|
بخصوص تقادم جريمة ( حامي ) الدين .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 18:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ من عشرين سنة ، اغتيل المناضل الماركسي آيت الجيد بمدينة فاس ، من قبل مجرمين ينتمون الى التيار الاسلاموي ، ومنهم منتمون الى رابطة العمل الإسلامي ، التي اندمجت مع الجماعة الإسلامية ، وكوّنا حزب العدالة والتنمية ، بإشراف وزير الداخلية المقبور ، الغير المأسوف عن ذهابه ، ادريس البصري . جريمة الاغتيال حصلت بتوفر إرادة القتل لدا المجرمين ، الذين تم الحكم عليهم بعقوبات سجنية مختلفة . لكن الذي يعنينا هو مشاركة ( حامي ) الدين في الجريمة ، والحكم عليه فقط بسنتين سجنا . الى هنا لا اشكال . لكن ما ان دخل على الخط المحامي عبدالرحمان بنعمرو المنتمي لحزب الطليعة ، وخديجة الرياضي المنتمية الى حزب النهج الديمقراطي ، ورئيسة سباقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان ، حتى ثارت زوبعة من ردود الفعل المستنكرة ، وأخرى مؤيدة ومناصرة . لقد اعتبر الشخصان ، عبدالرحمان بنعمرو ، وخديجي الرياضي ، انّ استهداف ( حامي ) الدين ، هو استهداف شخصي ، واستهداف لحزب العدالة والتنمية . متضرعين في ذلك بالقاعدة التي تقول " حيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به " . والسؤال ، هل استنفاذ الحكم لجميع درجات التقاضي ، هو تحصين للحكم ، وجعله محجوباً من إمكانية إعادة فتحه ، عندما تظهر دلائل جديدة تبطل الاحكام السابقة المعيبة ، بدعوى استنادها على وقائع كاذبة ، ومضللة للعدالة ؟ أولا . رغم ان حكم المحكمة ، إذ استوفى جميع درجات التقاضي، يجعل أيّ حكم يحوز قوة الشيء المقضي به ، فان المسألة في قضية اغتيال آيت الجيد ، لم يتم اغلاقها ، بل ظلت مفتوحة ، سواء من طرف اسرته التي استنكرت ، وظلت تستنكر الحكم الغير المتناسب مع جريمة الاغتيال ، وظلت تطالب منذ عشرين سنة بإعادة المحاكمة ، بسبب ان الاحكام في جميع مراحل التقاضي كانت معيبة ، لاعتمادها دلائل كاذبة ، ولتعرضها الى التدليس ، واخفاء الحقيقة لتضليل العدالة ، لكي يأتي الحكم على أسس تضرب نزاهة كل اطوار المحاكمة ، او من قبل رفاقه في فصيل النهج الديمقراطي القاعدي ، الذين ظلوا طيلة مدة عشرين سنة ، يطالبون بالكشف عن الحقيقة ، بإعادة المحاكمة التي بنت على دلائل لا علاقة لها بأطوار جريمة الاغتيال . فرغم ان المحاكمة في جميع اطوارها ، أغلقت بحكمها الملف ، فان الوقائع اللاحقة ، جعلت من قاعدة " حيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به " ، لا تنطبق على قضية آيت الجيد ، التي ظلت مفتوحة طيلة العشرين سنة من اغتياله . ثانيا . هل يعقل ان المحاكم إذا أصدرت حكما ، واستنفد جميع درجات التقاضي المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ، وكانت الحجج ، او الأدلة التي بنت عليها المحكمة ، مُدلّسة ، او كاذبة ، او مزورة ، وظهرت بعد مدة عناصر جديدة ، ودلائل جديدة ، تدحض ، وتكذب الدلائل المُدلّسة الكاذبة ، التي ظلّلت العدالة ، حتى جاءت الاحكام مخالفة لطبيعة الجرم المقترف ، التدرع بقاعدة " حيازة الحكم لقوة الشيء المقضي به " ، للهروب من المحاسبة ، واحقاق العدل احتراما للعدالة ؟ الآن لا يجب الاكتفاء فقط بتورط ( حامي ) الدين في جريمة الاغتيال ، فهذه الجريمة ثابتة ، لكن يجب فتح ملف آخر بدعوى تضليل العدالة ، بإصدارها لأحكام مبنية على دلائل كاذبة ومضللة . فإعادة فتح المحاكمة من جديد في واقعة الاغتيال ، لا علاقة له بقوة الشيء المقضي به ، وليس مستهدفا منها لا ل ( حامي ) الدين ، ولا حزبه حزب العدالة والتنمية . فهل عبدالرحمان بنعمرو ، وخديجة الرياضي ، بتصريحاتهما المتناقضة مع حقيقة ما حصل ، في جميع اطوار المحاكمة التي مرت منها القضية ، اصبحا يدافعان عن الشيطان ( العدالة والتنمية ) ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاكم العربي
-
هل اقترب انهاء مدة بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في ال
...
-
زمن العهْر ، زمن الذّل ، زمن القهْر ، زمن الإنكسار .
-
الطاغية العربي
-
لقاء جنيف : أي مخرج .. أي نتيجة ؟
-
ملكية برلمانية ام جمهورية برلمانية .. اي تغيير جذري سيكون با
...
-
كل شيء للفقراء .
-
أيّ بلاد هذه ........ بلادي ليست قابلة للنسيان ( 9/9 )
-
هل عدد الصلوات وعدد الركعات ممارسات شرعية ؟
-
دولة السحل ..... تسحل مواطنيها
-
أيُّ بلاد هذه ......... ( 8/9 )
-
يمامة أطلسية طارت تنشد الحرية
-
اي بلاد هذه .... بلاد قابلة للنسيان ( 7/9 )
-
الزمن العفن ..... الزمن الرديء
-
ايّ بلاد هذه ...... بلاد قابلة للنسيان ( 6/9 )
-
قلم الرصاص ، كاتم الصوت القاتل
-
تحليل خطاب الملك / خطاب تودّد
-
أبلاد هذه ........ بلاد قابلة للنسيان ( 5/9 )
-
أيُّ بلاد هذه ...... الظلم والحگرة والقهر ... ( 4/9 )
-
تحليل القرار 2440 لمجلس الامن .
المزيد.....
-
-لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال
...
-
على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال
...
-
الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي
...
-
-الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس
...
-
الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
-
Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
-
الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال
...
-
??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا
...
-
عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا
...
-
أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|