أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - انهيار التعليم في العراق















المزيد.....



انهيار التعليم في العراق


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انهيار التعليم في العراق.
فصل من كتاب (الطريق إلى الناصرية) يصدر قريبا.
للاطلاع على بقية الفصول يرجى زيارة الموقع الشخصي على الرابط التالي
https://tarikharbi.wordpress.com/
انفردت حضارات العراق على مر العصور بإيلاء التعليم أهمية خاصة،
ولم يحفظ ماضي العراق شيء مثل المدرسة، فإذا تقوضت أركان التعليم تقوضت معه أركان الدولة، فقوتها مستمدة من قوة التعليم ومكانته، والعكس صحيح.

ارتبط التعليم في بلاد الرافدين بفترة الاستيطان المدني في أواسط الألف الرابع قبل الميلاد، متزامناً مع اختراع الكتابة المسمارية في الوركاء بحدود سنة 3200 ق.م، كما ارتبطت المدرسة بالمعبد لأن اللغة ابتكرت لتسجيل وارداته الاقتصادية، وامتزجت الثقافة العامة بثقافة المعبد قبل بلوغ العصور التاريخية، التي انتشرت انتشاراً واسعاً في أنحاء العالم القديم، فحفظت اللغة ثقافة المجتمع وتراثه وملاحم أبطاله ووجدانيات أفراده.

كانت المدرسة في اللغة الآكادية تسمى (أيدوبا) وتعني بيت الألواح، ومديرها (أوميا) أي الخبير أو أب المدرسة، والتلميذ ابن المدرسة والمعلم الأخ الكبير وكان موقراً، وعدت مرتبته الاجتماعية أعلى من مرتبة الكاهن والضابط، والمتخرج يدعى ابن المدرسة في الأيام الماضية. يكتب المعلم الألواح الجديدة فينسخها الطلبة ويقوم هو بفحصها وتدقيقها، وبعد ذلك يصغي إليهم وهم يرددون الدرس عن ظهر قلب، وتشير المصادر التاريخية إلى أن عدد الإناث كان أقل بكثير من عدد الذكور، والتعليم مخصوصاً للأغنياء دون الفقراء إلى حد ما.

كان اختراع العبقرية العراقية للغة المسمارية وما تلاها من لغات آكادية وبابلية، بالغ الأثر على علاقات بلاد الرافدين مع بقية الحضارات، وما نقل نظام الكتابة المسمارية إلى سوريا وإيران وآسيا الصغرى، مع نمو التجارة والتوسع الإمبراطوري، إلا شاهداً على قوة ومنعة البلاد.

وعنيت الحضارة العربية والإسلامية و- كان العراق قلبها النابض - في العصور الوسطى، بتدريس القرآن في الجوامع تفسيراً وتأويلاً، وكان مكان درس الحلقات الدينية والعلمية في الجوامع أو في دور الخلفاء، لكن مع مرور الزمن وازدياد عدد السكان أصبحت الحاجة ملحة إلى تأمين الدراسة في أماكن أوسع، حتى إذا حل القرن الرابع الهجري بما شهده من تقدم حضاري وانفتاح على الأمم الأخرى وغيرها (بدأت فكرة المدرسة تتبلور وذلك بظهور دور مخصصة للتدريس فيها مساكن للغرباء، وقفت لها الاوقاف وجعلت فيها خزانات الكتب ودرست فيها علوم مختلفة، وهكذا كانت المدارس مرحلة متقدمة من سلسلة التطورات التي مرت بها حركة التعليم. (1)

وخلال الاحتلال العثماني للعراق الذي استمر حوالي أربعة قرون 1532- 1918، لم تسمح الإدارة العثمانية بأية محاولة اصلاحية في ميدان التعليم حتى مطلع القرن العشرين، وكانت سياستها تعتمد العثمنة والتتريك والاكثار من الكتاتيب، وما يؤسف له أن جهود رجال الدين العراقيين نجحت حينذاك، في عزل الإناث عن الذكور وعدم ارسالهن إلى المدارس!

