمات الجنوبية، وصولاً لتفسير إرساله لبعثته الدراسية بأمريكا على أنها خطة مدبرة و ممولة من منظمات ماسونية مشبوهة رغم أنها تمت و هو ضابط في الجيش السوداني بمنحة حكومية!! المدهش أن كل معلومات الكاتب جاءت من كتاب لضابط مخابرات إسرائيلي صدرت ترجمته قبل 3 سنوات، دون إحالة واحدة لكتاب قرنق الذي صدر قبل 3أسابيع و لو للبحث عن مقولات على لسان قرنق تثبت ما انتقاه المقال من الكتاب الإسرائيلي،و مسألة الإحالة لمراجع و كتب خطها استخباريون إسرائيليون ليست مرفوضة على مطلقها لكن التعويل عليها و حدهاو الثقة المطلقة في كل ما يمررونه تحتاج أيضا لوقفة.

و هذا يقودنا للمأخذ الأكبر على هذا الكتاب كونه لم يقدم على لسان الفقيد أو المحرر نقدا ذاتيا لمسيرة الحركة و لتجاوزاتها، و لم يفند ما يقال عن علاقاتها مع إسرائيل وهي النقطة التي كما نرىتشغل مساحة كبيرة من الهجوم،ويتضمن الكتاب بالإضافة لأهم ما أدلى به الفقيد من مفاهيم كالسودان الجديد و إعادة بناء الدولة،نظريته عن المهمشين في السودان – كل السودان و ليس فقط جنوبه،رغبته في دولة علمانية تصون لكل صاحب معتقد و ملة حريته،تجربة الحركة عمليا في المناطق المحررة،والمجابهات التي لاقتها ليس من قبل قوات النظام فقط بل من قبل قوات تقليدية ارتبطت مصالحها ببقاء نظام حكم تسلطي.

و لست أفهم حقاً سر معاداة هذه الأفكار أو التعامل مع الاتهامات للحركة و كأنها مسلمات، و أغلب ظني أن بعض الهجوم يأتي من تيار المتحلقين بأفكارهم حول الدين لفهم أمور مجالها الدنيا، يجدون في قرنق عدوا،و كيف لا و هو ينتمي لدين آخر،وحتى لو لم يقم قرنق بإقحام هذا الدين في نظرياته و مسيرته،فسيبقى عدوا لرفضه الدولة الكهنوتية،و هم طلاب دنيا و وسيلتهم الأنجع لذلك الدين لا غيره،أما بعض القوميين المتحلقين حول أفكار مصدرها زعامات تاريخية بمصر و المنطقة فيثيرهم أن يحظى زعيم جديد غير محسوب على تيارهم و لم يتلق دعما من زعمائهم الروحيين الراحلين بنجاحات متوالية حربا و سلما،ربما يستكثر بعضهم مثلا أن تستقبل الخرطوم قرنق بحفاوة تستدعي ذهنياً الاستقبال العظيم الذي ربتت به العاصمة ذاتها على أكتاف ناصر-الهزيمة(و المسماة تخفيفا بالنكسة) في قمة اللاءات الثلاثة الشهيرة1968فأعطته دعما نفسيا و شعبيا لا يقدر بثمن وثوقا فيه و رغبة في أن يواصل نضاله،رغم أن بعض هؤلاء مازال مستعداً لإضفاء الزعامة على قيادات"عربية"متقلبة المزاج لمجرد أنها حظت من زعيمهم بكلمات مجاملة قبل رحيله بقليل.

الأغرب أن كاتبا آخر يحكم علي قرنق حتى بعد موته ليس على أساس تاريخه أو أفكاره بل بناء على انطباعات مقابلة واحدة تمت معه،بالقول بداية أنه كان مهندما و واثقا من نفسه أكثر مما ينبغي لقائد حركة تحرر،و يتهمه بفصل الجنوب عن الشمال بصورة غير مباشرة!

و الحال هكذا سيصبح على رفاق قرنق في الحركة الشعبية واجبات كثيرة،فالالتزام بمباديء الحركة وحده سيثبت أن أفكارهم كانت استراتيجية و ليست للاستهلاك الوقتي،و سيكون عليهم مجابهة إعلامية راقية مع نفر من الصحافيين يسمعون سيلفا كير يؤكد تمسكه بوحدة السودان ليصيغوا الخبر بالقول أن"الانفصالي"سيلفا كير يقول كذا و كذا،رغم أن أحدا من هؤلاء الإعلاميين لم يقارن أفكار قرنق الوحدوية"حقاً"بسياسات قادة جنوبيين انفصاليين"علنا"و تحالفوا رغم ذلك من قبل مع نظام الخرطوم أثناء حربه ضد أبناء جلدتهم بالجنوب باسم الجهاد،كما لا يقترب هؤلاء الإعلاميون بنقد لأصوات شمالية تدعو هي الأخرى الآن للانفصال، و منهم عناصر محسوبة على نظام الخرطوم"الوحدوي"،مستغلين تجاوزات قام بها نفر من أبناء الجنوب بالخرطوم في أعقاب مقتل قرنق،و لم يفسروا لنا لماذا لم تتدخل الحكومة وقتها أو تتحسب لها رغم علمها مسبقا بموت العقيد،وهو ما خدم مزيداً من الفوضى اتكأ عليها بعض الشماليين لتعزيز قولهم"ليذهب الجنوب غير مأسوف عليه"لكن يبدو أنه لا وقت لدى البعض لنقد هذه العبارات فالكل مشغول للآن بمهاجمة أفكار لم يقلها الراحل قرنق و لا سيلفاكير الملتزم خط سلفه.



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جثة أجمل رجل أزرق- قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت
- عودة قرنق: تحدي التنمية يسبق اختبار السلام
- الحالمون بحرب العراق الأهلية
- صناعة الأبراج في مصر.. تزدهر و تزدهر.. ثم تسقط
- تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر
- أكراد تركيا..من كفاح الجبال إلى الاحتكام لأوربا
- هدايا الحكومة المصرية لمعارضيها
- في الغناء لبشار الأسد بالكردية والعربية
- رجل أمريكا المريض
- بين مفتي الدجاج و مفتي التسونامي
- لماذا نحن قلقون
- البصرة-عندما يقوم الطلبة بما يعجز عنه الساسة
- هل كانت انتخابات القاهرة بروفة لانتخابات عراقيي المهجر ؟
- برقيات سريعة
- صورة من قريب ..هل تصنع الصور زعماء..؟
- لا أحد يريده هناك ... ولا هنا أيضاً
- الحزب الشيوعي العراقي : التاريخ العبء يسجله كتاب
- كول لي يا وحش منين الله جابك
- مرحبا بنصير شمة و لكن.....
- نحو منهج بديل لدراسة المسألة الكردية - 1


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أميرة الطحاوي - نقطة نظام: إنهم يواصلون إساءة فهم قرنق حتى بعد رحيله ..!