أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !















المزيد.....

ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رسم وزير الدفاع الأمريكي ، دونالد رامسفيلد ، ملامح الحكومة الأمريكية التي يُراد تشكيلها في العراق غب الانتخابات التي جرت في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر ، وبصيغة اللاغالب واللامغلوب ، وخارج نتيجة تلك الانتخابات التي لم تحقق فيها أي من القوائم المتنافسة الأغلبية التي تمكنها من تشكيل حكومة بنفسها ، هذا بالإضافة الى أن نتيجة الانتخابات تلك لا زالت موضع شكوك قوية في الطريقة الغير نزيه التي جرت بها ، ثم الخروقات القانونية الكثيرة التي رافقتها ، سواء من حكومة الجعفري وشرطتها التي غضت الطرف عن الخروقات تلك ، أو من مناصري قائمة الائتلاف الذين تصرفوا في أيام الحملة الانتخابية بشكل موجه ، ولم يتركوا سبيلا للتزوير الا وقد سلكوه ، ثم جاء دور رجال المفوضية العليا المستقلة لانتخابات في العراق الذين عملوا دونما كلل لمنع أي فوز عن أية قائمة تنافس قائمة الائتلاف خاصة في الجنوب والوسط من العراق ، والى الحد الذي جعل عبد العزيز الحكيم وايراهيم الجعفري يشهدان لها بالنزاهة ، ويقدمان له شهادة في حسن السيرة والسلوك ، رغم أن العراقيين في الخارج شهدوا تصرفات أحدى مندوبات تلك المفوضية ، المعروفة باسم ( العلوية ) عند الجعفري ، وحمدية الحسيني عند العراقيين ، وهي من الكوادر البعثية التي طالما ناضلت في صفوف حزب البعث كسكرتيرة لرئيس جامعة بابل ( الحلة ) ، لكن عين لجنة اجتثاث البعث لصاحبها أحمد الجلبي ، الذي يمم وجهه صوب الكويت هذه الأيام ، أصابها اعورار ، فلم تجتثها ، مثلما اجتثت الآخرين من أهل سنة العراق ، فحمدية هذه أنفقت مبالغ خيالية على حمايتها الشخصية باعتبارها رئيسة لجنة الانتخابات العراقية في الخارج ، وهي في العاصمة الأردنية ، عمان ، وقد بلغ حجم بعض من تلك المبالغ 7300 دولار يوميا ، تضمنت استخدام حراس شخصيين وسيارة مدرعة تبلغ قيمتها 134 ألف دولار ، وعقود وهمية في معظمها أنفقت على الدعاية للانتخابات زادت على أربعة ملايين دولار من أموال فقراء العراق الذين تنهش أكبادهم فيروسات مرض لعين هذه الأيام ، هذا بالإضافة الى صلاحيات غير قانونية مُنحت لرضا الشهرستاني المقيم في ابو ظبي وهو شقيق حسين الشهرستاني ، نائب رئيس الجمعية الوطنية العراقية عن الائتلاف العراقي الشيعي ، تلك الجمعية الوطنية التي صُرم حبلها الآن ، بعد أن شرعت نظاما تقاعديا يعطي كل عضو فيها أربعة آلاف دولار كراتب تقاعدي ، وذلك عن خدمته في تلك الجمعية مدتها تسعة أشهر فقط ، قاضاها كل عضو فيها في خدمة الوطن ! هذا في وقت تتظاهر فيه جموع المعلمين والمدرسين في شوارع مدن العراق مطالبين برفع اجورهم التي لا تزيد للمعلم المستجد عن مئة وخمسة وعشرين ألف دينار ، وهو ما يعادل ثمن شراء أربعة سمكات ، وزن الواحدة منها أربعة كغم .
والآن يتطلع فقراء العراق وجياعه ، الذين وحدهم الجوع في تظاهراتهم الكثيرة قبل أيام ، وذلك حين زادت حكومة الجعفري في أسعار المشتقات النفطية ، يتطلعون الى الحكومة الأمريكية الثالثة القادمة في العراق ، وهم مدركون أن ملامح تلك الحكومة ستكون ، مثلما رسمها وزير الدفاع الأمريكي الزائر للعراق من دون علم الجعفري ، هذه الملامح التي تتجسد بالرسم التالي الذي خطه الوزير ذاته ، وهو يشرب في بغداد من ماء حوض نهر المسسبي الأمريكي المستورد ، وليس من ماء نهر دجلة العراقي الملوث :
- حكومة قوية تحكم من المركز .
- تحافظ على وحدة البلاد .
- شاملة لكل الطوائف العراقية .
- تحظى بثقة العالم في تطبيقها للديمقراطية .
- أن يكون وزراؤها من الأكفاء والقادرين على ممارسة مسؤولياتهم باقتدار في ظروف صعبة ، وتحديات يواجهها العراق .
- أن تحارب الفساد بجدية .
- أن تحترم مصالح وحقوق كل طوائف الشعب العراقي .
