أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيرين وفرهاد: الفصل الخامس 1














المزيد.....

شيرين وفرهاد: الفصل الخامس 1


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 22:17
المحور: الادب والفن
    


كان، إذاً، قد تعرف على المغرب، لأول مرة، من خلال سيرة " الخبز الحافي "، التي كانت على ما يبدو خيالية بقدر واقعيتها. أما خارج عالم الكتب، فإنه سيلتقي ببعض المغاربة، من الجنسين، ثمة في بلد المنفى؛ السويد، العائم فوق كتلة من جليد المحيط الشمالي. ثم انتهى به المطاف، أخيراً، ليحط في موطن الأطلس نفسه، المغمور طوال معظم العام بالشمس، فيعدّه منذئذٍ بلده الثاني. وهيَ ذي سنواتٌ خمس، تفصله عن ذلك اللقاء الحار بمَن ستصبح قرينته، وكان قد تم، لمحض الاتفاق، في الكافيه دو فرانس. في ذات المقهى هنالك، سبقَ أن التقى غالباً أبطالُ " السيرة المراكشية " بعضهم بعضاً على وقع إيقاعات طبول ساحة جامع الفنا، المنبسطة تحت مجالسهم على الترّاس بكل سحرها وعجائبها: " شيرين "، " فرهاد "، " سوسن خانم "، " مسيو غوستاف "، " تينا " و" سيامند "؛ لقد كانوا، قبل كل شيء، كتّاباً استمدوا تجاربهم الأدبية من هذه المغامرة، الممتدة على مدى ربع قرن تقريباً.. مغامرة مثيرة، يتعيّن عليه هوَ، " دلير "، إنهاءها ليسَ بوصفه محقق السيرة حَسْب، بل وأيضاً أحد شخصياتها، المرتبطين بعضهم ببعض ـ كما عقد اللآلئ، المنظوم في سلسال واحد، مسكوب من معدن خالد.
مع ذلك، كان يشعر بشيء من الإحباط، سببه الفشل في إنجاز مهمة إنهاء السيرة، والمتمثلة بمعرفة مصائر شخصياتها ممن بقوا في المدينة الحمراء. خيبته، كانت قد تفاقمت نتيجة فقدان أثر أكثرهم، لدرجة خيّل له أن ذلك كأنما جرى عن عمد. في حقيقة الحال، أنه كان سيشك كذلك بواقعية السيرة، لولا معرفته الوثيقة بالسيّدة السويدية، " تينا "، واجتماعه مؤخراً مع أخي صديقها الراحل، ثمة في هامبورغ الألمانية. هذا الأخير، شاءَ في المقابل مضاعفة يأسه من نجاح المهمة حينَ رفضَ بعناد تسليمه الأوراق الخاصّة بمساهمته في السيرة. على أنّ إشارات أخرى من " سيامند "، توحي بأن عناده لن يدوم مطولاً. لقد أخبره في آخر اتصال هاتفيّ، وبنبرته الساخرة المألوفة، أنه من الممكن توقع تنازله عن الأوراق: " ولكن ضمن ظرف محدد وطارئ، وهوَ أن يُفقدني الخمرُ صوابي! ".

***
بينما الحر يهدأ نوعاً في حجرته، كان الصخب بدَوره قد خفت حدّته، ثمة في الصالة الأرضية. بدا أنه تلاشى، أو يكاد، الخصامُ المتعلق بمنع الكنّة من مرافقة الأسرة إلى مدينة الصويرة. هكذا آبَ إلى أوراق السيرة، منتعشاً على أثر إفاقته من القيلولة ووضعِ جسده تحت الدش الفاتر. حينما كان عائداً من الحمّام، أرسل نظرة عابرة إلى البيت التحتاني عبرَ درابزين المنوَر، فحطت عيناه على عينيّ مُسبّب الخصام. فكم فاجأه بعد دقائق، حدّ الارتباك، ظهورُ امرأة الرجل وراء باب الحجرة مرددة اسمه بصوتها الناعم: إنّ " حسنة " ما كانت تأتيه بطعام أو شراب في حالة وجود زوجها في المنزل، وكان ذلك على الأرجح بتشديد من الأم. فكيفَ تغاضت هذه الأخيرة عن الأمر، ما لو افترضنا أنّ الأخرى أجازت لنفسها الاستهتار به كيداً بالزوج؟
لم يَعُد في مقدوره التركيز على أوراق السيرة، طالما ذهنه أنصرفَ إلى التفكير بمغبّة تصَرُّف المرأة الأخرق: " تباً لها من طفلة طائشة..! "، تمتمَ ساخطاً. في الواقع، لم يكن ثمة داعٍ لأيّ قلق من جانبه. فإنه غيرَ ملومٍ، بالطبع. عدا عن أنها ما كانت المرة الأولى، التي تحاول فيها الكنّة استفزازَ رجلها وإغاظته. والأهم، أنّ الصهرَ كان حائزاً تماماً على ثقة المعنيّ، وكذلك بقية أفراد الأسرة. بيْدَ أنه كان لا يُطاق، مجردُ تفكير " دلير " بكون ذلك التصرف في وسعه إثارة غيرة ابن حميه. ما لم يكن يحسب حسابه آنئذٍ، أنّ المرأة الخرقاء ستضعه في الغد أمام موقفٍ أكثر إحراجاً بما لا يُقاس من الأول.. من الأول، الذي لم يكن أولاً بحال من الأحوال!

> مستهل الجزء الثالث/ الفصل الخامس، من رواية " الصراطُ متساقطاً "



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين وفرهاد: الفصل الرابع 5
- طريدة منفردة
- شيرين وفرهاد: الفصل الرابع 4
- تورغينيف وعصره/ القسم الرابع
- شيرين وفرهاد: الفصل الرابع 3
- تورغينيف وعصره/ القسم الثالث
- شيرين وفرهاد: الفصل الرابع 2
- تورغينيف وعصره/ القسم الثاني
- شيرين وفرهاد: الفصل الرابع 1
- تورغينيف وعصره
- شيرين وفرهاد: الفصل الثالث 5
- شيرين وفرهاد: الفصل الثالث 4
- شيرين وفرهاد: الفصل الثالث 3
- متاهة
- شيرين وفرهاد: الفصل الثالث 2
- شيرين وفرهاد: الفصل الثالث 1
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 5
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 4
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 3
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 2


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيرين وفرهاد: الفصل الخامس 1