أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سليم البيك - اختلفت المسميات














المزيد.....

اختلفت المسميات


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1519 - 2006 / 4 / 13 - 11:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أثناء تجوالي في أحد مراكز التسوق- و ما أكثرها- وقفت أمام محل لبيع "الحطات" أو "الشماغات" أبحث عن "السلك" أو "الكوفية" الفلسطينية المعروفة بنقشتها و أسودها و أبيضها الخاصة. و هذا, بالمناسبة, ما أفعله حين يقع في نظري أو بين يدي أي شيء, أبحث عن فلسطين فيه. على كل حال, لم أجد "فلسطين" في ذاك المحل, بل وجدت, ليس عوضاً عن ذلك, حطات بأشكال و ألوان جديدة, لا حرج في ذلك حتى الآن, فالتجديد مطلوب حتى و إن كان في الحطات.
المؤلم فيما رأيت هو أن يتصدر واجهات المحال حطات بماركات أجنبية معروفة, كحطة بماركة GIVENCHY و أخرى بماركة DUNHILL و غيرها. بل و يتنافس أبناء عروبتنا على وضع الحطة الأغلى و ذات الماركة الأشهر عالمياً و هي ما تزين بها المحال واجهاتها بعد أن رمت ما يصنعه العرب من حطات في "الستور", فما عادت معرفة العرب لذوقهم كمعرفة غيرهم له!
مؤلم أن يقول عربي لآخر رافعاً أنفه: هذا الشماغ الذي على رأسي من ماركة (كذا) أتعرفها؟ طبعاً أعرفها و لكن ما الذي جمع بين البكيني و الشماغ حتى يوجد شماغ بهذه الماركة في السوق؟
يبدو أن الغرب- المقصود بالغرب هنا الطبقة المسيطرة هناك أي الغرب الرأسمالي الامبريالي و ليس كل من انتمى لتلك المنطقة الجغرافية- خير من يفهم عقلية ورأس و ذوق العربي حين يفتخر ذاك الأخير بأن الحطة صناعة أجنبية و يفضلها على المحلية العربية, و في الذهن الجمعي العربي فإن كلمة "أجنبية" تعني غربية فقط, فالعربي ينظر لنفسه كصاحب عرق أنقى و تاريخ أشرف و حاضر أرقى لأي شيء يمت لما هو شرقه بصلة, و كأن الرقي, في البنى الفوقية و التحتية, يزداد كلما اتجهنا غرباً. فما سبب رؤية العربي للهندي أو الصيني بنظرة فوقية, أي "من فوق"؟ و ما سبب رؤيته للأجنبي أي الغربي أي الطبقة الرأسمالية في الغرب بنظرة دونية, أي "من تحت"؟ للجواب علاقة بتاريخ المنطقة و احتلالها و ما رافق ذلك من كتابات استشراقية ليس هنا المجال للكلام عنها.
و الغرب, مرة أخرى و الحمد لله, خير من يفهم ذوقنا في الطعام, و يفضح ذلك الإقبال الكبير على مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية, و على جبهة هذه المطاعة يتقدم "ماكدونالدز" الذي قال عنه المنظر للرأسمالية الذي لا يخجل من صهيونيته توماس فريدمان بأن الولايات المتحدة لن تحتل بلداً يوجد فيه قوسا النصر الذهبين, و قوسا النصر هما شعار "ماكدونالدز" وهو حرف M بالأصفر. فهذه المطاعم هي أقرب إلى مستوطنات و أحصنة طروادة للرأسمالية منها إلى أماكن لملئ المعدة.
لا حياة بلا تجديد, فلا حياة دون حركة و لا حركة دون تغيير و طالما أن التغيير يرتبط كأي شيء بعامل الزمن, فلا تغيير دون تجديد. و من يحاول التشبث بأصابع بيديه و رجليه العشرين بما شاخ و صدأ و يرفض التجديد تقديساً للقديم أو خوفاً مما قد ينتج أو حتى بسبب "قلة المروة", فلن ينوبه إلا "طأطأة" أصابعه و احمرارها, و الكلام هنا يشمل الفكر و الأدب و الصحافة و اللغة و التكنلوجيا و الطعام و طريقة اللبس و الرقص و المغازلة و حتى نتف الحواجب عند النساء.

أخلص إلى القول بأن التجديد النابع من حاجاتنا و خصوصيتنا و زماننا و مكاننا هو ما نحتاج, ليس التجديد المستورد السطحي, تجديد في ظواهر الأشياء, و كأنه حبة "بنادول" يسكن الوجع لفترة قصيرة, و لا يعالج الأسباب. و لا أقول أن "نتخشب" و "نعتكف" في خصوصيتنا و ننقطع عن تجارب الآخرين, خاصة و أن الكثير من هؤلاء الآخرين متقدمين علينا في مسألة التجديد. فإن اختلفت خصوصيات المجتمعات فالتجربة الإنسانية واحدة, و تبقى هي في النهاية مجتمعات إنسانية, و لكن تبقى لها خصوصيات, جديلة تستلزم المراعاة.



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى
- حظاً أوفر
- أتوا.. و لكن
- نحب الحياة
- زياد المختلف
- ببساطة.. لأنها فلسطين
- في مهب الجهل
- ألوان
- الكوفية... رمز ثورات
- حين اغتالوا غسان
- جنى على نفسه..
- علم أحمر
- في حكم العسكرستان
- وظائف شاغرة
- منظمات (لا) إنسانية
- هذيان في الأم و الوطن
- سنثور و نلعب


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سليم البيك - اختلفت المسميات