أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 13/20














المزيد.....

وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 13/20


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 12:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبالنتيجة وكخلاصة للبحث، أقول إذا ما رجعنا إلى السؤال المطروح في العنوان «أيُّهُما في الدّين حاكِمٌ على الآخر: وَحْيُ السَّماء، أم عَقلُ وَضَميرُ الإنسان؟» لا بد من القول:
حيث لا يتأتى لكل إنسان على كوكبنا هذا، وفي عصرنا هذا، أن يؤمن بصدق رسل الله الخارجيين من البشر المرسَلين، لاسيما كونهم غير معاصرين لنا، ولكن يتأتى بكل تأكيد لكل إنسان عاقل وواع أن يُصدِّق رسول الله المرسَل إليه بشكل خاص وشخصيا من داخله، أي من لدن عقله وضميره، أو الفطرة الإنسانية التي فطره الله عليها، فعقله هو الهيئة التشريعية التي تُشرِّع له دستور الحياة، وضميره هو المحكمة الدستورية العليا التي تراقب مدى انسجام الأجهزة التنفيذية مع المبادئ الأساسية لهذا الدستور. فبالعقل والضمير يؤمن الإنسان، وعقلَه وضميرَه هاذين يُحكّمهما على مدى صدق الرسول الخارجي غير المعاصر. فقول القرآن: «إنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابئينَ مَن آمَنَ بالله وَاليَومِ الآخرِ وَعَملَ صالحا فَلَهُم أجرُهُم عِندَ رَبِّهم وَلا خَوفٌ عَلَيهم وَلا هُم يَحزَنونَ»، وفي آية أخرى «إنَّ الَّذينَ آمَنو والَّذينَ هادو وَالصّابئونَ [الصحيح الصابئين] والنَّصارى مَن آمَنَ بالله واليَومِ الآخرِ وعَملَ صالِحًا فَلا خَوفٌ عَلَيهم وَلا هُم يَحزَنونَ»، يجعل العقل الفلسفي مُوصلا إلى الإيمان بالله كحقيقة فلسفية، وباليوم الآخر أو الحياة الثانية، أيضا كحقيقة فلسفية، لأن عدم وجود الحياة الثانية وضياع حقوق كل من ضاعت حقوقه عبر التاريخ الإنساني، بدون تعويض لهم في هذه الحياة، وعدم تدخل الخالق لتغيير هذا الواقع، يعني بالضرورة قبول الله بالظلم، وبالتالي اتصافه هو بالظلم، سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن ذلك، وليحدد العقل للإنسان الخير من الشر، ويجعل ضميره رقيبا عليه، ليسير في خط العمل الصالح الخيِّر الإنساني، ويجتنب السير في خط العمل السيئ الشرّير غير الإنساني. وبالتالي فكل دين وكل مذهب وكل اجتهاد وكل استنباط وكل مدرسة فكرية وكل إيديولوجيا لا تنسجم مع ضرورات العقل الفلسفي أو العقل الأخلاقي المُحَسِّن والمُقَبِّح للسلوك، أو غير منسجمة مع الضمير الإنساني، الرقيب على إنسانية الإنسان، لا يمكن أن يكون دينا أو مذهبا أو اجتهادا أو استنباطا مقبولا، أو مدرسة فكرية أو إيديولوجيا مَرضيّة. وإذا كان للإسلام فهمان، فإني - أنا النوعي لا الشخصي كما يُعبَّر -، كنت أدين - يوم كنت مسلما ظنيا عقليا تأويليا - بإسلام العقل والعقلانية والإنسانية والاعتدال والمحبة والسلام، وأدعو إليه، وأكفر بإسلام الخرافة واللاعقلانية والتطرف والعنف والتباغض والاحتراب. وعلى ذكر الآيتين آنفا، أصبحت، بعدما تحولت إلى الإيمان العقلي اللاديني، أقول «إنَّ مَن عَملَ صالِحًا، سَواءٌ آمَنَ أَو لَم يُؤمِن، فَلَهُم أجرُهُم عِندَ رَبِّهم وَلا خَوفٌ عَلَيهم وَلا هُم يَحزَنونَ».



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 12/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 11/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 10/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 9/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 8/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 7/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 6/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 5/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 4/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 3/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 2/20
- وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 1/20
- العدل الإلهي والجبر والاختيار
- النبوة كطريقة مفترضة للتبليغ
- الدين والممتنعات العقلية
- الدين والممكنات العقلية
- هل الدين مع وجود الله واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 5/5
- هل الدين مع وجود الله واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 4/5
- هل الدين مع وجود الله واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 3
- هل الدين مع وجود الله واجب أم ممكن أم ممتنع؟ 2


المزيد.....




- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - وحي السماء أم عقل وضمير الإنسان 13/20