أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - السلفية كمؤامرة على التراث














المزيد.....

السلفية كمؤامرة على التراث


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 05:33
المحور: الادب والفن
    


العقلية السلفية الدينية (عامة، وليس الإسلامية فقط) معادية تماما للتراث ككل، أي عكس ما هو متخيل، وهي عندما تنظر للماضي تنتقي ما يناسب مزاجها السوداوي وعقليتها الظلامية، وهي حتمًا متآمرة وغير أمينة، والسبب أنها تقيّم الناس من ثقب ما تراه صحيح "العقيدة" ، أي ليس على أساس نفعهم العام. كما تقدم سيرتهم مسبوقة بالغرض في المدح أو الذم، وهذا يدفعها للتلفيق والفبركة والقص واللصق.

انظر مثلا محتوى موقع إسلام ويب التابع لحكومة قطر، على هذا الرابط http://cutt.us/I2Nop وما تفرع عنه، تحت عنوان "فلاسفة في ميزان الإسلام"، وكيف قام الفقيه بشيطنة والحط من قدر أسماء مثل: الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد وأبو بكر الرازي وابن الهيثم وإخوان الصفا، ودفع القاريء لتبني نظرة سلبية تجاههم، منفّرة منهم، مستندًا على فتاوي حنبلية / تيميّة / غزاليّة / وهابية.

نهج إسلام ويب، هو نهج راغب السرجاني، هو نهج عموم مشايخ الوهابية وأغلب الإخوان، ولا يختلف بشيء عن نهج أي مستشرق غربي من النوع اللدود الخصم لهذه المنطقة الجغرافية العربية ومعها (الفضاء الإسلامي)، ويريد أن يثبّت كونها داعشيّة الماضي، كما داعشية الحاضر (رغم أن دواعش الحاضر لم يقتلوا أو يدمروا سوانا، ولم يقاومهم إلا نحن.. ولولا الدعم الغربي ما طفوا أو تأطروا أو تسلحوا..).

عندما يحط السرجاني، مثلا، من وزن موسيقيي الحضارة العربية/الإسلامية، كإسحاق الموصلي وزرياب، وعندما يسخر سلفي كأحمد النقيب من الخوارزمي وابن سينا.. من يخدمان بالضبط؟!، سوى أولئك الذين يريدون تسويد التاريخ، وشطب الثقة بالذات، ومنح "الليبرالاوية الغربية" الفرصة لتقول: ((انظروا لا يوجد لديكم ما هو مشرق)).

بجوار ما سبق فالسلفية الدينية نظرتها سلبية ونافرة من الحضارات القديمة (ما قبل ميلاد المسيح) التي ظهرت بالوطن العربي، في مصر واليمن والعراق والشام، ولو تمكنت فإنها لا تدخر وسعا في تخريبها كما جرى بالعراق العزيز منذ 2014 مع الآثار الآشورية والبابلبة والسومرية..، وكما كان مرشح بقوة أن يحصل في مصر، أما قبل أن تتمكن تلك العصابات السلفية من الهدم المباشر فإنها تبث خطابا يحط من قيمة هذه الحضارات، ويشيطنها في العقول، ويكرّه فيها.

كذلك لا يُنسى حجم التحريض السلفي على الآثار الصوفية والشيعية والمسيحية.. إلخ، والذي تترجم في تفجيرات عمّت الوطن العربي بالأعوام الأخيرة.

بقيت الإشارة إلى أن النقد العلمي لشخصيات التاريخ شيء، وحملات الشيطنة شيء آخر، كذلك فإن عرض أراء الفلاسفة والعلماء القدامى بالدين والغيبيات شيء، واستخدامها للحط منهم شيء آخر (لكن العقلية الدينية لا تملك سوى فعل الشيء الأخير).

الخلاصة: أن السلفية عدوة للتراث، وتسهم في اغتياله، وتتكامل مع أي جهد "ثقافي" معادي، وليس كما يتوهم البعض، ووحده المفكر (التقدّمي، الجدلي، المنتمي لناسه، العقلاني، الذي هو جزء من مشروع مهموم بمصالح الناس المعاشية) هو القادر على إحياء التراث والاستفادة منه.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور بريطانيا والعدو الإسرائيلي في حرب اليمن ضد جمال عبد النا ...
- في رثاء ألمانيا الشرقية / الديمقراطية: لم تجمعها علاقات دبلو ...
- معركة جاليبولي .. والدجل الإخونجي
- آل سعود وبريطانيا والإخوان: مراحل التأسيس
- الإعلام القطري.. والترويج للاستعمار
- عملية باب العزيزية 1984.. تآمر وخيانة ورجعيّة -الجبهة الوطني ...
- من هو جمال خاشقجي؟
- وكالة ناسا الأمريكية: خلفيتها، وجرائم (دوايت آيزنهاور) الرئي ...
- محاولة اغتيال مادورو: الإمبريالية الأمريكية مستمرة في عدوانه ...
- منتدى أمريكا والعالم الإسلامي: بوابة للاختراق، وحلقة وصل لتع ...
- -السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع الرئيسة الكرواتية
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع كرواتيا ورئيستها
- من شينجيانغ إلى إدلب.. كيف اجتمع العرب والصينيون بمعركة واحد ...
- جيش تحرير كوسوفو، ما هو ؟
- جون فوستر دالاس.. وتوظيف -الدين- لخدمة مصالح واشنطن
- تفكيك الدولة المصرية.. بيد النظام ؟
- عن اقتصاد القوات المسلحة: عارضوا النظام حتى لا يبيع ما تبقى. ...
- مهاتير والصين (2)
- مهاتير.. والصين (1)


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - السلفية كمؤامرة على التراث