أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !















المزيد.....

مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعيد إجراء الانتخابات بأيام قلائل ظهرت في العراق حركة احتجاجية واسعة على ما رافق تلك الانتخابات من عمليات قتل عديدة ، وخروقات كثيرة ، وعمليات تزوير مكشوفة فضحتها صناديق الاقتراع ، وأكدتها لجنة التدقيق والتقيم الدولية ، تلك اللجنة التي قدم أعضاؤها من خارج العراق ، وبناء على طلب من ممثلي تلك حركة : ( مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة) ، والمعروفة اختصارا بحركة : مرام ، والتي ضمت في بداية الأمر ما يزيد على الثلاثين تكتلا وحزبا عراقيا دون النظر الى الهوية القومية ، أو الطائفية ، أو الدينية لتلك التكتلات والأحزاب ، فقد جلس فيها السني الى جانب الشيعي ، والمسلم الى جانب المسيحي ، والكردي الى جانب العربي ، والشيوعي اليساري الى جانب اليميني ، وباختصار جلس فيها العراقي الى جانب العراقي ، وبذلك ، ورغم تنوع البرامج السياسية لكتل تلك الحركة وأحزابها ، ورغم الامتداد السياسي لهذا الطرف أو ذاك فيها ، لكنها مثلت بحق تكوينات الشعب العراقي على مختلف مشاربها وأهوائها ، وهي بذلك تصبح نموذجا رائعا لبناء وطني عراقي يسخر من الطائفية ، والعنصرية التي مزقت العراق على مدى السنوات الثلاث التي أعقبت سقوط صدام ونظامه ، وآلية تعيد اللحمة لنسيج المجتمع العراقي الذي سعى الطائفيون ، وبكل ما امتلكوا من دجل ، وديماغوجية ، من تمزيقه ، وتعريضه الى أخطر محنة عرفها ذاك المجتمع في تاريخه الحديث ، حتى لكأن هؤلاء الساعين الى الفت من عضده هم غرباء عنه ، رغم أن الواحد منهم قد تسربل بسربال هذه العشيرة العراقية ، أو تلك .
لقد بدأ هذا المخطط الجهنمي منذ أن أحلت قوات الاحتلال الأمريكية صيغ المحاصصة الطائفية ، والقومية في أول تشكيل حكومي ، تمّ ترؤسه من قبل الحكام الأمريكي ، بول بريمر غب سقوط بغداد ، وأعني بذلك التشكيل مجلس الحكم المنصرف .
لقد أدخلت سياسة المحاصصة الطائفية والقومية العراق، بعد ذلك ، في نفق مظلم لم يستطع الخروج منه للساعة ، رغم كل المحاولات الفاشلة التي بذلت ، والتي ستفشل مستقبلا كذلك . تلك المحاولات التي ما بسطت أمنا للعراقيين ، ولا حدت من تدهور مريع للخدمات ، بل على العكس فقد فاقمت تلك السياسة الضائقة المالية لدى أعداد غفيرة من أسر عراقية باتت تعيش تحت خط الفقر ، مثلما نطقت بذلك إحصاءات صادرة عن دوائر الأمم المتحدة .
في مثل هذا الجو الملبد بالغيوم ولدت ( مرام ) كحركة احتجاج على ما رافق الانتخابات التي جرت في العراق في اليوم الخامس عشر من شهر كانون الأول سنة 2005 م من تزوير ، مثلما ما أسلفت من قبل ، لكنها بعد ذلك تطورت بسرعة ، وضمت بين صفوفها في الوقت الراهن 156 حزبا و56 كيانا وجبهة ، مثلما أورد ذلك الناطق الرسمي باسم تلك الحركة ، علي التميمي .
ويبدو لي أن هذا الإقبال الواسع من قبل أحزاب ، وكتل عراقية حصلت على مقاعد في البرلمان القادم ، أو لم تحصل عليها ، هو الذي شجع أطراف الحركة تلك على المضي قدما في تحويل تلك الحركة من حركة احتجاجية الى كتلة برلمانية ستكون هي الكتلة الثانية بعد الائتلاف الموحد ( الشيعي ) ، وذلك بعدد من مقاعد يزيد على ثمانين مقعدا ، بعد أن كان التحالف الكردستاني هو الذي يحتل المرتبة الثانية بثلاثة وخمسين مقعدا ، والذي ساعد الحركة على أن تتحول الى كتلة برلمانية ، ليس فقط رغبة أطرافها في لعب دور مهم في الحياة السياسية العراقية المعاصرة ، وإنما النية الصادقة لدى العديد من أطراف تلك الحركة في إخراج العراق من نفق الطائفية والعنصرية الذي دخل به بعد نزول جند الديمقراطية الأمريكية الميامين على أرضه ! وهم يحملون مشروعا سياسيا لعموم الشرق الأوسط ، يهدفون من ورائه إقامة نظم حكم فيه تستند الى التمسح بالدين بالدرجة الأساس بعد أن خبا في هذا الشرق وهج الحركات القومية ، ذلك الوهج الذي تصاعد بريقه بعد أن وضعت الحرب الكونية الثانية أوزارها ، وبعد أن أسقط الغرب في تلك الحرب دولة الخلافة الإسلامية ! ( الإمبراطورية العثمانية ) ، ليشهد هذا الشرق ـ فيما بعد ـ ظهور باعث القومية ، وبدعم مباشر من الحكومات الغربية ، فكان كمال أتاتورك في تركيا ، ومحيي المجد الفارسي ، محمد رضا بهلوي ، في إيران ، ثم جمال عبد الناصر ، وميشل عفلق ، وأحمد بن بله ، وآخرون تعرفونهم أنتم ، أو لا تعرفونهم .