أما المدارس الأهلية للمسلمين وغير المسلمين، فقد وضعت أمامها العديد من العراقيل لتأسيسها، واشترطت الموافقة الرسمية للسلطان العثماني! (2)

لكن العثمانيين كما ذكرنا أولوا اهتماماً في التعليم في مطلع القرن العشرين، فقد تمت التأسيسات الأولى للمدارس العراقية على يد الوالي العثماني مدحت باشا ببناء أربع مدارس هي (المدرسة الرشدية المدنية، والمدرسة الرشدية العسكرية، والمدرسة الإعدادية العسكرية، ومدرسة الفنون والصنائع) ولما انتدب فيصل الأول ملكاً على العراق سنة 1921 ، اصطحب معه ساطع الحصري فعينه وزيراً للمعارف ثم مديراً للآثار، ونقل الاستعمار البريطاني تجربة التعليم المصرية إلى العراق واستقدم منها المعلمين، كذلك من سوريا لمواجهة النقص الحاصل في عدد المعلمين العراقيين، وكان التعليم الذي وضع أسسه الأولى الحصري وهو أحد ابرز مؤسسي الفكر القومي العربي، يؤكد على المبادىء القومية والاتحاد بين الدول العربية، ولم تكن المناهج الدراسية تشير إلى الدين أو الطائفة وبقي المجتمع العراقي متماسكاً، رغم ما اعتوره من مشكلات، والتعليم ممتازاً عبر سلسلة من الاصلاحات التربوية، بقي فيها المعلمون محوريين في العملية التربوية، وكان المجتمع والمدرسة يتجوهران في بنية تكاملية واحدة، وتبلور في العراق نظام تعليمي راقي وانتشرت المدارس في القرى والأرياف العراقية.

بدأ تحديث نظام التعليم في العراق خلال فترة تشكيل الدولة سنة 1921 (إن التعليم الحديث في العراق قد استند في عهد الاحتلال البريطاني على النظام التعليمي العثماني ونظام التعليم في مصر، بما للفكر الفرنسي من تأثير في كلا النظامين، يضاف إلى ذلك المنهج الموضوع في الكتب التعليمية والمدرسية التي استوردت من مصر.(3)

كما حظي التعليم ابتداء من 14 تموز 1958 حتى 8 شباط الأسود في 1963 باهتمام كبير من قبل الدولة حينذاك، وحصل اقبال شديد على التعليم بعد انتقال العراق من العهد الملكي إلى الجمهوري، وخلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حقق العراق مراحل متقدمة في ميدان التعليم، أطلق مشروع محو الأمية الرائد، وعمم التعليم الإبتدائي الإلزامي، ووسع التعليم المتوسط والاعدادي والجامعي.
***
لكن بدأ انهيار التعليم في العراق منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فقد انشغل العراق في حرب ضروس ضد إيران دامت ثماني سنوات، وجه لها كل امكاناته وموارده المالية والاقتصادية، فأهمل كل مرافق الحياة وفي مقدمتها التعليم، الذي يعد أول المرتكزات في بناء الدول والمجتمعات، وبما أن المصائب لا تأتي فرادى فقد جاء الحصار سنة 1991 بعد غزو الكويت وحرب الخليج الأولى لتدمر البنى التحتية وفي مقدمتها الأبنية المدرسية، وأكمل المحتل الأمريكي في سنة 2003 انقضاضه على بنية التعليم، حينما جاء بطبقة من الحكام الفاسدين أخذوا على عاتقهم مهمة التدمير الممنهج لكل فروع التعليم، الأساسي والإبتدائي والثانوي والجامعي والعالي، وأخيراً جاء احتلال داعش لثلث مساحة العراق في سنة 2014 وما نتج عنه من تدمير أكثر من 6000 مدرسة، وما صاحب ذلك من نزوح مئات الآلاف من العراقيين وبقاء أولادهم بلا مدارس.

فاليونسكو التي وصفت التعليم في العراق بأنه الأكثر تطوراً بين الدول العربية خلال ثمانينيات القرن الماضي، عادت بعد التغيير لتقول بأن (القطاع يعاني اليوم وبعد عقدين ونصف من الحروب المتواصلة والظروف السياسية المتقلبة والوضع الأمني المستمر في التدهور، من ضعف نبيوي وخلل نوعي خطير)، فقد انتشرت فضائح تزوير الشهادات الجامعية على أوسع نطاق، حتى أصبحت شهادة الدكتوراه تباع وتشترى من الجامعات الأهلية من قبل وزراء ومسؤولين كبار تبوأوا مناصبهم بالتزوير!، ونجح التلاميذ والطلبة بالغش والواسطة، وشرعت قوانين رفع الطلبة بإضافة خمس درجات تشجيعية، وتمت إعادة الامتحانات بعد نشر فضائح سرقة أسئلة امتحانات البكالوريا سنوياً وغير ذلك كثير!

