أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - نحو حكومة إنقاذ وطني !















المزيد.....

نحو حكومة إنقاذ وطني !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لأيام قليلة خلت كان العراقيون يأملون أنفسهم بقيام حكومة وحدة وطنية على إثر الانتخابات التي جرت في الخامس عشر من شهر كانون الأول / ديسمبر من السنة المنصرمة ، ولكن آمالهم في تلك الحكومة أخذت تتلاشى شيئا فشيئا ، وذلك بعد أن مضت أشهر أربعة على تلك الانتخابات دون أن ترى تلك الحكومة النور ، وهذا لم يشكل إحباطا لأغلب الناس في العراق وحسب ، وإنما ، وبدلا عن ذلك ، فقد حلت قناعة راسخة في عقول هؤلاء المحبطين الذين ضاقوا ذرعا بالأوضاع المأساوية التي يعيشونها كل دقيقة ، هي أن فكرة حكومة الوحدة الوطنية أصبحت فكرة متخلفة تماما ، تجاوزها الزمن والأحداث الرهيبة التي تحل بالعراق الساعة .
لقد أصبح العراقيون على ثقة من أن الحكومة تلك لا يمكنها أن تحل المشاكل المستعصية التي تأخذ بخناقهم ، ما دامت هي ستلد من رحم مريض خضع للكثير من العمليات التلفيقية التي شهدتها الساحة السياسية العراقية ، تلك العمليات التي تقادمت ، واستهلكت ، ولم تعد تنفع في شيء ، بعد أن دخلت في مساومات رخيصة ، هدفها الأول والأخير هو الاستحواذ على المناصب الحكومية ، وتحقيق أكبر قدر من المصالح الحزبية الضيقة ، ومن دون الالتفات الى مصالح عموم الناس في العراق .
يعتقد العراقيون اليوم ، ومنهم في دفة الحكم ، وبمراكز متقدمه منه ، أن التأخير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يعود الى سبب من بين أسباب أخرى هو تلك المناصب الوظيفية التي استحوذ عليها هذا الحزب ، أو ذاك في هذه الوزارة أو تلك ، وصار على الموظف الذي يريد أن يحصل على وظيفة في دائرة مثل رئاسة الوزارة في العراق أن يكون من أتباع حزب الدعوة ، جماعة الجعفري ، أو أن يحصل على ترشيح وتزكية من هذا الحزب نفسه ، مثلما صرح بذلك رئيس الجمهورية ، جلال الطالباني ، مرة ، وهذا الحال يسود كذلك في الدوائر الرسمية العراقية الأخرى .
لقد اشمأز العراقيون أيام صدام من التزكية التي كانوا يطالبون بها ، والتي تثبت أنهم من أنصار أو أعضاء حزب البعث ، وذلك حين يتقدمون لشغل وظيفة بصفة ضابط في الجيش العراقي ، أو مدرس في سلك التعليم ، أو في أيّ من المهن الأخرى ، ولكنهم اليوم وجدوا أنفسهم من جديد أمام ذاك التصرف المشين الذي يفاضل بين العراقيين على أساس من مبدأ الحزبية الضيقة ، وليس على أساس الوطنية العراقية ، تلك الوطنية التي استبدلت بولاءات طائفية ، وعنصرية ، وحزبية ، وذلك بعد أن صار العراق عبارة عن طوائف وكتل وأحزاب متصارع ، متقاتلة ، وهذا الحال هو الذي سيرسم بعضا من ملامح صورة حكومة الوحدة الوطنية التي لم تعد ، بأية حال من الأحوال ، هي ذاك الطموح الذي ينشده العراقيون الغارقون في المحن والويلات الآن ، فما من عراقي تحادثه الساعة إلا وقال لك عبر الهاتف ، أو عبر الإنترنت : إن كل مدينة من مدن العراق ، وكل قرية فيه صارت عبارة عن دولة من دول متعددة ، يتحكم فيها الشارع بسلاح الميليشيات ، وينعدم فيها النظام بأطناب الفوضى ، حتى عادت السمة التي تجمع تلك الدول المتعددة هي التسيب الذي تسبح به العملية السياسية الجارية في العراق المحطم ، وهذه صفة أخرى من صفات حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة ، مضافة الى صفة التشرذم التي أتيت عليها من قبل ، ثم تأتي بعدها صفات أخرى كثيرة منها ، على سبيل المثال لا الحصر ، الاستبداد والتسلط بحجة الوصول الى كرسي الحكم عن طريق ديمقراطي ، عدم الكفاءة بحجة ترشيحه من قبل حزب سياسي ، وحسب نسب المحاصصة التي عرفتها حكومات ما بعد زوال نظام صدام ، قلة النزاهة مع قلة الإخلاص في العمل مادام الشعور السائد لدى أعضاء تلك الحكومة هو شعور بعيد عن الوطنية وحب الوطن ، هذا والى غير ذلك من تلك الأعراض المرضية التي ستلازم تلك الحكومة في حال قيامها .
