حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6072 - 2018 / 12 / 3 - 22:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس الفصام تمزقا بين تكنولوجيا و معرفة و علم و حضارة يرافقها رفض أصولي إسلامي تراثي لبطاناتها و أسسها الايديولوجية و الميتافيزيقية اللوغو- مركزية و النيو- كولونيالية..
كثير من دول اسيا أخذ المنجز الغربي في شقه التكنولوجي و العلمي و ترك النموذج اللاتيني و وظفه و اختصر المسافات الزمنية و تجاوز السياق و استوعب المنجز ...
و ذلك عبر بعثات طلابية هادفة في تخصصات مخطط لها و هادفة أخذت المنجز التقني و العلمي و تركت الأسس و المرتكزات...
عادت لأوطانها لتبني حداثتها في سياقها و لحظتها ونسقها...
و لذلك لا يصدع رؤوسنا كأنه وجد اختراعا عظيما يرمي بالفصام كل من يرفض تمثلات النموذج اللاتيني و الفلسفة في شقها الإرتهاني و غير الملزم إطلاقا ...
كفى لهذه السنفونيا التي تبرر عجزكم و "سلفيتكم" بنكهة "الاخر" ...
كفانا سماعا لهذه السنفونيا الحزينة و الشقية...
فمن حالات الفصام أن ينادي بالإكراه البعض على غرس قهري لنموذج لا يستقيم و الإنسان و العقل المسلم و تشكلات وعيه التاريخي و الثقافي أو يرمي كل من لا يأخذ الكل بحذافيره و اسسه اللاتينية جملة بالتخلف و الفصام ...
و إن كانت للعقل و الإنسان المسلم أعطابه و كبواته و ارتهاناته للتراث و للقديم الذي لا يتوقف عن كونه يلهمه و هو مستقيل عن اللحظة أو فاسد منذ ميلاده ...
الغرس في غير منبته بالإكراه أو الترويض أو " العولمة " القهرية مؤشر فصام و عصاب و ذهان و سادية تمارس جلد الذات و " بارانويا "...
المعرفة زمن و لحظة و جغرافيا و إطار سوسيو- معرفي و سوسيو- ثقافي كما سماه جورج غورفيتش..
يعني نأخذ جملة أوالطاعون ...الغرب أو الكوليرا..
لا يحق لنا أن نقرأ مثلا " ديدرو" و " بياجيه " و " يونغ" و " لاكان" و " فرويد " و " فوكو" و "دولوز" ...إلا مهللين مكبرين في قداسهم و داخل نسقهم ...
فإن قرأناهم خارج النسق فنحن فصاميون ..
و متخلفون...
خليكم يا رجالة و يا نسوة ...
الفضاء العام حق الجميع يحتاج إلى تنظيم و حوار يتجاوز الوص و التشخيص و كل الاستلابات و يقدم البدائل...
الحداثة بالجمع لا بالمفرد و كذلك التنوير و العقلانية و ما بعد الحداثة..
سنواصل نقرأ و لا أحد وصي على التراث الإنساني و الإسلامي...
فلا مزايدة منكم و لا منهم ولا فكر مستقيل فالسلفية سلفيات...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