ومنذ سنة 2004 وبإشراف وزارتي التربية في المركز والإقليم، شهد قطاع التعليم إقبالاً واسعاً على التعليم لكن بلا بنى تحتية ولا استعداد إداري وفني ولوجستي، (فبلغ سنة 2013 عدد الطلبة المسجلين في المدارس في جميع المراحل الدراسية 9.5 ملايين طالباً، احتوتهم 28730 مدرسة، ويدرسهم أكثر من 550 ألف عضو هيئة تدريسية. وهذه الأرقام تؤشر على زيادة لافتة في عدد الطلاب للعام الدراسي 2004-2005 ، حيث كان عدد الطلبة المسجلين في جميع المراحل 6.5 ملايين طالب احتوتهم 20508 ويدرسهم 343614 عضو هيئة تدريسية. (4)

وليس أدل على انهيار التعليم، من أن المناهج الدراسية التي كتبتها وأشرفت عليها لجان مؤلفة من اختصاصيين بينهم حملة شهادة دكتوراه، وجدت فيها أخطاء حسابية وتاريخية وأغلاط املائية كثيرة، ويمكن رد ذلك إما إلى اللامبالاة وانعدام الرقابة، أو الفساد المستشري في وزارة التربية، لغرض إعادة طباعة الكتب في الدول المجاورة بمليارات الدنانير!

إن الأخطاء الواردة في منهج الرياضيات للصف الرابع الإبتدائي، كان عددها 187 ومنها على سبيل المثال لا الحصر
1ـ الصفحة المرقمة 51 اجابات الحل فقرة رقم 16 42000 والصحيح هو 43000.
2ـ الصفحة المرقمة 56 الخطأ في ناتج الحل 762003+ ......= 673879، لأنه أصغر من أحد أعداد الجمع.
3ـ الصفحة المرقمة 129 التمرينات فقرة 7 280، 8290 ، والأصح في اليوم الواحد تبيع تقريباً 8400 دجاجة.
4ـ الصفحة المرقمة 145 محتوى الفصل، المفردات، البسط هو العدد الذي يقع فوقه خط الكسر، والصحيح أن البسط هو العدد الذي يقع فوق خط الكسر.
***

في الناصرية خاصة والعراق عامة انتشرت على نطاق واسع ظاهرة التسرب من المدارس وهروب التلاميذ والطلبة منها، ومن أسباب ذلك إما الملل وانعدام الرقابة وخروج الطلبة إلى سوق العمل، أو صعوبة التعلم والإعاقات النفسية والجسمية، أو المعاملة السيئة التي يتعرض لها الطلبة، أو نتيجة للعمليات العسكرية التي جرت في نينوى والأنبار وصلاح الدين بعد احتلال داعش لها سنة 2014، وهدم أكثر من 6 آلاف مدرسة وبروز مشكلة النزوح الداخلية.

كان وما يزال تأثير الفقر بمستوياته الثلاث النسبي والمطلق والمدقع بالغاً على التعليم، وتسرب التلاميذ والطلبة من المدارس والجامعات، ولا شيء في الناصرية يفطر القلب مثل أحوال باعة أكياس النايلون الأطفال في سوق الخضار لإعالة عوائلهم!، هم في عمر الورود تسربوا من المدارس أسمال رثة متسخة تستر أجسامهم النحيلة، وناءت ظهورهم بما حملت من جبال المآسي العراقية، وكان بينهم من يجيد الغناء الحزين ويتقن أطواره الجنوبية التي تقبض النفس، خلال استراحتهم القصيرة بين أسمال سوق هرج، وعد رزقهم من أرباع الدنانير الممزقة المتسخة مثل أسمالهم! قلت لعدد منهم إن حقهم الطبيعي ومكانهم هي المدرسة لا السوق، فقالوا لو أن الحكومة خصصت مرتبات ضمان اجتماعي لعيش عوائلنا الكبيرة بكرامة، لتركنا السوق وذهبنا إلى المدرسة!، ولا يعني كدحهم في سوق العمل في مرحلة مبكرة من أعمارهم، سوى أن العصابات الحاكمة في بغداد والناصرية لم تهتم بأمرهم وتشرع القوانين لحمايتهم، بعدما تجردت من كل عاطفة أبوية وضمير حي!

وإذا كانت معظم العوائل في الناصرية سعيدة بالموسم الدراسي فهي تعد أبناءها للذهاب إلى المدرسة على أحسن ما يكون، فقد يحدث أن أباً فقيراً جاهلاً يضرب ابنه ويهينه، وحينما يذهب إلى المدرسة حزيناً وكئيباً، يستقبله شاهراً عصاه معلم أو معلمة يعانيان من أمراض نفسية وعقد اجتماعية!، لا يصرفانها إلا في وجوه التلاميذ الصغار وساحة المدرسة، فيكون ذلك أحد أسباب عدم الذهاب إلى المدرسة خوفاً ورعباً!

يضاف إلى ذلك عامل انتشار الإنترنت وتيسره بثمن بسيط حتى للعوائل الفقيرة، فالسهر وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة حتى ساعات الصباح الأولى، جعل الكثير من الطلبة ولا سيما المراهقين ينامون في النهار، ولا يذهبوا إلى المدارس ومنهم من يؤجلون إلى السنة الثانية وهكذا!