من هنا صارت الناس في العراق تنظر بريبة لشعار : حكومة الوحدة الوطنية الذي زُيف وأستهلك ، ولم يعد هو الدواء الناجع لما صاب العراق من جروح عميقة ، وكثيرة ، وعلى أكثر من صعيد ، خاصة تلك الفوضى المستشرية ، والمستبدة بأمن المواطنين الذين صاروا يقتلون بطرق مشينة ، وعلنية ، فاقت بقسوتها ووحشيتها تلك الطرق التي كان يتبعها صدام في قتل المواطن العراقي ، والى الحد الذي جعل صداما نفسه يسخر منها بقوله مؤخرا : إن العراقيين يموتون اليوم كالقطط في الشوارع !
فهل هناك شريف من حكام اليوم في العراق ، أن يكذب صداما ، ويرد قوله في المفاضلة ما بين الموت الذي كان ينزله هو بالعراقيين ، والموت الذي ينزل بهم اليوم في العراق الديمقراطي !؟
جروح العراق والعراقيين الرهيبة والدامية هذه هي التي عجلت بإسقاط شعار : حكومة الوحدة الوطنية ، وهي التي تستدعي إيجاد علاج سريع ، وناجع ، وفعال لمعاناة العراقيين تلك ، ويبدو أن الاتجاه نحو تشكيل حكومة إنقاذ وطني عن أي طريق جاءت هو الحل المتبقي ، والفرصة التي يجب أن تغتنم قبل أن تضيع ، ودونكم الناس في العراق ، فسألوها ! فهم ما عادوا يثقون بحكومة تلد من مساومات رخيصة وصل فيها بعض المتشبثين بالكراسي أن يتنازل للآخرين عن حقوق كان يعتبرها له وحده فقط ، وكل ذلك من أجل أن يبقى هو على كرسي الحكم . هاكم اقرؤوا تصريح علي الأديب لجريدة الشرق الأوسط اللندنية يقول : ( إن الجعفري وافق على المنهاج السياسي للحكومة القادمة ، وعلى آليات العمل ، وعلى ان يكون لنائبه السني صلاحيات قيادية للقوات المسلحة وأجهزة الأمن ، كما وافقنا كحزب على مسودة مجلس الأمن الوطني ، وكل هذا يدفعنا لأن نتوقع ان تغير الكتل الاخرى موقفها من الجعفري وتوافق عليه ليبقى هو مرشح الائتلاف ونحسم المشكلة . )
إن حكومة يسعى لها عبادها على هذه الشاكلة لن تحل المشاكل المستعصية التي يعاني منها المواطنون العراقيون على مختلف مللهم ونحلهم ، بعد أن بات هاجسهم الأول والأخير هو قيام حكومة إنقاذ وطني ، تقوم بالآتي ، إنقاذا لهم ولوطنهم :
1ـ فرض حالة الطواريء في عموم العراق كله ، ولمدة عام كامل ، وعلى أن يقوم الجيش بتنفيذ هذه المهمة .
2ـ حل جميع الميليشيات المسلحة ، ومصادرة أسلحتها ، وأسلحة أنصارها .
3ـ حل البرلمان ، وتعليق الدستور .
4 ـ إحلال العناصر الوطنية التي تؤمن بالعراق وأهله في أجهزة الشرطة والأمن ، وطرد كل العناصر الغير كفوءة ، والغير نزيه ، والفاقدة للوطنية العراقية منها .
5ـ إحلال العناصر الوطنية والكفوءة في أجهزة الدولة المختلفة بدء من الوزير ، وانتهاء برؤساء الدوائر المهمة .
6 ـ التصدي الحازم لقوى الإرهاب والجريمة المنظمة ، وبأساليب مختلفة تتراوح بين القوة ، والاستمالة ، والعقاب لمن ارتكب جرما منها .
7 ـ مركزة العمل ، وإلغاء مجالس المحافظات ، والعودة لنظم الوظيفة الإدارية السابقة التي اعتاد عليها الناس في العراق ، والى الساعة التي يتم فيها ضبط الأمن ، وقيام المؤسسات الديمقراطية بعد عام أو عامين على أقل تقدير .
8 ـ المبادرة الى تحسين الوضع الخدمي المتدهور ، ومعالجة البطالة من خلال توفير فرص عمل للعاطلين ، أو من خلال بعض المساعدات الاجتماعية النقدية للأسر التي تعيش تحت خط الفقر .
