أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - ....عقلانية الخطاب السياسي















المزيد.....

....عقلانية الخطاب السياسي


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين المحاورة الهادئة وألأنفعال، كثيرا ما يفقد المرء من حجته ويخسر أهدافه..! ولا غرو أن قلنا، أنه يفقد الكثير من عناصر قوته؛ من متعاطفين مع قضيته أو من أصدقاءه ..!

لعدة أيام خلت، وفي لقاء تلفزيوني مع قناة العربية، وردت على لسان السيد رئيس جمهورية مصر العربية السيد حسني مبارك، بعض عبارات تمت بصلة الى الشأن العراقي، الشيء الذي يمكن تفسيره ، أذا ما حسنت أو ضمرت النويا ما تخفيه، بألأتجاه المعاكس، الذي لا يخدم القضية العراقية بل قد يضرها..!
لقد جاءت كلمات السيد رئيس جمهورية مصر العربية من حيث التوقيت ، في وقت بات فيه المشهد العراقي، في حالة من التأزم والغليان يصعب معها التكهن بالنتائج الخطيرة المحتملة، أذا ما أستمرت حالة الفوضى وغياب المسؤولية وأحتدام الصراع حول تشكيل الحكومة، على ما هي عليها الآن..! مما يمكن وصفه اذا ما أحسنا القول: أنه برميل بارود جاهز للأنفجار..!
السؤال ألأكثر أهمية هنا، يمكن حصره في أمرين؛ ألأول هو؛ هل أن توقيت التطرق الى المسألة العراقية كان مرسوما له سلفا أن يتم في هذا الوقت الملتهب، وهل أن السيد رئيس الجمهورية شخصيا، كان راغبا الحديث عن ذلك في هذا الوقت..؟؟ ألأمر الثاني، وهو؛ هل أن السيد الرئيس حسني مبارك، كان يعني ما يقول، وبالمعنى "الظاهر" للعبارات التي تفوه بها، والتي جرى تفسيرها، بأنها كانت موجهة "قصدا" بهدف ألأساءة الى طائفة الشيعة عموما وشيعة العراق بوجه خاص..؟!
لا أظن أن رئيس دولة وبألأخص رئيس قد بلغ من الحنكة والتجربة مثل الرئيس المصري السيد حسني مبارك، وهو رئيس أكبر دولة عربية، يمكن أن يجر الى لقاء صحفي أو تلفزيوني بتلك البساطة التي يعتقدها البعض، هذا أذا ما ظن أحد بأنه قد أستدرج الى مثل هذا اللقاء، بهدف وضعه في هذا الموقف، الذي كان "يهدف" منه صب الزيت على نار المشهد العراقي لأزدياده أشتعالا كما يقال..!؟ وما يدحض مثل هذا التصور أن اللقاء نفسه قد أنصب على جملة نقاط مختلفة ، من ضمنها كانت المسألة العراقية، التي لم تحضى بهذا القدر من ألأولوية في الحديث مثل المسائل الأخرى؛ كالقضية السورية- اللبنانية ، ومسألة دارفور السودانية وأشكالية الحكومة الفلسطسنية الجديدة وغيرها من المسائل المصرية ذات الشأن الداخلي..!
أن توقيت اللقاء في مثل هذا الوقت لا يعني شيئا متميزا يعطيه صفة مميزة عن غيره من اللقاءات ألأعتيادية التي يجريها رؤساء الدول ألأخرى..! وأن أراد المرء أن يعطيه مثل هذه الصفة، ففي تصوري أن ما يميزه أنه جاء في وقت، تضطرم فيه أحداث المنطقة العربية والشرق ألأوسط بشكل بالغ التعقيد..!