وما يشيب له المعلمون في محافظة ذي قار، هو ازدحام التلاميذ والطلبة في صفوف الدوام الثلاثي ناهيك بازدياد أعدادهم سنوياً، ثلاث مدارس الوقت المخصص لكل واحدة منها ساعتان ونصف إلى ثلاث ساعات يومياً، إن تحديد وقت الدرس ب 30 دقيقة فيما المقرر هو 45 دقيقة، ما يربك أداء المعلم ونشر مفردات التعليم، خصوصاً وأن هناك تبايناً بين الطلبة في الذكاء والقدرة على الاستيعاب!

العراق الذي كان قبلة القاصدين للتزود بالعلم والمعرفة تراجع فيه التعليم كثيراً، بعد انهيار الدولة في سنة 2003 وضعف حكومات المحاصصة الطائفية والقومية، حيث أصبحت المدرسة المعتبرة في حضارات العراق مستباحة من بعض العشائر والأفراد، لأن هذا المعلم أو تلك المعلمة لم ينجحا تلميذاً أو طالباً. يُكتب على سياج المدرسة العبارة المشؤومة (مطلوب عشائرياً!) مثلما يكتب على صالونات الحلاقة ومحلات تسجيل الأغاني والموسيقى ليتم الهجوم عليها لاحقاً، وقد يهان المدير في باحة المدرسة ويضرب المعلم أمام زملائه!، وقعت إحدى أقسى الحالات مؤخراً في محافظة الأنبار، حيث قام أب لأحد الطلاب وهو عسكري برتبة ملازم أول، بجلد معلم اللغة الإنجليزية في المدرسة لأنه لم يساعد ابنه في الامتحانات!

ولا شك أن انعدام ملاعب الطفولة والمساحات الخضراء بين المجمعات السكنية يؤثر كثيراً على نفسية التلاميذ والطلبة، وحينما يذهبون في الصيف إلى مدارسهم بين تلال من النفايات والأوساخ والقاذورات والعواصف الترابية، يخيل إلي أنهم ذاهبون إلى أرض سبخة أو مقبرة بدون عوائلهم!، فعدا أن ساحة المدرسة بلا حديقة ولا أراجيح، قد يكون الصف متكامل المسطبات أو بنصفها محطماً، أو انعدام وجودها ما يضطرهم إلى افتراش الأرض الوسخة!

إن جلوس أربعة منهم على مصطبة واحدة في بلد يصدر أربعة مليون برميل نفط يومياً، وجعل المعلم يعبر عن عدم قدرته على السيطرة على 70 طالباً بإعطاء الدرس كيفما اتفق، هو العنوان الأوسع ليس لانهيار التعليم حسب، بل لقدر أجيال عراقية لفها ظلام الجهل والمصير المجهول!

تجلس تلميذة على مصطبة مكسرة وأمامها طاولة ما بقي منها من عمود هيكلها الرفيع لا يحمل كتاباً، ويجلس تلميذ في صف آخر بكامل أناقته وبراءته على مصطبة مكسرة بلا عمود فيضع كتبه وأوراقه على ركبتيه! ومنهم من افترشوا البلاط انبطاحاً للكتابة أو اضطروا إلى الوقوف!

يشاهدون في الشتاء وهم يخوضون في الطرق الموحلة متوجهين إلى المدارس، لن يصلوا إليها إلا بشق الأنفس بعد تلوث ثيابهم وأحذيتهم بالوحول، ما يسبب نكسة نفسية لديهم وقرفاً من المدرسة، وفي عموم العراق يقطع الكثير منهم الشوارع والطرق يومياً إلى المدارس، بدون خطوط عبور أو إشارات ضوئية ما يعرض حياتهم للخطر!

في فصلي الصيف والشتاء يصبح الأمر أكثر سوءاً في المدارس الطينية، ومنها في العراق نحو 1000 مدرسة حسب إحصائية نشرتها وزارة التربية لسنة 2011، وتقع النسبة الأكبر منها في محافظات ذي قار والبصرة والعمارة والمثنى والقادسية والنجف، وتضم حوالي (150000) طالباً، ويخدم فيها حوالي (7000) معلمة ومعلم.

في المدارس الطينية الواقعة في ضواحي الناصرية أو المنتشرة في القرى والأرياف في محافظة ذي قار، يعاني التلاميذ والطلبة من شدة حرارة الطقس في الصيف، وشدة برودته في الشتاء القارس، فلا وسائل تدفئة، ولا حماية لهم من الطقس وتقلباته، فهبوب الرياح أو هطول الأمطار يثير فزع الطلبة والأساتذة معاً، حيث تفتقر أغلب المدارس في أرياف العراق الى الشروط الصحية اللازمة والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء.

