يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 23:14
المحور:
الادب والفن
تَرفَّقْ...
بما فيكَ،
فأنتَ نسيجٌ، وللعظامِ بَريقُ شِهاب،
وأرواحٌ نجيعات يئِنُّ كالبحر
ولحمٌ عريق.
وفي كلِّ مَنحى لكَ أبوابٌ
توصِلكَ إليك.
فأينَك أنت، وهذا الزِّحامُ
يُخلّيك غريباً،
وكيف تسألُ
إن تُهتَ، وتاهَتْ بكُ الجروفُ
وغادَرَتْ من دونِكَ ريحَ أقدارِها
سُفانُ الدروب؟
ترفَّقْ...
إن تعاطَيتَ نهداً
كما جبلٍ من أنين
وأنك في التشبُّثِ..
ومن فِطامٍ عتيق،
ولهاً يُساقيكَ ازدحامُ الشموسِ
وفوقكَ رَغاءُ حنينٍ
يغورُ بعيداً،
بعيداً، عن شِفاهِ ريقِكِ
يهَدهِدُ جوعَكَ للنوم:
" الولد نام
يمّه يا يمّه"
الله، ومن ضيمِ ما فيك،
يشهدُ أنك أولُ وآخرُ التائهين.
ترفَّقْ..
يا أنتَ البئرُ المعلولُ،
أمِن نصفينِ أنت خُلقتَ؟
نصفٌ من فمٍ، كالصيف،
ونصفُ صقيعٍ، كأصابعٍ حمقى،
لا تُبقي للجوعِ فُتاتٌ.
تَرفقْ..
هذا الكونُ لا يُبقي،
إلا الكفرَ
بكلِّ إناء!
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