أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان -رولا- للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت و الانتصار للوطن














المزيد.....

رواية تحت عنوان -رولا- للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت و الانتصار للوطن


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 15:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من خلال علاقة عاطفية جمعت بين شاب فلسطيني و شابة بريطانية, تمكنت الرواية من تأسيس فضاء، و فتح عوالم من أجل إظهار جرائم الاحتلال الصهيوني المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني, من جهة أخرى تمكنت الرواية من إبراز موقف الشعب نفسه و يتعلق الأمر بالتصدي بمختلف الأشكال النضالية لهذا الاحتلال من خلال ما صدر من مواقف مشرفة للشخصية الرئيسية ضمن الرواية، و يتعلق الأمر بالثبات بخصوص ممارسة الموقف من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية.
في نفس الوقت بينت الرواية طبيعة العلاقات التي جمعت الشخصية الرئيسية ضمن النص مع باقي الشخصيات، و كما أن الرواية تؤسس لموقف سليم اتضح منذ بداية الأسطر الأولى للرواية و الذي ساد عبر مضامينها إلى آخرها, من خلال ما ورد من مواقف للشاب خليل تجاه باقي الشخصيات، التي حملت مختلف المواقف و كما أن الرواية تود أن تحمل , أو تصور واقع الاختلاف السائد بخصوص الشارع السياسي الفلسطيني، من خلال مواقف هذه الشخصيات و باعتماد مرجعيات تختلف باختلاف هذه الشخصيات ,منها مرجعية تستغل الدين استغلالا إيديولوجيا، حيث عبرت عن موقف يعتبر الاحتلال الصهيوني لفلسطين قدرا محتوما لا يمكن مواجهته، في نفس الوقت تضمنت الرواية موقفا عقلانيا مؤمنا بان هذا الاحتلال سزول , كما يندرج في إطار مصالح الصهيونية التي دعمتها الإمبريالية العالمية كموقف بريطانيا , فرنسا و غيرهما من الدول بتقديم الدعم و المساندة لها تاريخيا من اجل تأسيس دولة قومية لليهود بفلسطين، و من تم ضمان الحفاظ على مصالحها بالشرق الأوسط من خلال علاقات اقتصادية تجارية ,وسياسية تربط الإمبريالية العالمية بالصهيونية كما تربط الإمبريالية نفسها بالأنظمة العربية، حيث ترتب عن ذلك السطو على الأراضي الفلسطينية ,من خلال السيرورة التاريخية للاستعمار الذي عرفته فلسطين، حيث ركزت الرواية على الاستعمار البريطاني الذي مهد الطريق للصهاينة من اجل احتلال فلسطين، عبر مراحل تاريخية أدت في نهاية المطاف إضافة إلى السطو على الأراضي الفلسطينية، الى اعتقال العديد من المناضلين الفلسطينيين، و المناضلات الفلسطينيات، و تشريد أسر بأكملها، بل إلى اغتيال العديد من الفلسطينيين أمام بعض وسائل الإعلام المرئية الفلسطينية و غيرها دون تدخل المنتظم الدولي من أجل إيقاف هذه الجرائم، حيث اقتصر تدخله على إصدار مجموعة من القرارات التي لم تعرف طريقا للتنفيذ ,مما شجع الصهاينة على الاستمرار في تنزيل سياساتهم العنصرية و الاستعمارية.
هذه السياسات واجهها الشعب الفلسطيني بموقف ثابت كان سببا في استشهاد البعض، و سجن البعض الآخر كما هو الشأن بالنسبة للشخصية الرئيسية ضمن نص الرواية ,حيث تعرضت هذه الشخصية للاعتقال السياسي، و رغم ذلك استمرت في ممارسة الموقف سواء داخل السجن، أو بعد الخروج منه.
و يتضح هذا الثبات على مستوى ممارسة الموقف من خلال مجموعة من الجولات السياحية التي قام بها الشاب الفلسطيني خليل مع صديقته البريطانية ستيفاني لتقديم شهادة حول المآثر التاريخية و معالم العديد من الأماكن بالقدس، و التي تشهد بجلاء على أن القدس عربية، و تفند الإدعاءات الصهيونية.
و على الرغم من تقديم هذه الشهادة فإنها لم تمكن الشخصية الرئيسية ضمن النص و بالتالي الموقف الفلسطيني من التأثير على بريطانيا و دفعها للاعتراف بفلسطين كدولة عربية، و دحض موقف الصهاينة و إدعاءاتهم من خلال ما جاء بالرواية على لسان ستيفاني التي تملصت من ممارسة الموقف لصالح الشعب الفلسطيني من خلال ما جاء على لسانها، حيث قالت بعد تقديم الشهادة من قبل الشاب خالد "أنا لا أهتم بالسياسة و لا أحبها ، دعنا من هذا هيا بنا لغادر هذا المكان" من خلال قولها هذا يتبين الموقف البريطاني المنتصر لصالح الصهاينة و الإقدام على إلهاء الشعب الفلسطيني على ممارسة الموقف من قضيته الوطنية و الهدف هو استكمال استعمار الأراضي الفلسطينية مرحلة بمرحلة,والاستيلاء على ما تبقى من الاراضي .
و على الرغم من ذلك فسياسة الإلهاء هذه للشعب الفلسطيني ، و الشعوب العربية لم تنجح كما جاء بالرواية نفسها من خلال اعتقال العديد من المواطنين العرب : الغير الفلسطينيين و الذين تمسكوا بموقف مشرف خارج و داخل زنازين الاحتلال ، كل ذلك يندرج ضمن التفاعل القائم بين الشعب الفلسطيني المناضل من اجل التحرر من براثن الصهيونية ,و الشعوب العربية التي أبرزت من خلال العديد من المحطات النضالية مدى تشبثها بموقف الدعم و المساندة للشعب الفلسطيني الذي يتوق إلى التحرر,والانعتاق .
من جانب آخر تمكنت الرواية من فضح موقف الخيانة و التنكر للقضية الوطنية بل أكثر من ذلك حددت مصير كل خائن و المتمثل في موقف أبي سليم الذي غادر البلدة تجاه بلدة أخرى بسبب مقاطعته من خلال الشعب الفلسطيني بما في ذلك أسرته، إذ لم يجد حتى من يدفنه بعد موته.
هذا الموقف و ان ركزت الرواية على ممارسته داخل فلسطين فانه أيضا يشمل الأنظمة العربية التي تبنت موقف التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال جملة من العلاقات التي تربطها بهذا الكيان، إن على المستوى الاقتصادي، التجاري أو على المستوى السياسي.
و عليه جاءت الرواية لتنتصر لموقف الاستمرار في النضال بمختلف الأشكال دفاعا على حق الشعب الفلسطيني في التحرر, و دحض موقف الاستسلام، المساومة، و الخيانة من أجل الحصول على امتيازات , و استمرار الكيان الصهيوني في تنفيد سياساته العنصرية و الاستعمارية و نهب خيرات الشعب الفلسطيني عبر مراحل تاريخية ويتضح دلك في زواج الشاب خالد بشابة فلسطينية والحسم مع البريطانية ستيفاني والتشبت بالمزيد من النضال وتسطير ملاحم أرعبت هذا الكيان نفسه .



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوثيق للقضية الفلسطينية ,وموقف المرأة منها من خلال رواية ت ...
- احتجاجات الريف بين المطالب الاجتماعية ,والانتفاضة الجماهيرية ...
- علق شب بجوف القطار
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- انتخابات تشريعية بالمغرب أم مناسبات لاستمرار السيطرتين الطبق ...
- هسيس حلم يتكوم في وحل الارتداد
- الجزء التاني من المقالرفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالم ...
- رفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالمغرب .
- الجزء التاني من المقال تحت عنوان أسئلة القضية الفلسطينية من ...
- أسئلة القضية الفلسطينية من خلال سؤال الحق في العودة, ضمن روا ...


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان -رولا- للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت و الانتصار للوطن