والآن ، وبعد أن أسقط الغرب فرسان القومية من على صهوات الحكم في هذا الشرق ، عاد اليوم ليعد فرسانا جددا ، وعلى صهوات جدد ، ساعده في ذلك بناء حركة سياسية ـ دينية أنهضها من رقاد طويل ، وذلك من أجل محاربة الكفر ! الذي نزل جنوده أفغانستان ، حين احتلها الجيش الأحمر الزاحف نحو مياه الخليج الدافئة ، هناك حيث ترقد بالقرب من شواطئة بحيرات الذهب الأسود ، عماد حياة الرأسمالية المتعطشة للنهب أبدا ودوما ، ولكن وقت أن فلت زمام بعض تلك الحركات السياسية ـ الدينية من يده ، مثلما هي الحال مع حركتي طالبان والقاعدة اللتين رعتهما أمريكا وباركت قيامهما ، تنبه الغرب هذا الى معالجة جديدة ، يجري تطبيقها على مهل وبتأن ، خاصة وأن النظم الرأسمالية في الغرب تمتلك تجربة ناجحة في هذا المضمار ، وذلك حين استطاع رجال العلمانية فيه من ضم القوى الدينية المسيحية الى اللعبة الديمقراطية في الحكم ، ومن أجل هذا تشكلت أحزاب سياسية باسم الدين المسيحي في هذا البلد الأوربي أو ذاك ، صار فيها القساوسة والرهبان ينتظرون الفتايا فيها من القادة السياسيين لتلك الأحزاب ، وليس العكس ، وبذا ظهرت في هذا الغرب أحزاب الديمقراطية المسيحية التي رضخت للنهج العلماني في الحكم ، ذلك النهج الذي يوجب فصل الدين عن الدولة ، فجون دوي لا يبحث في براغماتيته عن إله معبود ، بقدر ما يبحث عن ربح معبود .
وبطريقة التدجين هذه استطاع الغرب هذا أن يدجن الحركة السياسية ـ الدينية في تركيا اليوم ، ويجعلها أن تتقبل النظام الديمقراطي الغربي ببهرجة دينية لا تعدو عن كونها نفاقا في نفاق ، وذلك بعد أن أغوت السلطة وكراسيها رجال تلك الحركة الذين قبلوا بما قبل به من قبلهم رجال الدين المسيحي .
وعلى نهج النجاح الباهر هذا استطاع الأمريكان أن يركبوا على دباباتهم الكثير من قادة الحركات السياسية ـ الدينية العراقية ، وذلك منذ أن جلس ممثلوها جنبا الى جنب مع سفير الأمريكي في العراق ، خليل زاده ، في مؤتمر المعارضة العراقية في لندن قبل أن تشن أمريكا حربها على العراق ، هذا السفير الذي يُري ممثلي تلك الحركات حلاوة الحكم اليوم ، والعظمة الفارغة في الجلوس على كرسيه ، وفي جو تفوح به رائحة الدولار الأخضر ، حتى صار الطائفي من الشيعة يقول لرفاقه : نحن إن أغضبنا أمريكا الآن من دون أن نثبت أقدامنا في الحكم أولا فإنها ستقوم بتسليم ذاك الحكم الى السنة العراقيين ( تبليغ حزبي ) ، وصار الطائفي من السنة يقول لرفاقه الذين لا يرضخون لمشيئة أمريكا : ارضخوا ، وإلا فسيكون الحكم عند الشيعة للأبد ، وما درى الطرفان أن أمريكا تريد من الجميع أن يدخلوا في لعبة الديمقراطية المعدة سلفا ، تلك اللعبة التي يهدف من ورائها دهاة الرأسمال الأمريكان قيام نظام اقتصادي في العراق يقوم على النشاط الحر ، وإن مثل هذا النظام لا يمكن له أن يزدهر ويثمر بعيدا عن أرض العلمانية التي ستكون هي الأرض التي يريدها الأمريكان في العراق لغرس ذاك النظام الاقتصادي .