يرجع أحد المشرفين التربويين تراجع المستوى التعليمي في المدارس الطينية إلى أسباب صحية وإدارية، حيث تنعدم ظروف الإنارة والتهوية وتوفر مياه الشرب النظيفة والمرافق الصحية الملائمة، إضافة إلى عدم ملائمة الطرق المؤدية إلى المدارس الترابية منها أو المفروشة بالحصى ولا سيما في فصل الشتاء، حيث يخوض التلاميذ في الوحول قبل الوصول إلى المدرسة.



العام الدراسي الجديد
قررت وزارة التربية أن يكون بدء العام الدراسي الجديد 2013-2014 في يوم 22 أيلول/ سبتمبر لسنة 2013، بكرت في صباح ذلك اليوم لأكتشف المدينة التي لاشك ستكون أكثر بهجة، مع التلاميذ والطلبة رافلين بزيهم الموحد ذاهبين إلى المدارس جذلين في اليوم الأول، تتبعهم أمهاتهم وآباؤهم مثل الطيور التي تعلم صغارها الدروس الأولى في الطيران، مررت قرب مدرسة آمنة للبنات وهي من المدارس القديمة الواقعة في الطرف الشرقي من الناصرية، وسمعت التلميذات وراء السياج يرددن بصوت واحد نشيد موطني فاقشعر جسمي، جلست في مقهى قريبة أصغي إلى النشيد واستغرق في كلماته ولحنه، وألمح من بعيد عشرات الأمهات يتطلعن إلى بناتهن خلل أسياخ الباب الحديدية لأن السياج كان عالياً نوعاً ما، فيما الكلاب السائبة والقطط تعبث في أحد أركان المدرسة بتل من النفايات انتشرت يميناً وشمالاً!، وتعتبر آمنة من مدارس البنات النموذجية التي خرجت الكثير من الطبيبات والمهندسات والكوادر الوسطى، وتأسفت كثيراً لما آلت إليه أحوال المدرسة حيث تنتشر حول السياج المهدم الأقذار والنفايات، وبدا بابه الرئيس باب سجن أكثر منه باب مدرسة ابتدائية!

ـ مدرستي
ولم تكن مدرستي قرطبة حينما زرتها مع صديق يدرّس فيها أحسن حالاً من مدرسة آمنة، استبدل اسمها بأسم رجل دين محلي واتخذت خلال أحداث الانتفاضة سجناً للبعثيين ممن قاوموا رجال الانتفاضة فأسروهم، أو ممن كانوا مجرمين وكتبوا التقارير أو أعدموا الهاربين من جبهات القتال في الحرب الهمجية ضد إيران، كانت باحة المدرسة أفضل من سياجها فالتقطت صوراً وتذكرت سنوات الطفولة الجميلة، متجولاً في ساحاتها وأركانها ناظراً إلى صفوفها المصبوغة بلون وردي!

استعرضت وجوه المعلمين واحداً تلو الآخر في الاصطفاف الصباحي ورفع العلم وقراءة النشيد، ومرور المعلمين بين صفوفنا للكشف عن نظافة أيدينا وقص أظافرنا، وجه المدير الطيب الذي سيكون مصيره بعد بضعة عقود في سجن أبي غريب الرهيب باستيل العراق، بعد اتهامه بالانتماء إلى حزب الدعوة المحظور، ساحة كرة القدم التي يلعب فيها الأطفال إلا عدد قليل منهم وأنا واحد منهم، أحضر ورقة وقلماً وأكتب قصيدة، أو أخربش رسمة نخلة وبيت وسيارة!

وغالباً ما يجلسني معلم اللغة الأنكليزية الأنيق الراحل كوكب الأسدي على المصطبة الأولى، وحينما يكل الزملاء عن الإجابة يؤشر لي بأصبعه مقصوص الأظافر ممتلئاً بالعافية، فأقوم إلى السبورة وأكتب فعلاً ما أو جملة مضبوطة قواعدياً، وحينما ينسى شيئاً ما لم يجلبه من بيته القريب يرسلني لإحضاره، وكان معلم الفنية المرحوم قاسم دراج وهو مثقف يساري، يميزني عن التلاميذ ويرسلني إلى بيته القريب إذا نسي شيئاً ما أيضاً، وسوف يقتل دراج في إحدى جبهات الحرب المذكورة، وكان سيق إليها بالإكراه مع اللآلاف من المعلمين والمدرسين.

ومر أمام ناظري فراشو المدرسة وهم ينظفون بسعف النخيل الساحة والصفوف من الأوراق وغبار الطباشير، ثم خطر المعلم الأول بنظارتيه السميكتين!