أما السفير الأمريكي ، خليل زاده ، الأفغاني الأصل والصورة ، فيضيف على ما قاله وزير دفاع حكومته ، وهو في معرض تقريعه لصولاغ أحد أركان حكومة الجعفري ، حتى لكأنه لم يسمع باحتجاج حسين الشهرستناني على ما أسداه السفير المذكور من اهانة لوزير الداخلية صولاغ ، ذلك الاحتجاج الذي رفض به تقريع السفير الأمريكي لصولاغ بحجة أن العراق هو بلد ذو سيادة ، مع أن الشهرستاني يعلم علم اليقين أن العراق الآن بلد مسلوب السيادة ، تدوس أرضه جحافل جيوش عديدة ، وتلعب فيه أجهزة مخابرات دول كثيرة ، يأتي في المقدمة منها مخابرات دولة ولاية الفقيه التي ينحدر منها الشهرستاني محتدا ، وفوق هذا وذاك فالعراق بلد محتل الساعة ، وفقا لقرار الأمم المتحدة المرقم 1438 ، فهل يعقل أن العالم الذي ترك الذرة ، وحل في ساحات السياسة قد أغفل ذلك ، أم أنها المكابرة ، ونفش ريش الطواويس أمام الشعب العراقي الذي عرضه صدام الساقط الى جهل ما بعده جهل ، وأوصد عليه أبواب المعارف والثقافة ، لتشيع في أوساطه الخرافات والشعوذة الدينية ، مثلما يتكاثر الدجل والدجالون في مدنه وقراه ، وعلى امتداد سنوات عجاف من حكمه الجائر .
يقول السفير الأمريكي ، زاده ، مؤكدا اتهامه لصولاغ بالطائفية مرة أخرى ، يقول نصا :
( ان ماقلته انه من المهم لقوات الامن العراقية ان تكون لكل العراقيين وتتم ادارتها وقيادتها من وزراء لهم ثقة جميع الطوائف .. ان وزارتي الدفاع والداخلية يجب ان تدارا بواسطة رجال مهنيين وليس لديهم سمعة طائفية ) ( مؤكدا ان هذه الصفات يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند تشكيل الحكومة المقبلة )
ومعنى كلام السفير هذا أن رجلا كصولاغ لا يصلح أن يكون وزيرا للداخلية أو للدفاع في الحكومة الأمريكية التي ستشكل وفقا للمواصفات الأمريكية ، حتى لو كان وزراؤها ممن نثروا شعرهم ذات اليمين وذات اليسار ، أو من اعتم بعمامة سوداء أو بيضاء ، فليس ذلك مهما في حساب الدوائر الأمريكية ما دام الجميع في خدمة الدولار والعلم الأمريكي !
أما مستشار الأمن القومي الأمريكي ، عفوا ، العراقي ، موفق الربيعي ، فقد نقل عن لسان السستاني أنه أوصى بتشكيل حكومة تضم جميع مكونات الشعب العراقي ، وهذا القول يتفق مع ما أدلى به الوزير الأمريكي في قوله ( شاملة لكل الطوائف العراقية ) المار الذكر .
ولعل سائل يسأل : علام قامت الانتخابات التي شهدها العراق أخيرا ، مادامت الحكومة ستشكل وفق توافقات سياسية ، وليس وفق نتائج تلك الانتخابات ؟
والجواب على سؤال كهذا نجده في تصريح وزير الدفاع الأمريكي ، رامسفيلد ، نفسه ، وذلك حين قال ، وهو في بغداد : إن العراق مازال بعيدا عن الديمقراطية ! وقول كهذا يعترف ضمنا بزيف عملية الانتخابات التي جرت قبل أيام ، وبكثرة الخروقات التي رافقتها ، يضاف الى ذلك هو رغبة الإدارة الأمريكية من وراء اجراء تلك الانتخابات في انجاز جدول أمريكي كان حاكم العراق السابق ، بريمر ، هو الذي وضعه ، مبتدئا بمجلس الحكم الذي كان بريمر رئيسه ، ومنتهيا بالانتخابات هذه ، ثم رغبتها كذلك في أن تثبت للمواطن الأمريكي ، الذي بات يلح على إدارة جورج بوش بوجوب سحب القوات الأمريكية من العراق ، أنها قد حققت نجاحا لكامل برنامجها في احتلال العراق ، وأنها ستباشر بسحب قواتها من العراق ، ولهذا فقد أعلن رامسفيلد في زيارته لمدينة الفلوجة العراقية ، وأمام جنوده فيها ، من أن الإدارة الأمريكية قد قررت البدء بسحب كتيبتين عسكريتين من القوات الأمريكية العاملة في العراق وفي مطلع العام القادم .
وعلى هذا ستكون الانتخابات التي جرت بالعراق مؤخرا من وجهة النظر الأمريكية لا تعني الشيء الكثير في مسار العملية السياسية الجارية بالعراق الآن ، مادامت الحكومة التي يراد تشكيلها في العراق لا يمكن أن تخرج عن إطار تلك الملامح التي رسمها رامسفيلد مسبقا ، ومادام العراق لايزال بعيدا عن كل عمل ديمقراطي وفقا لتصور الوزير نفسه .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية خسارة للعراق وفوز لإيران ! سه ...
- مرحى شيوعيي الناصرية !
- البصرة تحت ظلال صدام !
- أهداف إيران من احتلال البصرة !
- الشيوعيون ضمير الشعب !
- عملاء ايران والحزب الشيوعي العراقي !
- اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !
- كوندليزا في الموصل وسترو في البصرة !
- ما يجمع الجلبي بالطوشي !
- عملاء إيران والقائمة العراقية الوطنية 731 !
- أبو نؤاس في مصر 3
- أبو نؤاس في مصر 2
- أبو نؤاس في مصر 1
- محكمة الشعب !
- عصا علاوي !
- العشائر العراقية والحوزة الإيرانية !
- مظاهرة المخابرات الإيرانية في البصرة !
- فسوة صولاغ !
- في الجمهورية الخضراء الكشميري يطارد الحلفي !
- ما وراء الدستور !


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !