أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الرسام - يوميات أبو جبار - عساهة أبختة














المزيد.....

يوميات أبو جبار - عساهة أبختة


سمير الرسام

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 17:09
المحور: كتابات ساخرة
    


في بعض الاحيان وأنا اتجول في مدينتي السويدية الصغيرة، انتقل بكل ما بي من شوق الى ( الثورة ) التي قضيت بها شطر من طفولتي. تلك المدينة الشعبية التي انتجت ولا زالت كوكبة ممن رفعوا اسم العراق عالياً سواء بالمحافل الفنية او الرياضية او الاجتماعية او الاقتصادية . . . الخ.
في بداية الثمانينيات كانت هذه المدينة تعاني الامرين من غياب ابسط البنى التحتية، فالكهرباء كانت تنقطع بسبب حرارة الشمس، وهطول الامطار!! لكننا كاطفال كنا سعداء بكل شيء!! نعم كنا سعداء، أخوتي كانوا سعداء مع هواياتهم، وانا سعيد بتنقلي من كتاب الى اخر تاركاً ما يلعبه الاطفال في فترة طفولتي . . البلبل حاح، كرة القدم، الغميضان، لعبة قف، الطيارات . . الخ من الالعاب التي كانت تنمي خيال الطفل انذاك.
كنا نسكن في قطاع 56 . . الشارع العريض الذي يقابل قطاع 17 . . هذا الشارع كان يقسمه ساقية كبيرة جداً، تم حفرها خصيصاً لتصريف مياه الصرف الصحي! نعم، لم يكن في منطقتنا مجاري صرف صحي وقتها! نعم لم يكن الشارع معبد، ولا نرى الرصيف الا في الشارع الرئيسي الذي اصبح فيما بعد شارع حيوي وفيه استدارة كبيرة تتوسطه جدارية كبيرة ( للقائد الضرورة )! فتحول كل شيء في هذه المدينة - بعصا سحرية - الى أخضر! نعم لقد تم تعبيد الشارع وقبلها المجاري وتم تشجير الجزرة الوسطية بعد ردم الساقية التي اختفت تحت معاول ومساحي عمال من ( بلد شرق اوسطي )!
تحولت معالم المدينة كما تحول اسمها! من مدينة الثورة الى مدينة صدام!!!
صدااااام!!! أي صدام . .
زار المدينة يوماً وبعدها باسبوع تقريباً صار ابناء المدينة يهتفون ( سمينة مدينتنة بأسم صدام )!! فصارت مدينة صدام. السؤال هنا: هل تغير ابناء مدينة الثورة بعد ان تغيرت معالم المدينة بالاضافة الى اسمها؟!
الجواب بسيط لمن يعرف التاريخ الذي حصل به هذا الامر ولماذا؟ّّ لماذا مدينة الثورة بالذات؟!! ولماذا تم تسليط الضوء على ترفيه عوائل هذه المدينة الذي جعل موظفي شركة الاتصالات يطرقون الابواب لكي تستلم كل عائلة خط هاتف ارضي مع جهاز تليفون ب ( 15 دينار فقط )!! في وقتها لم يرن هاتفنا لمدة شهرين لاننا لا نملك عائلة لديها هاتف!!!
ولاننا لازلنا في الاجابة عن التساؤل حول سبب التركيز على هذه المدينة ( ذو الكثافة السكانية ) فالجواب هو ( الحرب ) التي صار وقودها خيرة شبابنا، ولان صدام اصبح بهذا ( الوقود البشري ) حامي البوابة الشرقية وفارس الامة، لتتغزل باسمه كل الحناجر من مطربين وشعراء ومداحين.
وعدنا ( باني مجد العراق العظيم ) بأن الحرب مع ( الفرس المجوس ) ستطول أشهر!! -- ليش؟!! شعجب ؟!!
-- ولك مو كل امة محمد وعيسى وموسى اتحالفت وية صدام ضد ايران!!
- ودول الجوار هم وية صدام؟!!
-- أصديم كلهة صارت وياه!! بس!!
- بس شنو؟!!
-- بس سورية حافظ الاسد، وليبيا القذافي ما كانوا وية صدام!!
- ليش؟!! شعجب؟!! نفس حزب البعث!!
-- ههههه ليشاتك كثرن!!! ومن يكثرن يعني راح تفكر!! ومن تفكر، هشششششششش!! دير بالك على نفسك يمعود هششششششش لا تفكر !! كتلك لا تفكر . . لان قبلك فكروا وانسجنوا . . لان قبلك فكروا وانعدموا . . لان قبلك فكروا وووو.
-- ليش هوة اكو شي اكثر من الاعدام؟!!
- اي . . جيرانك يفرهدون بيتك وانتة وكل عائلتك يذبوك على الحدود!! ويكلولك روح للخميني يلفيك!!
-- ليش . . هوة عراقي لو مو عراقي!!؟
- عراقي من اب وجد . . بس هية هيج!! اسجن واعدم وهجر!! حتى تخلي الناس تسولف بيك!! تهابك!! تخاف منك . . .هشششششششششش الحيطان ألهة اذان يمعود . . دير بالك ترفع صوتك!! صدام دكتااااااااتور!!
-- بس هواي شغلات عمرهة بالعراق . . سوة جسور وعمارات وسوة للناس هيبة!!
- هاي انتة شبيك . . مطي . . اكلك سجون واعدامات وتهجير يكلي جسور . . أشبنة يمعود؟!! اهم شي كان لازم يبني هوة الانسان!! هوة بالعكس . . شال عقل الانسان العراقي وركب بدالة آلة حمارية!! تحمل شعار الله الوطن القائد . . تتذكر القرار اللي انطاه صدام من سوة الحملة الايمانية؟!! ما تتذكر . . اكيد ما تتذكر لانك غبي . . تتذكر بس شارع وجسر وناسي البشر !!
- يا قرار يمعود؟!!
-- انطة قرار كل واحد يسب الله عز وجل ينسجن ثلاثة اشهر او يدفع غرامة!!!!!
- واللي يسب صدام؟!!!
هششششششششش ينعدم يمعود . . كتلك احجي بصوت ناصي . . الحيطان الهة اذان.



#سمير_الرسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لمشاهدة الفيلم الوثائقي موطني - الموسيقى العسكرية العرا ...
- النشيد الوطني العراقي - موطني بحلته الجديدة
- الصنارة - قصة قصيرة
- الكرسي – قصة قصيرة
- من مذكرات طفل عراقي
- قمر ليس للموت . . باللغة الفرنسية للشاعر العراقي حسن رحيم ال ...
- أيدني الدكتور حسين الأنصاري.. وسرقني الدكتور لميس كاظم
- تجربتي في الفلم الوثائقي
- كيف غير جيمس كاميرون بفلمه الثلاثي الابعاد وجه السينما ؟
- المظلة - قصة قصيرة
- بداية النهاية ام نهاية البداية ؟
- المخرج ُ العراقي سمير ُ الرسام، بين ألوان الذاكرة ..ومن باب ...
- الفلم الوثائقي (لوعة وطن) قضية اللاجئ العراقي في السويد


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير الرسام - يوميات أبو جبار - عساهة أبختة