المعلم الأول

في صباح شتائي سنة 1963 اصطحبني عمي شاعر الأغنية العراقية، المرحوم زامل سعيد الفتاح وسلمني ليد المعلم الأول الأستاذ هاشم خضير البناء، فسجلني طالباً في مدرسة قرطبة الإبتدائية للبنين تأسست سنة 1961، وفيما كان وجه الشاعر بشوشاً مورداً وهو يفتح لي في الطريق إلى المدرسة آفاق الحرف الأول، كان وجه المعلم الأول بريئاً حنوناً يطفح بمحبة أطفال مدينته ويحرص على تعليمهم، ويسعد أحياناً أن يحملهم أحر التحيات لمن يعرف من آبائهم!


طقس بارد وحرس قومي وبدلات كاكية اللون وبنادق (نص أخمص) دوريات راجلة ومسيّرة في الشوارع وأجواء دراماتيكية وسياسية مشحونة، تلك هي صور الناصرية الأولى التي انطبعت في ذاكرة الطفل الذي كنته قبل أن تتلاشى منها كل الألوان، عدا ألوان الفقر والحاجة في بلد النفط وبيادر الحنطة والشعير، وكان المعلم الأول الذي طبع على قلبي أولى معاني الحب والتفاني يسمو في نفسي، ومنذ ذلك اليوم مازال يداخلني شعور دائم أشبه مايكون بالحيرة في الطريقة التي يمكن بها للإنسان أن يرد الجميل لمعلم أول الحرف وأبجدية الحياة.




كان المعلم الأول راعياً لأول مسرحية اشاهدها في باحة المدرسة عن فلسطين، التي ابتلى بمصيرها العراقيون عبر موشور الفكر القومي العفلقي البسماركي، ذات خريف جلس في الصف الأمامي قريباً من حانوت المدرسة ناظراً بإعجاب نحو تلاميذه الصغار وهم يؤدون أدوارهم باتقان، ولم يكن مثل المهندس الصغير في قصيدة الراحل باقر سماكه (أصفها فتنتظم ثم جميعا تنهدم!) باقر سماكه بل كان ينظم صفوفنا خلال نهاية الدوام وفترة تناول إبر اللقاح ضد الأمراض المعدية، فنشمر عن الأذرع تحت الشمس في طوابير منتظمة تنتهي مقدمتها بين أيدي المضمدين الطيبين وبإشراف المعلمين كل على صفه، وفي الفعاليات الكشفية (وما للمعلم الأول من مآثر في تأريخ الناصرية الرياضي حتى توج بمنصب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية فرع ذي قار) ..كان يتقدمنا بملابس الكشافة إلى ملعب الإدارة المحلية في ظاهر الناصرية، حيث تتجمع الفرق المدرسية وينعقد مهرجان سنوي في الربيع، تتصاعد فيه حمى التنافس الرياضي في ألعاب القوى تحت خفقات أعلام المدارس الملونة وصداح الموسيقى.

وإذا كانت العائلة العراقية في الغالب لا تخلو من السياسي فهنالك الشيوعي والبعثي والقومي والإسلامي والمستقل والمتمرد، فإن المعلمين في مدرسة قرطبة وحدهم الخطاب التربوي لكن قسمتهم الأحزاب السياسية، كان معلم الرسم في الصف الأول هو الأستاذ معاذ عبد الرحيم القومي الذي سيتزوج احدى خالاتي ويذهب إلى بغداد بعد 1963 ليتبوأ مناصب رفيعة في الحكومة، وهنالك المعلم الطيب الساخر الراحل عبد الحسين حواله، والطيبون المعلمون موفق ونوري معلما الرياضة، وقاسم دراج المعلم اليساري أحد ضحايا الحرب العبثية، وكوكب الأسدي وصالح عبد الأئمة وإبراهيم وعبد علي وجمال الكاتب وغيرهم منتمين وغير المنتمين، وكانت قرطبة يجري فيها الدوام خلال فترة الاضطرابات سنة 1963 فتتأثر بها ويتناقش المعلمون وهكذا كانت الأشياء تتداعى في السياسة والحياة اليومية.

وكان من حسن حظ الناصرية أن تربينا فيها تحت عناية ورعاية مربينا الأفاضل ولم تكن مدرسة قرطبة نموذجية مثل الهدى والمركزية حيث يتعلم أبناء المتصرف والذوات والموظفين، لكن بفضل معلميها ومعلمها الأول الذي سيصبح مديرها فيما بعد، فكانت قرطبة بين المدارس الأولى سواء في نسب النجاح السنوية في البكالوريا، أم في الفعاليات الرياضية والكشفية والمعارض العلمية والفنية وغيرها.

