حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 17:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" جرأة السيدة عائشة رضي الله عنها في رد حديث نبوي بنص قراني "
ردت السيدة عائشة رضي الله عنها الحديث القائل إن الميت يعذب بسبب بكاء أهله عليه..
فأنكرت أن يكون الرسول الأكرم قد قاله و وضحت سبب رفضها مستدلة بقوله تعالى "و لا تزر وازرة وزر أخرى" -الأنعام -
كان ردها حاسما و جريئا و واثقا قد رسم معالم منهج التعاطي مع السنة و علاقتها بالقران و حجيتها و مكانتها التشريعية ..
بل حدد كيف لا تكون السنة معارضة أو قاضية على القران و أعلى منزلة منه و إن حصل هذا إنتصرنا للقران و تركنا العمل بالسنة اذا تبين فعلا معارضتها للنص القراني...
رغم رد السيدة عائشة رضي الله عنها ..
لا زال هذا الحديث مثبتا في الصحاح و في طبقات ابن سعد ذكر الحديث مكررا مرات..
العبرة و الخلاصة /
كتب الصحاح هي كتب جاءت نتيجة جهد البخاري و مسلم وفق معايير و شروط الصحة الذي هو نفسه راجع مرات و مرات ما جمعه و ترك منها كثيرا من الأحاديث ..
و هو ليس نبيا و لا يوحى إليه و هو ليس معصوما و لا هو بالشيخ المخرف بالمقابل كما كتب البعض منه " تخاريف البخاري " ..
و غيرها من الكتابات التي لا تتميز بالجدية و العمق و التجذر في التراث عامة و التراث الحديثي خاصة ..
الإمام البخاري قدم جهدا تنظيميا لا غير نعم تنظيميا و لم يقل لمن يأتي بعده هذا وحي ملزم كله..
بل هو تصنيف و تنظيم و إجتهاد لا يسلم من الخطأ و النسيان و السهو و غيرها من عوامل القصورالتي تنال كل جهد بشري ...
إذا وجد حديث كالذي ردته و أنكرته سيدتنا عائشة رضي الله عنها بدليل و حجة قرانية قاطعة و أمثاله كثيرة فليرد ..
بل فلينقح الصحاح بعد إتفاق و تشاور بين علماء المسلمين المتزنين من محدثين و فقهاء و غيرهم أو من مراكز بحث علمي ..
و ذلك بعيدا عن التهريج و الصراعات المذهبية " شيعة " و " سنة " و غيرهما من المذاهب و الطوائف...
لأن في البخاري من الأحاديث التي تسيء إلى الشيعة و تمس مرجعيتهم و هو ما يبرر تضامنهم مع القرانيين في كثير من الأحيان في قضية البخاري و الصحيحين..
كما أن عند الشيعة أيضا أحاديث بررت السياسة و تبطنت بالدين تعكس تلك الصراعات السياسية المقيتة مع السنة و التي لا زلنا نجرها و نحمل وزرها إلى اليوم جميعا..
حان الوقت أن نعجل بمعالجة هذا الأمر و غيره و نتخلص مما يقسمنا و يفتت جهودنا و يجعلنا طوائف و مللا نتنازع بسبب أحاديث أو مرويات واهية تناقض روح الدين و مقاصده و تناقض القران الكريم أو تناقض بديهيات العلم و العقل ...
نرفض البحث في عللها سواء على مستوى المتن أو السند حتى نتخلص مما يجعلنا نقيم معارك مع العالم و الإنسانية و الأمم و الحضارات و العلوم و المنجزات الثمينة للحضارة الكونية و العقل الإنساني ...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