أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..














المزيد.....

عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة لعله يعي...

ماذا يفيدنا " الاخر" إن لم نحسن قراءته و وضع إشكالاته في سياقها بدل نقلها و انتحالها و ترديدها و اصطناعها و جعلها قهرا إشكالاتنا نحن ..

ما جدوى مثلا منجز " ميشال دو سارتو" أو ما جدوى النقد الثقافي و دراسة مختلف الأشكال التعبيرية للثقافة الشعبية و الفن و اللغة خاصة منها الهامشية التي تصنع عوالم تعبير موازية لتلك المستهلكة كما هو عند الأمريكيين خاصة

مثل الاشتغال بالغرافيتي و النمذجة و التنميط و الجندر و الحرية الجنسية و خطابات النسوية و " الهيمنة الذكورية " بلغة " ما بعد بورديو" و الخربشات على الجدران و لغة الفن مثلا لا حصرا " الهيب هوب " و غيرها من التعبيرات ...

حتى ظهر "علم" أو " فن" " التأويل الثقافي" و قد سبق أن تناولت صاحبه الذي اشتهر بالتسويق له و هو " كليفورد غريتز" الذي ذاع صيته من خلال الكتاب الشهير " تأويل الثقافات " ...

و خلاصة عمله تتمثل في أشكلة التأويل و بناء صرحه كعلم من خلال مداخل نقدية ثقافية ..

و أحسب أن هذا من امتداد هيمنة النزوع الأنثربولوجي على العلم الإنساني عموما و محاولة إنتزاعه المشروعية و صبغة العلم و المعرفة بواسطة الأنثربولوجيا ..

و هو موضوع يتصل بالمعنى إتصالا بنيويا و من ثمة بما بعد الحداثة و هبلها و خبلها كما أعتقد..

يتحدث الدكتور العائد من فرنسا محمد شوقي الزين عن " ستانلي فيش" باعتباره قنبلة فكرية و هي مبالغة كبيرة و انبهار شديد و تقليد ..

حيث لم يكن الرجل قنبلة في حصنه " العالم الغربي" فما بالك أن يكون " قنبلة " في حصننا و عمله يتصل أساسا بموضوع القارىء و النص و كيف أن القارىء صانع النص ..

هذه فلسفة أم هوس و هرطقة و عبث لا نجد له مكانا في فضاء مشروع نقدي و حضاري بديل و لا نتمكن في جميع الحالات من أشكلته في سياق لحظتنا و واقعنا...

هذه التي سماها قنبلة لم يصنعها " بول ريكور" من قبل و لا من بعد في عالم الحكي و الرواية و السرد و النص فكيف ب " فيش" أن يكون صانعا لها ...

و يواصل ناقل الخبر ولعا و انبهارا الدكتور العائد من فرنسا منذ سنتين ربما أو أكثر و قد عاد إلى حضنه الطبيعي غرب الجزائر...

و قد كنت أتتبع نقوده التي يسميها ثقافية و هي نقول لا نقود و كنت أعلق عليها و لا أرى في نصوصه تلك إلا مجموعة قصاصات " بوزل " مركبة و ملفقة ..

و شطحات لا تنخرط في مشروع نقدي و ثقافي واضح و متصل بحالنا بل قراءة عجائبية و غرائبية أو دونها بكثير ...

إنها قراءة مستلبة إغترابية تنتحل و تعيد الصياغة و تنقل إشكالات لا تعنينا إطلاقا و لا تجد مكانة لها في نسقنا الثقافي و المعرفي و الاجتماعي بيننا من بيئة إلى بيئة غير معنية بها لا من قريب و لا من بعيد..

هل تراني أدعو الناس إلى رفض كل المنجز الإنساني و الإكتفاء بالتراث العربي الإسلامي كما يفعل التراثيون كلا كلا ...

رفضي ليس كرفضهم و قراءتي للاخر ليست كمواقفهم العمياء و الماضوية ...

تتبعت ذلك الضجيج و تلك الإعجابات و الإنبهارات مندهشا من إلغاء العقل و النزعة العجائبية و التقليد و عشق الجديد براقا و لو مستقيلا عن واقعنا من غير فهم سياقه أو فهمه كعنتريات و شطحات و هرطقات و إتباع و تقليد غير مبصر و " موضة " ...