كان المعلم الأول يقف في الإصطفاف الصباحي مثل إله سومري حاد النظر لماحاً، يتطلع من وراء نظارتيه السميكتين إلى معلم الرياضة وهو يجري التمارين الرياضية (السويدية) فنقلده، ثم يقف صديقي الشهيد في الحرب العراقية العبثية المذكورة فيصل يوسف الذي سيمثل معي في المدرسة المتوسطة مسرحية (ثورة الموتى) للكاتب الأمريكي أروين شو من إخراج الأستاذ الراحل كاظم العبودي، يلقي فيصل نشيداً في ساحة المدرسة محيياً العلم تحية عسكرية، بعدما يتراجع إلى الوراء ثلاث خطوات ليتقدم مرة أخرى إجلالاً له، قبل أن يفكه من السارية ويرفعه وترفعه معه نظرات المعلم الأول وبقية المعلمين، فيما تنشد الصفوف من الأولى إلى السادسة قصيدة معروف الرصافي الشهيرة : عش هكذا في علو أيها العلم... فإننا بك بعد الله نعتصم!

في موسم معونة الشتاء كانت أحذية باتا والبدلات (القوط) المبطنة بالجنفاص تفتح صناديقها في بلاط الباحة الداخلية للمدرسة، بين غرف الإدارة وقاعة المسرح والمرسم الذي شغله المعلم الفنان دراج، وكان المعلم الأول يشرف ويوزع المعونة بالتساوي على الفقراء من التلاميذ وأنا بينهم، لأن المرحوم أبي وكان بينه وبين المعلم الأول صداقة (ولد الولاية) وودهم العميق، كان عاملاً بسيطاً يسد بالكاد رمق عيشنا، كان المعلم الأول يشعر بأعمق الأسى أن يحتاج (إبن الولاية) إلى صدقات الحكومة!

في الصف الثالث الإبتدائي وقعت لي حادثة لا يمكن مقارنتها، إلا بوقوعي على رأسي في الثلوج النرويجية الصلدة بتأريخ 14/12/2008 ، فسقطت مغشياً علي وحملني مواطن نرويجي عابر بسيارته إلى مسشفى الطوارىء في أوسلو، وكنت في أحد أيام (السنة الدراسية 1965-1966) سقطت على رأسي (منطقة الصدغ الأيمن) على القاعدة الحديدية (البوري) الذي يثبت فيها عمود الشبكة الطائرة في الساحة، دخلت في غيبوبة دامت ثلاثة أيام في مستشفى الناصرية الجمهوري وحزن أهلي حزناً شديداً وصل إلى حد الجزع، وكان بكاء أمي لاينقطع ووصل الجميع إلى حافة اليأس وأبي كان حائراً بين شحة الدواء وضيق ذات اليد!، فقد اشترط عليه الطبيب خالد العاني أن يشتري الحقن الطبية باهضة الثمن وإلا فإن ولده البكر سيفارق الحياة!، لا أعرف من أين استدان المرحوم المبلغ المطلوب وجاء بالحقن على وجه السرعة، وبعد حوالي ساعة فتحت عيني وكان الوقت عصراً وأول ماوقعت عليه عيناي كان المعلم الأول ثم الطبيب وأمي وأبي وعدد من أقربائي، كان وجه المعلم حنوناً قريباً إلى نفسي وقد تفتحت أساريره ولم يكن فرحه بعودتي إلى الوعي بأقل من فرح الأبوين والطبيب من مدينة عانة، الذي احتضنته الناصرية كأنه ابنها وبقيت صورته الكبيرة بإطارها الجميل، تزين واجهة ستوديو فليح سنوات طويلة يمر عليها الناس بمحبة واحترام، وأمر عليها في الطريق المؤدي إلى السوق وأقول في نفسي بأن هذا الطبيب أنقذ حياتي!

بعد سنوات الدراسة الإبتدائية وكلما صادفت المعلم الأول في شارع الحبوبي أو غيره من شوارع الناصرية، أبتعد إلى الرصيف المقابل كما يفعل الكثير من الطلاب في زماننا عرفاناً وتعلثم لسان، أبتعد متحاشياً النظر في عينيه الطيبتين لكيلا يراني متلبساً بما لم يعلمني إياه من الحروف الأولى، التي طالما شعت في مخيلتي، فأرى في البعيد أطلال سومر حيث ترتفع ألواح طينية تمجد الحياة، ويقوم العازر من بين الأموات، والإله تموز الإبن الحق لأبسو إله المياه العذبة، معلناً ستة أشهر جديدة من الخصب والنماء وتجديد الحياة، كان المعلم الأول في حبه للعلم والتعليم سليل المعلمين السومريين الأوائل الذين علموا بني البشر أول الحرف تدويناً وتوثيقاً.

