أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الجعفري بمشيئة إيران الى رئاسة الحكومة في العراق ثانية !















المزيد.....

الجعفري بمشيئة إيران الى رئاسة الحكومة في العراق ثانية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ساعات قلائل من الإعلان عن فوز إبراهيم الاشيقر الجعفري بفارق صوت واحد ، كما قيل ، على منافسه عادل عبد المهدي المرشح الثاني من قبل الائتلاف الشيعي لتسنم منصب رئاسة الوزارة في الحكومة التي ستشكل في العراق مستقبلا ، وذلك بعد أن جرت عملية تصويت داخل الائتلاف نفسه على ترشيح أحدهما لذلك المنصب ، وبعد أن انسحب المرشح الثالث ، نديم الجابري ، السكرتير العام لحزب الفضيلة ، وتحت إنذار جلي صدر من إيران له بضرورة الانسحاب ، ومثلما توقعت أنا ذلك له ، وإلا فسيكون مصيره الموت .
لقد جاء الإنذار الإيراني ذاك على لسان أهم شخصية في اللوبي الإيراني الذي يتحكم بشيعة العراق اليوم إلا وهو صدر الدين القبنجي ، خطيب صلاة الجمعة في النجف ، والذي يعرفه العراقيون الذين سكنوا معه في مدينة قم من إيران ، هؤلاء العراقيون الذين سيقولون لك من هو القبنجي ؟
كان الإنذار مقتضبا ، وواضحا ، جاء على لسان الخطيب ذاك ، وفي خطبة صلاة الجمعة الماضية في النجف ، وفحواها هو : على ممثلي الأحزاب الصغيرة سحب مرشحيها من المنافسة على منصب رئيس الوزراء داخل الائتلاف الشيعي ، ( الذي لا زال الجلبي للآن يفتخر بأنه هو من قام بتشكيله ) ، وإلا فلا تحرجوا المرجعية بعد ذلك ، وإحراج المرجعية بالنسبة للقبنجي ، رجل إيران في النجف ، هو في إصدار فتوى من المرجع السستاني تتوافق والهوى الإيراني في وضع الأمور في نصابها ، ومثلما تريد إيران ولا غيرها .
فإيران تريد رئيسا للوزراء في العراق رجلا شيعيا ، لا ينحدر في اصوله من أصل عربي أبدا ، ومهما كانت شاكلة هذا الرجل ، وقد أشرت أنا الى ذلك في مقالة نشرت قبل أيام ، ومع هذا فقد جاء في الأخبار من بغداد قبيل الإعلان عن فوز الجعفري ما نصه ( ان الصراع الاميركي - الايراني قد اشتد في اللحظات الاخيرة بين موقف اميركي معارض بشدة لأعادة اختيار الجعفري لرئاسة الحكومة العراقية بسبب ما اعتبر فشل الرجل في التنسيق مع القيادة العسكرية الاميركية ... اما الموقف الايراني فيبدو مؤيد بقوة لأعادة اختيار الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة العراقية خاصة ان زيارته الى ايران كانت ناجحة للغاية في ما وصفه مراقبون ان الجعفري وضع اللبنات الاولى لتحالف عراقي ايراني في المستقبل. )
ولكي يتضح الموقف الأمريكي بشكل جلي ، ويتفرد عن الموقف البريطاني من الجعفري ومن إيران علينا الانتظار حتى ظهور نتيجة الامتحان الصعب الذي يتوجب على إبراهيم الجعفري أن يجتازه بنجاح ، هذا الامتحان الذي يتجسد في موقف الكتل البرلمانية الأخرى من تشكيل حكومته القادمة ، تلك الحكومة التي يتطلب تنصيبها أغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان في العراق ، وهي نسبة تبلغ 183 نائبا من مجموع أعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضوا ، وهذا النسبة لا يمكن للائتلاف الشيعي أن يوفرها ، مثلما لا تستطيع إيران أن تؤثر على الأطراف العراقية الوطنية التي لا تأثير يذكر لها عليها ، ويأتي في المقدمة من تلك الأطراف التجمع الجديد الذي انبثق عن حركة مرام الاحتجاجية ، والذي ظهر الى الوجود ، ومثلما توقعت أنا في مقالة سابقة كذلك ، وقد تجسد هذا التجمع الجديد بـ المجلس المشترك للعمل الوطني ، والذي ضم جبهة التوافق العراقية ، والقائمة الوطنية العراقية ، ومن ثم جبهة الحوار الوطني ، وبلغ عدد أعضاء هذه الكتلة في البرلمان القادم ثمانين عضوا ، وهو العدد الّذي أفزعت اللوبي الإيراني في العراق ، مما حدا بصدر الدين القبنجي الى القول في إنذاره السابق ، موجها خطابه لقادة الائتلاف الشيعي : ( إنهم أصبحوا ثمانين نائبا ، وهؤلاء سيقفون بوجوهكم . )