الحداثة و النقد و التفلسف و الكتابة ليست عبثية و لا تسلية و لا موضة و لا تقليد طفولي مراهق و لا انبهار و إتباع غبي ...

لا أقلل من قيمة ما يكتب مثلا " دوسارتو" و " فيش" و " دريدا " و غيرهم كثير...

المشكلة كيف نوظف كنوز غيرنا فلا نشيطنها و لا نقدسها و ننتحلها و نرددها نظريات فجة من غير جدوى عملية ...

و أحترم ما يكتب هؤولاء بل أثمن الكثير منه وأبقي بعضه تحت عنوان " جيمناستيك " العقل و الإدراك و التمثل و التصور و الإستلاب لأدوات ما بعد الحداثة العدمية و إنفلاتاتها و إن كنت لا أتقاسم فهمي مع فهم كثير من " الحداثيين " ..

لكنني أفهم منجزهم في سياقه و أسسه البعيدة و العميقة و الراهنة و في سياق لحظته و زمنه و أطره و بيئته و أستفيد من تأسيساته و مفهمته و تجريده و استخداماته في سياقه....

أن نرى جنونا و خبلا ذلك المنجز المابعد حداثي الغربي في نظرنا و بالنسبة إلينا و هو أي منجزهم لا يرى نفسه جنونا باعتباره تطور و انتقل من سياق الحداثة إلى ما بعدها و من العدمية إلى العدمية غالبا و تباعا و حاصلا...

نراه نحن شاهدا على تشظي القيمة و المعنى معا لترابطهما كما بينت ذلك " حنا أرندت " و " ألان توران " و غيرهما ....

أن نراه جنونا فهذا استعلاء يصنعه نوع من إيمان المسلم المزيف الذي يتفه أقوال الغير من غير فهم عميق سوى التكفير و التسفيه و التخبط فهذا لا يعقل ...

و أن نستدعيه أيضا و ننقله في حالة من القيد و الدهشة و الإنبهار و الإعجاب و الأسر و التقليد المحاكاتي الشكلي فهذا أيضا استلاب و تقليد و ماضوية و حبو في محراب الفلسفة و العلم و المعرفة الغربية ..

لكن أن يجن الواحد عندنا و هو يحدثنا عن " ما بعد الحداثة " تأييدا و مريدية و تضائلا و ربما هرفا و هرطقة أو رفضا يجهل معه سوسيولوجيا المنجز الحداثي و ما بعده و علاقته بالسياق و التطور التاريخي الذي جاء بها فسيكون ذلك أكثر من الجنون...

عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي...

و كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة...



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق موجود بغيره لا بذاته...
- في العقل و الصورة و الإنسان و الدين ..
- في الذات العالمة و الذات القاصرة و الشخصنة و فعل الكتابة..
- أحمد الريسوني و خلل نموذج قياس الجدوى ..
- كهنوت و أرباب الفلسفة و الفكر و المعرفة و الأدب..
- الفصام كما يزعمه أهل الصفة من المرتهنين إلى المغارب و المشار ...
- بذور الإنقسام المذهبي و سبل التقارب..
- مفوضية القول و الفصل و التفهيم الإلهي ..
- من مقال العقل إلى مقال الجنون ..
- الفلسفة في الجزائر ...
- العرب المسلمون الأنوار و التنوير..
- الله ... (1)
- الطفل يسكنني..
- العقل التوحيدي في التاريخ : من هنا نبدأ و نشتغل
- في المفكر الكبير حاج حمد و ما خفي كان أعظم ...
- تيقظ يا ابن بيه .. يا شيخ ..ما أحلى رغد العيش ..
- في مقولات الأكثرية و الأغلبية و إرادة الأمة و الحاكمية الاله ...
- عذرا - نيتشه - لقد إتفقنا و تصالحنا ..و إلهنا هو إلهك..
- في المغلق و المفتوح
- ألقوا بها في البحر ...ديفيد هيوم


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي..