رواية تحت عنوان الخيط الأبيض لصاحبتها خالدة غوشة والتنبيه للنهب الذي تتعرض له خيرات الشعوب العربية بما في ذلك الشعب الفلسطيني ودعوتها للمقاومة .

حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 19:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

في إطار فضح واقع سياسي عربي يتسم بالأزمة , أتت رواية تحت عنوان الخيط الأبيض لصاحبتها خالدة غوشة لتأسس فضاء تتحرك من خلاله الشخصيات الروائية وفقا لعلاقات استغلال سائدة ,إ ذ كادت صفحات الرواية ألا تخلوا منها , بالتركيز على علاقة عاطفية جمعت بين سعد الشخصية العراقية ,وورد الشخصية الفلسطينية ,ومن خلال مسار هذه العلاقة حاول السارد أن ينبهنا إلى كون ما تتعرض له فلسطين من نهب لخيراتها من قبل الكيان الصهيوني ,وتدمير لمجالها الترابي ,وتهجير ,واغتيال للشعب الفلسطيني هو نفسه ما يتعرض له الشعب العراقي ,بل ما يمارس في حق كل الشعوب العربية من طرف تحالف تقوده الامبريالية الأمريكية .
من هذا المنطلق جاءت العلاقة بين سعد وورد من أجل فضح الاستعمار الصهيوني ,الأمريكي لكل من فلسطين ,والعراق وغيرهما من الدول العربية وإن توصف العلاقة بالدول العربية الأخرى بالاستعمار الغير المباشر .
ومن تم ركز السارد على فضح طبيعة العلاقات التي تقودها طبيعة السياسات التي يمليها الاستعمار على الدول العربية ,والتي تركز بالأساس على تنفيذ إستراتيجية مفادها ضرب القوة العسكرية بكل من العراق ,وغيرها من الدول العربية ,ومحاولة تقسيمه إلى دويلات صغيرة من اجل ضمان إضعاف المقاومة الشعبية بها في أفق استغلال خيرات هذه البلدان بما في ذلك الثروة النفطية بالانتقال من الاستعمار غير المباشر إلى الاستعمار المباشر,هذه السياسات لم تقتصر الرغبة في تنفيذها على العراق فحسب ,بقدر ما انه مخطط يشمل كل الدول العربية ,وما الحرب الدائرة بسوريا إلا مظهرا من مظاهر تنفيذ هذه الإستراتيجية حيث يتم تجويع الشعوب العربية للاستعانة ببعض أفرادها للمزيد من إشعال فتيل الحرب بسوريا ,هذا بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الأنظمة العربية خاصة تلك التي أنبنى نظامها السياسي على دعم الوهابية, في إطار التحالف مع الامبريالية الأمريكية من أجل تنفيذ سياساتها بالمشرق العربي .
من أجله تم تأسيس تنظيم داعش الإرهابي بالتركيز على مرجعية اِسلاموية لضمان اتخاذه أداة لإشعال فتيل الحرب بسوريا .لتمكين بعض الشركات بالولايات المتحدة من بيع أسلحتها ,واستعمالها في قتل الأبرياء أطفالا ,نساء ,وشيوخا في كل من سوريا , العراق ,اليمن وغيرهما من الدول العربية .
ومن أجل ضمان الاستمرار في نهب خيراته ,ونهب خيرات الشعوب العربية يتم تجويعها ,وتسخير بعض المتشددين من اجل استقطاب الشباب ,ودفعه للهجرة من اجل تلقي تدريب عسكري من اجل ضمان الانخراط في هذا المشروع الامبريالي الأمريكي ,بعد انسداد الأفق بأغلب الدول العربية أمام الشباب ,وما يعانيه من بطالة ,وضنك العيش ,وترد لأوضاعه الاقتصادية ,و الاجتماعية .
لهذا ينبهنا السارد إلى خطورة فتوى جهاد النكاح ,وما يترتب عن ذلك من انخراط بعض الفتيات في تنفيذ هذا المشروع الامبريالي الصهيوني ,كما ينبهنا السارد نفسه إلى استفادة التنظيم الإرهابي من بعض التكتيكات التي توظفها بعض الأجهزة الاستخبرية ببعض الدول العربية بتسخير بعض الفتيات لممارسة الجنس مع بعض الكوادر الحزبية من اجل التمكن من التعاون معها في تنفيذ أهداف تضر بتنظيمات يسارية .
هكذا جاءت الرواية من اجل التنبيه إلى خطورة هذه الأوضاع باستغلال بعض الفتيات من اجل استقطاب بعض النخب السياسية وانتمائها إلى هذا التنظيم رغم تعارض قناعاتها,مرجعياتها ومواقفها مع مرجعية التنظيم ومواقفه السياسية .كل ذلك من اجل الحفاظ على العلاقات السائدة ومنع تحرر الشعوب العربية وانعتا قها ,لضمان استمرار الامبريالية الأمريكية في تنفيذ سياساتها بالشرق الأوسط ,وبغيره أي بكل الدول العربية بدون استثناء ,أيضا من اجل ضمان حماية امن ,واستقرار إسرائيل .
هذا الوضع لا يختلف كثيرا عما هو سائد بفلسطين ,إذ من حيث الجوهر تبقى هذه السياسات هي هي ,ومن حيث الشكل تختلف من بلد إلى أخر ,كما تختلف من حيث شكل تنفيذها
من هنا يتضح أن السبب في اختيار شخصيتين الأولى من العراق ,والثانية من فلسطين راجع إلى كون السارد أراد تنبيه الشعوب العربية بخصوص طبيعة السياسات التي تنفد بالدول العربية ,إذ هي السبب في تفقيرها لهذا ينبغي التصدي لها ,ومقاومتها بمواقف مشرفة ,وتأسيس جبهة عربية تجمع شرفاء وشريفات الدول العربية ,وتسطير برنامج حد أدنى يناضل من اجله الجميع في أفق الانعتاق .

#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل