أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - ريشة رمادية














المزيد.....

ريشة رمادية


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


ريشة رمادية تتراقص عند النافذة.
تارة تعلو تارة تهبط.سقطت من جناح طائر. في طريقه للحاق بسربه الذي تاه عنه.
والذي هو الأخر بدوره ظل طريقه.وفقد القدرة على العودة.ومن يومها لقب بالمهاجر
مهاجر في كل المواسم ودون ملل ولا كلل.ولم يعد يميز الطرقات وأي طريق عليه أن يسلك.
كل الطرقات متشابهة.والفصول بدورها تتلاعب به.كما تتلاعب هذه الريشة بي.
وغفلة فمي المكمم بالدهشة تصدر عنه صرخة مكتومة.تجفلني الصرخة.
وهذه الهجرة المفاجئة. المخطط لها سلفا وبدقةماكر يفهم لغة الأبعادوالإبعاد.
المدروسةبدقة دونتها يداً مشلولة يداً مغلولة.يداً تحركها خيوط متينة.وبأيادي محكمة.
رائعة بالأخفاء.ونحن المنكوبين أعمت الحروب بصيرتنا.ندعي أننا نهاجر لتحسين المعيشة وبناء حياة أمينة.
وغيرها من الأعتقادات الخاطئة بالنسبة لي.
وذلك السرب يهاجر بحثا عن الدفء..
ونحن نهاجر بحثا عن وطن آمن.
آه من هذه الريشة اللعينة.لقد أوجعني منظرها وهي تتأرجح بين السماء والأرض.
لقد عادت بي إلى الوراء.وتذكرت فجأة قصة ذلك الصياد الماهر.الذي كان وحيد أهله وأمه التي كانت ترقص فرحا كلما هل من بعيد وهو حاملا حزمة من طيور القبج على كتفه.وماتت الأم بحسرةوحيدها.
لا زلت أذكر كيف كانت كل عام تقص قماشا باهض الثمن على طوله.لتمنحه هديةلأحد القديسين كان نذرا عليها ولا بد منه. لذلك القديس الذي حقق مرادها ومنحها أبنا قوياهذا الذي أصبح فيما بعد حبيبي.
أنا التي كنت وافرة الجمال وقليلة الحظ.كان كل عام القماش يزداد شبراً.حتى غدا طوله متراً ونصف.
وفي ليلة ماطرة وعلى حين غرة .هاجمته قطيعا من الذئاب.وأنقضت عليه. وعلى أحلامي. وعلي.
وأنا المعجونة بمرارة الفاجعة.أعتزلت العالم مرغمة.وأمه بقيت.كل يوم تزور قبره وضريح ذلك القديس الذي لم يخلص وحيدها من فم الذئاب الهائجة. لتلمس طرف القماش بأسى ثم تمضي وهي تصلي. منكسرة لحين ماتت غما.على وحيدها.ما بالها هذه الريشة لما تأبى أن تستقر على الأرض لما أختارت نافذتي بالذات..ها أنا أسمع صوت عطاسه صوت سعاله وهو قادما من صيده الثمين. .صوت أمه تدورحول قبره وهي تنفخ في المبخرة وتصلي بحرقة.
والريشة تتهاوى تستقر على ضريحه.وأنا تك المقصوصة الجناح.أتأمل هذا العالم الموحش عبر نافذة علقت به ريشة طائر تاه عن سربه مثلي... .



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزل
- نزع السلاح آه هذا مزاح
- لانزر ولا هذر2
- سعيدة
- من يصدق أننا نحسد الموتى
- أرق
- الريشة السحرية
- كيف حالك ياجار
- آه تذكرت
- نعمانة
- البديل
- غربة
- لحظات مكسورةالجزء السابع
- لحظات مكسورة الجزء السادس
- أحلام مخبئة في حقيبة سفر مهترئة
- مذكرات بول بريمر
- يوميات ورقة تحتضر
- طفلة شاطرلو شاخت
- رأيت ما رأيت
- لا نزر ولا هذر


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - ريشة رمادية