كما أنني كتبت سابقا أن التحالف الكردستاني يمكن له أن يختار الانضمام الى كتلة الثمانين ، وذلك لتقارب طروحات الطرفين في مسائل عديدة ، يرجى من أطراف العملية السياسية في العراق تحقيقها ، يضاف الى ذلك التوجهات العلمانية المشتركة التي تجمع بين فصائل كثيرة داخل التجمع المرتقب ، وعلى هذا يبدو إن انضمام التحالف الكردستاني الى كتلة الثمانين صار غير مستبعد ، خاصة وإن هذا التحالف له تجربة مريرة مع الجعفري الذي حبس الأموال الخاصة في عملية تفعيل المادة 58 من الدستور الخاصة بتطبيع الأوضاع في مدينة كركوك ، أو تلك الخاصة بالفدرالية ، وكلتا المسألتين لا تحظيان بتشجيع من قبل إيران ، فهي تخشى أن ينعكس حل هاتين المسألتين في العراق على أوضاعها الداخلية ، حيث تعيش فيها قوميات : كردية ، وعربية ، وتركية ، وبلوشية ، وغيرها ، وكلها متحفزة للمطالبة بحقوقها المشروعة ، ولهذا السبب ولغيره فقد ( رجح قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني احتمال انضمام قائمة التحالف الكردستاني لكتلة أخرى لتشكل 133، الأمر الذي يعني تحقيق الأغلبية في البرلمان ). ومن هنا سيلاقي الائتلاف الشيعي باختياره للجعفري ، وبضغوط إيرانية ، مثلما أسلفت ، تجمعا عراقيا واسعا هذه المرة ، يزيد في عدد مقاعده عن مقاعد ذلك الائتلاف بخمسة مقاعد ، وبذلك سيحقق هذا التجمع أغلبية في البرلمان ، مثلما توقع القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن إيران تريد أن تضع يدها حتى على تفاصيل تشكيل الحكومة العراقية ، وذلك بتنفذ تهديداتها باستبعاد العراقيين الوطنيين ، الذين شكلوا القائمة الوطنية العراقية ، من نصيبهم في الحكومة القادمة ، مثلما صرح نفر من الائتلاف الشيعي بذلك نيابة عنها ، وهذا ما جعل رئيس الجمهورية ، جلال طالبني ، أن يصرح من خلال مؤتمر صحفي ، عقده في بغداد ، هو والسفير الأمريكي ، بعيد الإعلان عن فوز الجعفري ، بقوله : ( إن عدم إشراك القائمة العراقية الوطنية في الحكومة القادمة " يعني رفضا لاشراك قائمة التحالف الكردستاني." ) وأضاف ( إن استثناء العراقية من الحكومة يعني خطا أحمر للتحالف " الكردستانى " ولن اسمح باسثناء العراقية بأي حال من الأحوال. )
ويبدو لي أن جلال الطالباني يعكس في تصريحه هذا رغبة عراقية ، في تشكيل حكومة وطنية تضم جميع القوى الممثلة بالبرلمان ، وربما تلك القوى الغير ممثلة فيه ، حكومة لا تقوم على أساس من الوطنية العراقية ، وليس على أساس من الطائفية والعنصرية ، وذلك لما يمر به العراق من ظروف غاية في الصعوبة ، حيث تتدهور فيه الأوضاع بشكل سريع ومريع ، تلك الأوضاع التي صار الجاهل والعاقل من العراقيين يتحدث عنها ، وذلك بعد أن دخلت الأزمات الاقتصادية ، والفواجع في الأمراض والموت المستمر أغلب البيوت العراقية ، حتى قال صديق عبر الهاتف من الناصرية : لا زين في العراق !
كما أن رئيس الجمهورية ، جلال الطالباني ، قد عكس بتصريحه ذاك رغبة أمريكية في تشكيل تلك حكومة وحدة وطنية ، وهي رغبة قديمة ، تلقها السيد مسعود البرزاني من جورج بوش أثناء استقباله له في البيت الأبيض .
وعلى هذا صار لزاما على الجعفري أن يضع هذا كله نصب عينيه ، فإذا ما اجتاز هذا الامتحان بنجاح ، فأن هذا يعكس أن هناك تفاهما من نوع ما قد حدث بين إيران ، وبين أمريكا ، يشبه الى حد بعيد ذلك التفاهم الذي تم بينهما في ما يخص تشكيل الحكومة الأفغانية بعد إسقاط حكومة طالبان هناك ، وإذا لم يحث مثل هذا التفاهم ، فإن الجعفري لا يستطيع أن يخطو كثيرا في ظل المتناقضات الدولية التي رُهن العراق لها في الظرف الحالي .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخبار في طوق الحمامة 2
- - الأخبار في طوق الحمامة - 1
- مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !
- العراقيون : هجرة أخرى الى دول اللجوء !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب* !
- الإيرانيون يقتلون العراقيين في شط العرب !
- الدفاع عن البيضة الإيرانية !
- الكل ينادي : حكومة وحدة وطنية !
- ظهور مئة وخمسين إماما منتظرا في طهران وحدها !
- ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !
- الانتخابات العراقية خسارة للعراق وفوز لإيران ! سه ...
- مرحى شيوعيي الناصرية !
- البصرة تحت ظلال صدام !
- أهداف إيران من احتلال البصرة !
- الشيوعيون ضمير الشعب !
- عملاء ايران والحزب الشيوعي العراقي !
- اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !
- كوندليزا في الموصل وسترو في البصرة !
- ما يجمع الجلبي بالطوشي !


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الجعفري بمشيئة إيران الى رئاسة الحكومة في العراق ثانية !