أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5














المزيد.....

ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
9. المرتبة الأولى (مرتبة التنزيه أو الإيمان العقلي المحض):
أصحاب هذه المرتبة سعوا ليكونوا عقليين إلى أقصى حد ممكن، مع إقرارهم بالقصور عن بلوغ المرتبة المطلقة، لأن المطلق عندهم هو الله وحده، باعتبار أن النسبية كمنهج فكري ملازمة للتنزيهية والعقلية، ومن هنا نزّهوه سبحانه عما نسبت إليه الأديان، وعدّوا العقل وحده، أي العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي هو المرجع في فهم عقيدة الإيمان التنزيهية. وحيث بيّنّا أن المنزهين هم الآخرون مراتب متفاوتة، يبقى أعلاهم مرتبة التفكيكيون القائلون بوجوب التفكيك، ليس من حيث الوجوب الفلسفي المجرد، بل الوجوب الواقعي على ضوء واقع الأديان غير المنزِّهة لله حق تنزيهه، أو لا أقل على نحو الاحتمال الراجح أو ما يسمى بالظن المتاخم أي المقارب لليقين، فكانوا أعلى كل تلك الفرق مرتبة في تنزيه الله، إذ نزهوه عن كل مقولات الأديان التي لا تنسجم مع ضرورات العقل ومبدأ التنزيه الكامل، وإن كان كمال التنزيه هو كمال مطلق في حقيقته المجردة التي لعلها لا تُدرَك، إلا أنه كمال نسبي في إدراك العقل الإنساني في الواقع، لا العقل المجرد المفترض. فهؤلاء قد اقتربوا من التنزيه الكامل ربما بنسبة 75 إلى 99%. فالمنزهون بالدرجة العليا هذه لا يحتاجون إلى التأويل، لأنهم يستغنون أصلا عن النص الديني، وبالتالي يكون تأويل النص منتفيا بانتفاء موضوعه. وبالتالي فإنهم حسموا خيارهم باستبدالهم الإيمان الديني بالإيمان العقلي اللاديني. نعم هم لا يرفضون كل النصوص الدينية، كما إنهم لا يرفضون كل نصوص أي رؤية فلسفية لا يتطابقون معها، فيأخذون من ذا وذا، بمقدار ما يتفق مع منهجهم العقلي ومع عقيدتهم التنزيهية، أو لنقل بتعبير أدق بدلا من (يأخذون) إنهم يلتقون بنسبة ما مع كل رؤية كونية أو فلسفة أو عقيدة بمقدار ما يلتقون معها، ليس بالضرورة اقتباسا، بل اقتناعا ذاتيا في ضوء قواعد العقل. وعندما نقول إنهم لا يرفضون كل النصوص الدينية، فإنهم في نفس الوقت يرفضون نسبة هذه النصوص إلى الله، بل يعتبرون النصوص الدينية نتاجا بشريا، وكأي نتاج بشري فهو يتضمن على نسبة من الصواب وأخرى من الخطأ. وهؤلاء يعتقدون أن الملحدين العقلانيين والإنسانيين هم إلهيون - وإن أنكروا الله - أكثر من الإلهيين غير المنزهين له سبحانه، أو المنزهين غير الإنسانيين.
هذه باختصار عقيدة التنزيه التي كانت الولادة الأخيرة بعد مخاضات العقلية التأويلية، ثم العقلية التأويلية المقترنة بالظنية، ثم التفكيكية الاحتمالية، ثم التفكيكية الجزمية، أي التنزيهية.
ويبقى الإلحاد بين هذه المراتب من غير شك أرقى مرتبة من المراتب الخرافية التاسعة والثامنة والسابعة والسادسة، بل أرقى من المرتبة الخامسة، بل ربما أرقى من كل المراتب الدينية، لأن الإلحاد ينزه الله أكثر من أتباع تلك المراتب، ولو بنفي النقص عنه بنفيه سبحانه، جل وتنزه وتعالى عن وصف الدينيين وإنكار اللاإلهيين. فهو لا ينسب تشريعا ولا أي عقيدة بشرية إلى الله، أو إلى المطلق، أيا كان اسمه.
كتبت لأول مرة في 31/08/2008 | ثم روجعت في 04/10/2008 | ثم في 27/04/2011 | ثم في 10/11/2018.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 4/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 3/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 2/5
- ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 1/5
- عقيدة التنزيه ومراتب التنزيه في الأديان
- لاهوت التنزيه العقيدة الثالثة
- هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 5/5
- هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 4/5
- هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 3/5
- هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 2/5
- هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 1/5
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 20/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 19/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 18/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 17/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 16/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 15/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 14/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 13/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 12/20


المزيد.....




- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا
- آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وسط قيود ...
- جولي دهقاني في بلا قيود: لدينا أفراد في الكنيسة لا يقبلون سل ...
- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ملامح ومراتب عقيدة التنزيه 5/5