أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 5














المزيد.....

شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 5


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


إنّ صمتَ مواطنتكَ السورية، آبَ " دلير " إلى مخاطبة داخله، قد خرقه يوماً ما كان من مصادفتها للوحة مرافقتها الأولى والمرسومة من لدُن قرينها. إلا أنها أعطتك أيضاً حق نشر مذكرات المسيو الفرنسيّ، وإن بشكل مجتزأ. وإنه الفصل السابع من المذكرات، مَن احتفظت به " سوسن خانم " بحجّة سبقَ أن عرضتها لك. وفي المقابل، جرى لعلمها مؤخراً تبريركَ نشر ذلك الفصل في ملحق سيكون بمثابة الخاتمة لهذه السيرة: " إن الوصول للحقيقة المنشودة، يا عزيزتي، لا يتحقق أحياناً سوى بإتباع أساليب ملتوية! "، كذلك جرؤ صوتك على البوح من خلال الهاتف المحمول.
امرأة اللوحة، مثلما قرأنا فيما مضى من أجزاء السيرة، كان لها عينا قاتلة. وإنها فكرة مثيرة للسخرية، ما لو علمنا أن من طرحها ( الصديق الأمريكيّ للخانم ) قد اقتبسها من إحدى روايات " أجاثا كريستي "، البوليسية. ولكنها فكرة لم تفتقد للحكمة، على الأقل من وجهة نظر " مسيو بوارو "! ولكن ما هيَ وجهة نظرك الشخصيّة، أنتَ من قرأ ذلك الفصل المفقود من المذكرات والمتضمن أسراراً مستطيرة عن تلك المرأة الملغزة والتي فُقِدَ أثرها بدَورها؟ الجواب، أنّ كل شيء يأتي في أوانه، سواء أكان سعيداً أو مشئوماً ـ كما سيأتي " إدريس "، بعيد أدائه صلاة الظهر، كي يتناول الغداء معكَ ومن ثمّ يغفو وسط هالة زرقاء من دخان الكيف!

***
بالرغم من هالة التكتّم، في وسع القارئ اللبيب أن يُدرك سببَ اهتمام الصهر السوريّ بلقاء " خولة ". مع أنّ هذا الأخير، مثلما ادعى دوماً، لم يكن استلمَ بعدُ التذكرة المفترض أن تصله من ألمانيا على أجنحة الكترونية: " سيامند "، كان قد سعى إلى إجلاء لغز المرأة ذات الثوب الأحمر كي يضمن نجاح مهمته في المدينة الحمراء؛ أي العودة إلى الوطن مع " خجي "، ابنة أخيه الراحل. بينما مواطنه، المتقمّص صفة المحقق بمعناه المزدوج، الأدبيّ والجنائيّ، أراد الوصول إلى المرأة عن طريق شقيقة طليقها وذلك لمحاولة حل أحجية مقتل الرجل العراقيّ. وإذاً ففكرة أنّ عينيّ الطليقة، تشعان بنظرة قاتلة، لا تثير السخرية في آخر المطاف!
" ثمة دافع، أو ربما أكثر، وراء كل جريمة قتل. هذه حقيقة بديهية. قبل كل شيء، سأضع جانباً تينك العينين، أضِف إلى ذلك شبهة كون صاحبتهما قد تورطت في قتل أبيها ( أو زوج أمها لا فرق! ). والآن، يلحّ نفس السؤال عما أوحى إليّ بضرورة مواصلة تعقّب آثار المرأة المفقودة، والتي بدأ بها كل من سيامند والصديقة السويدية؟ "، كذلك كان يفكّرُ آنَ سماعه اسمه مردداً بصوتٍ عال على لسان ربة البيت.

***
انقشعت عن عينيه غلالة الماضي، المُستحضَر عنوةً، وها هوَ ينزل بحذر إلى المنزل الأرضيّ عبرَ الدرج الضيّق، المتصل مع مدخل الدهليز الغارق في العتمة. فوق هذه الدرجات، الباهتة البلاط، تهشّم يوماً فم الحفيد الأول، " أميل "، وكان سنّه بالكاد يبلغ الثلاث سنين. حصلت الواقعة قبل نحو خمسة أعوام، وكان " دلير " يومئذٍ في المقهى مع خالة الطفل ( مع مَن ستصبح لاحقاً زوجته )، حينَ تلقت هذه الخبرَ بارتياع: " عليّ الذهاب فوراً للبيت. يا ويل والدتي من غضبة أمه، حينَ تعلم بالأمر! "، قالتها فيما كانت تضع جهاز الموبايل في حقيبتها وتهمّ بالنهوض.
وراء تلك الذكرى، انزلقت في رشاقة وخفة، الكنّةُ الأشبه بطفلة. إنها امرأة " لوحا "؛ البكر المذكّر لسيّدة الدار، وكنا علمنا أنه موظفٌ صغير. وعادةً يأكل وحيداً في حجرته، إلا أنه أجبرَ الآنَ على مخالفة المألوف بسبب وجود أخيه الكبير على مائدة الغداء. هذا الأخير، لاحَ منتعشاً فيما البخار الخفيف، المتصاعد من الدجاج المشويّ، يلفح أنفه بأريج التوابل وسواها من المطيّبات. ولقد هتفَ في حيوية، حالما دلفَ صهره إلى أرضية الصالة: " أينَ غبتَ، يا صاحبي؟ بين الكتب، هاه؟ ". ثم أتبعَ كلامه بقهقهة عالية، جعلت المرحَ يشيع حتى في ملامح أخيه، الدائبة التجهّم.

***
على مشارف الغروب، عادَ في سيارة ابن حميه إلى المنزل. وكان " دلير " في حالة كآبة، شبيهة بما جدّت معه صباحاً لما غادر محل الحلاق. هنا أيضاً، عمدَ قريبه إلى التخفيف من همّه. وكان قد قال له عقبَ الابتعاد عن الفيللا: " الشاب صاحب الكشك، وعدنا بأنه سيتدبّر أمرَ معرفة عنوان الابن البكر للأسرة ". ولكنه في خلال الطريق، هتفَ على حين غرّة: " أنتَ قلتَ أنّ صهرَهم كَاوري، أليسَ كذلك؟ فلِمَ لا تسأل عديلك عنه، فلعله يعرفه بشكل ما؟ "
" بلى، سأحاول الاتصال معه في الغد "، ردّ الآخرُ بينما الوجوم ما ينفكّ مستبداً بسحنته. وكانا كلاهما لا يكادان يطيقان ذلك الرجل " الكَاوري "؛ ولكلّ سببه الخاص، الوجيه.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 4
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 3
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 2
- شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 1
- شيرين وفرهاد: الفصل الأول 5
- شيرين وفرهاد: الفصل الأول 4
- شيرين وفرهاد: الفصل الأول 3
- شيرين وفرهاد: الفصل الأول 2
- جزيرة مهجورة
- شيرين وفرهاد: الفصل الأول 1
- زين وآلان: الفصل السابع 5
- شجرتان وأسطورة صغيرة
- زين وآلان: الفصل السابع 4
- زين وآلان: الفصل السابع 3
- أُضحِيّة
- زين وآلان: الفصل السابع 2
- زين وآلان: الفصل السابع 1
- زين وآلان: الفصل السادس 5
- زين وآلان: الفصل السادس 4
- زين وآلان: الفصل السادس 3


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - شيرين وفرهاد: الفصل الثاني 5