أما ظاهر العبارات التي خص بها السيد رئيس جمهورية مصر العربية في تعليقه على أسئلة مراسلة الفضائية، فيما يتعلق بألأوضاع المأساوية في العراق، فهي قد تمحورت في نقطتين؛ أولهما: أن العراق يعيش ظروف حرب أهلية، وثانيهما: أن ولاء الشيعة هو لأيران، وهما من ألأهمية بمكان ما يسستوجب القول؛ بأنهما وخاصة النقطة الثانية، قد أثارتا ردة فعل قوية في جميع أوساط المجتمع العراقي، حيث قوبلت التصريحات بألأستنكار و ألأستهجان وجرى فهمها ، بأنها أستفزازية وتذكي نار ألأحتراب الطائفي، بل أنها قد حركت حملة واسعة من ردود الفعل الجماهيرية تطالب بمقاطعة كل ما هو مصري الصنع، والطلب من الحكومة العراقية أعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية المصرية وعدم ألأكتفاء بمجرد ألأعتذار..!؟ وقد وردت مثل تلك التصريحات حتى على لسان أقطاب معروفة من النخب السياسية..!

فهل كان الرئيس مبارك لا يدرك حقيقة ما يجري في العراق..؟ وكيف كانت منهجيته في تفسيره للأحداث..؟؟ أم أن تعقد ألأوضاع في المنطقة، وأنعكاسات طبيعة النشاط ألأيراني في منطقة الخليج على ذلك، قد أفقدت السياسة العربية ومركزها المتقدم مصر العربية، البوصلة السياسية في تحديد ألأتجاهات..؟؟

كيف يتعاطى الرئيس مبارك نفسه مع طبيعة ردود الفعل على تصريحاته المسموعة..؟ وهل يمكن ألأعتقاد بأن ما جاء من تفسير لاحق من ديوان الرئاسة لفحوى التصريحات المذكورة، سيكون كافيا لأقناع الملايين من العراقيين على أختلاف مشاربهم ومستوياتهم ألأجتماعية والثقافية، بأن السيد الرئيس مبارك، لا يعني في دواخله ماتظهره الكلمات..؟!وأنما يقصد فقط ((حرصه على وحدة العراق وشعبه واستعادة الهدوء والاستقرار وتحقيق الوفاق الوطني منوها بأن بلاده تتعامل مع جميع طوائف واطياف الشعب العراقي من دون تفرقة أو تمييز..))..؟؟

كيف ياترى يمكن ، أن يفسرالمواطن العراقي مهما كان مذهبه الطائفي أو معتقده الديني، أو أن يقرأ ما يبطنه ظاهر الكلمات..؟ ومتى كان بأمكان ألأرادة الظاهرة أن تفسر ما تخفيه ألأرادة الباطنة، حسنا كان ذلك أم سيئا..؟؟
أن الخروج من هذا المأزق الخانق ، مقصود كان أم غير مقصود ، ليس بألأمر ألهين على أية حال..! ألا أن ما تقتضيه المصلحة الوطنية العراقية خصوصا، والمصلحة العربية عموما، هو أمر أكثر أهمية من مجرد التصريحات نفسها، ولا أريد هنا التسويف أو التقليل من تأثير تلك التصريحا ت على المواطن العراقي، بمسها مشاعره الوطنية، وبطعنها بحقيقة ولائه لوطنه الذي ليس عليه غبار..! أن هذه المصلحة، في أعتقادي، تقف في أولويات المقترحات التي يجب أن تتخذ لرأب الصدع بين القطرين ألشقيقين، ألأمر الذي يستوجب معه أقدام جمهورية مصر العربية والسيد الرئيس حسني مبارك شخصيا، بغض النظر عن البواعث التي كانت تقف وراء تلك التصريحات، على توضيح ألأمر للشعب العراقي ، حتى لو تطلب ألأمر، الظهور في مؤتمر صحفي ، لتبيان الحقيقة، وأزالة ألأحتقان الذي ترتب على تلك التصريحات ..! مما يساعد على وقف الدخول في مماحكات كلامية، ويمنع ألأتجاه نحو تعقيد العلاقات ألأخوية بين الشعبين الشقيقين..! وحسنا فعلت الخارجية العراقية في فتحها ألأتصالات الديبلوماسية مع الشقيقة مصر لتلافي هذا ألأحتقان..!