ويبدو لي أن القادة في حركة مرام يدركون المسعى الأمريكي هذا ، ويدركون أن أمريكا لا تريد لإيران أو لكل من يدور في فلكها أن يأتي بنظام ثيوقراطي ولى زمنه ، وصار في قعر الماضي السحيق ، ولهذا طرحت هي ، أي أمريكا ، فكرة قيام حكومة وطنية في العراق ، وهي ذات الفكرة التي أفضى إليها تقرير لجنة التدقيق والتقيم الدولية التي وافقت أمريكا والأمم المتحدة على إرسالها الى العراق بعد المناشدة التي أطلقتها مرام من أجل أن تكون شاهدا يؤكد ، فيما بعد ، التزوير الذي رافق الانتخابات في العراق ، يضاف الى ذلك أن فكرة وطنية الحكومة العراقية هي من صلب البرنامج السياسي لحركة مرام ، فهذا علي التميمي الناطق باسمها يقول ( مشروع حركة مرام مشروع وطني مشترك تجتمع فيه كافة الطوائف في المجتمع العراقي . ) ويضيف ( إن الحركة تطالب بأن يكون تشكيل الحكومة والبرلمان المقبلين على أساس الاستحقاق الوطني لا على أساس الاستحقاق الانتخابي . ) ، ويبدو أن جميع أطراف حركة مرام تجمعهم أهداف مشتركة ، حتى أولئك الذين دخلوا الانتخابات على أسس طائفية ، ولكنهم قبلوا ـ فيما بعد ـ بوطنية العمل السياسي في العراق ، بعيدا عن نظام الحصص المقيت الذي يرفضه أغلب العراقيين . ولهذا لا يستبعد ، على أكثر تقدير ، أن تنظم أطراف أخرى لمؤتمر رافضي الانتخابات المزورة ( مرام ) ، وذلك بعد أن تعلن تلك الحركة عن تحولها الى كتلة برلمانية لها ما يزيد عن ثمانين مقعدا ، فحركة مرام بتوجهاتها العامة ، خاصة العلمانية منها ، تقترب من توجهات التحالف الكردستاني .
إن تشكيل كتلة انتخابية تجسد الوطنية العراقية بكل تلاوينها ، وأطيافها ، وبهذا العدد الكبير من المقاعد البرلمانية ، يضاف لذلك وجود حزب ذي تاريخ نضالي مجيد بين صفوفها ، هو الحزب الشيوعي العراقي ، لأشد ما يزعج القوى الطائفية ، وعلى وجه الخصوص جماعة اللوبي الإيراني على الساحة العراقية .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون : هجرة أخرى الى دول اللجوء !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب !
- نديم الجابري : الوزارة أم الموت والانسحاب* !
- الإيرانيون يقتلون العراقيين في شط العرب !
- الدفاع عن البيضة الإيرانية !
- الكل ينادي : حكومة وحدة وطنية !
- ظهور مئة وخمسين إماما منتظرا في طهران وحدها !
- ملامح الحكومة الأمريكية القادمة في العراق !
- الانتخابات العراقية خسارة للعراق وفوز لإيران ! سه ...
- مرحى شيوعيي الناصرية !
- البصرة تحت ظلال صدام !
- أهداف إيران من احتلال البصرة !
- الشيوعيون ضمير الشعب !
- عملاء ايران والحزب الشيوعي العراقي !
- اطلاعات تقتل العراقيين وتعذبهم في عقر دارهم !
- كوندليزا في الموصل وسترو في البصرة !
- ما يجمع الجلبي بالطوشي !
- عملاء إيران والقائمة العراقية الوطنية 731 !
- أبو نؤاس في مصر 3
- أبو نؤاس في مصر 2


المزيد.....




- الحكومة الأردنية تعلن توقّف استيراد النفط من العراق مؤقتا وت ...
- كيف تتعامل مصر مع أي مخالفات لاتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سام ...
- معظمهم من الطلاب.. مقتل وإصابة العشرات في حادث سير مروّع في ...
- نقطة حوار - حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن ...
- مناورة عسكرية دولية بالأردن بمشاركة 33 دولة من ضمنها ألمانيا ...
- محللان إسرائيليان: رفض مناقشة -اليوم التالي- يدفع الجيش للعو ...
- بالكوفية وعلم فلسطين.. خريجو كلية بيتزر يردون على رئيسها الر ...
- مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
- روسيا تسيطر على 4 قرى بخاركيف وكييف تقر بصعوبة القتال
- المقاومة تقصف عسقلان من جباليا وتبث مشاهد لعملية نوعية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - مرام تجسيد للوطنية العراقية ونبذ للطائفية والعنصرية !