في منتصف الثمانينات خلال الحرب العراقية الايرانية المجرمة غيب المعلم الأول في سجن أبو غريب الرهيب بتهمة انتمائه إلى حزب الدعوة، وكان ضمن مجموعة من أبناء الطبقة الوسطى والفقراء في المدينة المتمردة دائماً على السلطة الجائرة، ولا أعرف أي نوع من العذاب تحمله أستاذي في السجن، وأي جلاد لايعرف قدره وفضله على أجيال خرجها من مدرسة قرطبة، بينهم الطبيب والمدرس والضابط والعالم والفنان والشاعر والتاجر، وأتمنى في يوم من الأيام أن تخرج عائلته الكريمة إلى النور أوراقاً ربما كتبها عن رحلة عذابه في السجن، أو أحاديث يجمعها الأصدقاء والأقرباء.


يقع بيت السيد راضي (أحد البيوت الدينية المعروفة) وسط مدينة الناصرية، ملاصقاً لمدرسة قرطبة وعلى مبعدة 50 متراً من تمثال الشاعر والمجاهد محمد سعيد الحبوبي، وتقع المدرسة في الطريق إلى سوق الخضار (الصفاة) وكان زميلي وصديقي المرحوم محمد حسين السيد راضي (يناوشه) أحد أشقائه من السياج الواطىء (لفة كباب) بعد الدرس الثاني أو الثالث يومياً تقريباً، ولطالما دوختني رائحة الكباب المشهية؟!، وربما مرت أم عائدة من السوق وناولت ابنها من وراء السياج تفاحة، وأب ينقد ولده عشرة فلوس وهكذا، ويتجمع الباعة في الباب يبيعون الباقلاء و(المحلبي) والمشروبات الغازية بعد انتهاء الدوام، وفي انتفاضة آذار الخالدة 1991 أصبح بيت السيد راضي مقراً لقيادة الانتفاضة، فيما أصبحت مدرسة قرطبة جواره سجناً كما ذكرنا ألقي فيه عدد من البعثيين وعسكريين من القاعدة الجوية وغيرهم ممن اشتبه فيهم وأطلق سراحهم فيما بعد.

أعربت خلال إحدى المقابلات الصحفية عن رغبة عارمة في تقبيل سياج قرطبة، وصفوفها وأبوابها وقبل ذلك وجوه المعلمين جميعاً، وأسألهم عن أحوالهم وأيامهم بعد سنوات طويلة في المغترب النائي قاسي البرودة، وأعود طفلاً في الصف الأول منشداً مع الزملاء إحنه صف الأول...أحسن الصفوف... والميصدك بينه.. خل يجي ويشوف!!، فيما المعلم الأول الأستاذ والمربي الفاضل هاشم البناء الذي رحل عن دنيانا بتاريخ (23/2/2009) يمر علينا بوجهه الباسم الحنون، متصفحاً وجوهنا البريئة واحداً واحداً كأنما يستعيد فيها أيامه الماضية وطفولته البعيدة.


(1) الأعظمي، خالد خليل حمودي، المدرسة المستنصرية في بغداد، دار الحرية للطباعة، بغداد 1981، صفحة 9.
(2) وزارة التربية والتعليم الاحصاء التربوي، التقرير السنوي، 1961 1960 مطبعة العاني بغداد.
(3) د. فريال صالح عمر صحيفة المدى عدد 2/3/2014.
(4) تقرير اليونسيف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشرين أول أكتوبر 2014.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي الأرامل
- بيان حول الاعتداء السافر ضد المتظاهرين في مدينة الناصرية.
- عقيل حبش .. بطل من الناصرية
- موعد في غوا (رحلة إلى العراق والهند) الفصل الأول : الناصرية ...
- موعد في غوا (رحلة إلى العراق والهند) الفصل الأول : الناصرية
- في الليل تسطع نجمتها!
- كم هو حزين هذا الصباح؟!
- مثل ام ولد غركان .. بالناصرية؟!
- يكون غدا أثرا
- 9 هلالية!
- مقطع من القصيدة النرويجية
- استمارة الصافي مرفوضة وسنقوم بتوكيل محامين دوليين!
- دعوة إلى محافظ ذي قار الجديد التنازل عن منصبه!
- قرب مكان الانفجار الثاني بالناصرية !
- هوامش حول حرية التعبير في العراق
- الأستاذ الجامعي السعودي سعد الدريهم .. إبن أي شارع أنت؟!!
- مقهى عزران وشاعر المدينة .. فصلان من كتاب (الناصرية .. شخصيا ...
- علم الغربية .. باطل!
- حول طبخة الحكومة العراقية الجديدة في طهران !
- رمان ياقلعاوي!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - انهيار التعليم في العراق