أن من حق أي شعب ، كبيرا كان أم صغيرا، الثأر لكرامته أذا مست ، ومن حقه أن يشجب أو يستنكر أو يدين، بالطرق والوسائل التي تتناسب مع حجم تلك ألأساءة، وبالشكل الذي يظهر حقه في ذلك، ضمن الأساليب الديمقراطية، من ألأحتكام الى الوسائل وألاليات المشروعة، التي من خلالها ودون أن يتجاوز حدود المعقول، يمحي آثار تلك ألأساءة ..!

وفي الحالة التي تعرض لها الشعب العراقي وشعوره بألأساءة التي وجهت اليه من قبل رئيس اكبر دولة عربية، وبعيدا عن الولوج في تحليل أبعادها التأريخية والسياسية، تلعب النخب السياسية والطلائع المثقفة دورا كبيرا في أحتواء مثل تلك ألأزمات ، موجهة ردود الفعل المتوقعة الى الطريق الذي يساعد على عدم تضخيم ألأحداث وتحويلها الى كوارث أجتماعية تدفع الى الكراهية وألأحتراب والتخندق الطائفي..!

أن ألأنسياق وراء الخطاب العاطفي- ألأنفعالي، وتأثيراته الفورية على الجمهور وما ينجم عنها من ردود فعل غاضبة ومنفلتة ، أنما يضيع كل الفرص التي تخدم وتساعد في أطفاء نار ألأنتقام، بل يزيد في أستعار لهيب ألأزمة، في وقت يحاول فيه كل المخلصين لشعبهم ووطنهم تجنيب الوطن كارثة ألأنقسام الطائفي وما قد يترتب عليها _لا سامح ألله_ من المزيد من أراقة الدماء الزكية..!

أن الكتاب والصحفيين ورجال الثقافة والنخب السياسية هم في مقدمة من يعمل على أحتواء ألأزمة قبل أستفحالها ، وعلى قطع الطريق على المصطادين في المياه العكرة، لا ان يذكوا نارها بلهيب كلماتهم الساخنة وتحريضهم الذي لا يضر ألا مصالح الشعب العراقي و شقيقه الشعب المصري الذي هو ألآخر يرنو الى مد يد التضامن الى نضاله من أجل الديمقراطية..! أن الجميع مطالبون أن يرتقوا فوق الحدث وأن يراعوا في خطابهم الحكمة والعقلانية، بعيدا عن روح التجريح والتشهير التي تسيء الى منطق العقل والتحضر..!



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء موقف الجعفري..؟؟
- هل أن الكونفدرالية بديل للديمقراطية..؟
- !..الملف ألأمني واللعبة السياسية
- !..وطنية حزب
- !..ألألتزام -السياسي- بنصوص الدستور
- الذكرى الثالثة..أحتلال أم تحرير..!؟
- !..الملف ألأمني- الحالة المستعصية
- !..حلبجة..ألأنفال
- العراق: حيرة المتفائلين..!
- !..حقوق المرأة.. ملف مفتوح
- !..العراق: المسؤولية المفقودة وصراع المصالح
- الفتنة الفتنة...!!؟
- أبو غريب...؟؟
- !.. حقوق ألأنسان حسب المقاس
- !..عفوية ألحدث.. و المنطق
- الملف -النووي الأيراني- والصمت العراقي
- الارهاب..تلك ألالة العمياء
- الثوابت وآفاق تشكيل الحكومة المرتقبة في العراق
- !...قناة -الفيحاء- ليست أستثناء
- ألقضاة لا يكذبون ...! تداعيات استقالة القاضي رزكار محمد أمين


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - ....عقلانية الخطاب السياسي