إن حكومة تقوم بهذه المهمات العاجلة هي الحكومة التي يردها الناس في العراق اليوم ، وذلك بعد أن رؤوا الأمرين من وضع التسيب الذي يعيشه العراق في هذه الظروف العصيبة ، هذا الوضع الذي دفع بمليون عراقي الى مغادرة العراق ، ناشدين الأمن لأنفسهم في البلدان الأخرى .
وإذا كان هناك أحد في شك مما أقول فليقرأ هذا الخبر! وليصغي لما يقولوه العراقيون نساء ورجالا :
( بغداد / نينا / تقرير سكينة محمد:اثارت تصريحات وزارة الامن الوطني التي تتعلق باسطوانات الغاز المفخخ المستورد من تركيا حفيظة المواطنيين العراقين الذين تحصد ارواحهم وهم في بيوتهم ، وقالوا في احاديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء/ نينا / "ان الموت يلاحقنا اينما حللنا ، فهل ما يحدث هو محض صدفة ام ان هناك شيئا يحاك ضدنا في الخفاء ؟ الى اين نهرب من المفخخات والعبوات الناسفة التي لم يسلم منها شارع عراقي ، بعد ان دخلت بيوتنا؟". عيسى عبد الكريم /موظف متقاعد/قال:"انا لا اصدق ما يحدث .. هل وصل الاستهتار بالارواح الى درجة استيراد غاز سام ينفجر في لحظة اشعال عود ثقاب ؟ هل هناك خطة لابادتنا ام ان هناك عددا معينا محدد سلفا يجب ان يبقى في العراق؟". واوضح معد عبد الرحمن المدرس في احدى الاعداديات:"ان ما يجري هو كارثة ترتكب بحق العراقيين ، وعلى الساسة محاسبة من استورد هذا الغاز ليحقق اغراضا ومنافع شخصية لا اكثر. يجب على القادة الذين يتنازعون الان على السلطة التفكير بحل كي لا تقع كوارث جديدة". وبينت سعاد ثامر الموظفة في وزارة الثقافة:"ماذا ينتظرنا بعد كارثة الغاز المفخخ ؟ ربما سياتي علينا يوم نجد فيه ان الهواء الذي نتنفسه مفخخ ايضا .. الرحمة يا قادتنا لا تزيدوا من اعباء العراقيين". واشارت الطالبة الجامعية نيران فاضل الى ان والدتها "قررت استخدام الطباخ النفطي الذي كانت قد اهدته لها والدتها في يوم زواجها" ، وتساءلت :"هل سيستبدلون النفط او يخلطونه بالبانزين ، نبهونا فما عدنا نحتمل المزيد من الكوارث.. اين نذهب والى أي بلاد نلجأ .. هل مر بالعالم اجمع مثل ما يحدث للعراقيين؟". وافادت مهى نجم الموظفة في جامعة بغداد:"هل قدر علينا ان نموت حرقا في بيوتنا ، وما الحجة التي سياتي بها المسؤول الذي استورد هذا الغاز عليه لعنة الله والعراقيين ؟ يجب ان يقدم للمحاكمة امام الشعب العراقي ، ويجب ان ينال جزاءه العادل امام مرأى ومسمع منا .. ترى هل يعي القادة حجم الكارثة التي حلت على العراقيين؟". واكد حاتم علي الباحث الاكاديمي:"على الحكومة القيام بمحاسبة المسؤول المقصر وتقديمه علانية الى المحاكمة امام الشعب ،كما يتعين عليها اتلاف الاسطوانات بعد سحبها من السوق والتاكد من خلو بيوت العراقيين من هذه المفخخات التي تستهدفهم )



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الجعفري !
- حرب الأسماء في العراق !
- عند ضفاف المعدمين !
- النهج الأمريكي الجديد !
- إبن فضلان والعودة الى بغداد !
- الشيطانان يلتقيان !
- قصيدتان : السؤال وغزل
- الشهواني يلوح بحظر منظمة بدر كمنظمة إرهابية !
- العراق والحرب الأهلية !
- الجعفري عاد من تركيا دونما توديع !
- انتصرت أمريكا وخسرت إيران !
- مضحك من مضحكات الوضع في العراق !
- القراصنة (Vikingarna )
- فرق الموت الصولاغية !
- إيران بدأت زج الشيعة العراقيين في معركتها مع الغرب !
- الأخبار في طوق الحمامة 3
- الجعفري بمشيئة إيران الى رئاسة الحكومة في العراق ثانية !
- الأخبار في طوق الحمامة 2
- - الأخبار في طوق الحمامة - 1
- مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - نحو حكومة إنقاذ وطني !