أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - استعادة الروح !














المزيد.....

استعادة الروح !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 20:09
المحور: الادب والفن
    


استعادة الروح !

سليم نزال

ما كتبه الاديب التونسى المصباحى انه فى نهاية المطاف يعود المرء الى المكان الاول .
بالنسبة للمصباحى انها الرحلة الاجبارية التى تاتى بعد الدخول فى عالم الصخب فى عواصم المدن . و تشبه الى حد ما بعض من شخصيات ديستوفسكى و نجيب محفوظ و سواها .
الكاتب لا ينعزل لانه وحيدا .فهو يمضى للعزله و فى راسه مئات الكتب التى قراها .اى حسب وصف بول فيران للذئب بانه خراف مهضومة فالكاتب هضم تجربة و شخصيات مثات الكتاب و لم يعد وحيدا حتى لو كان جسديا وحيدا .

و ان تاملنا واقعنا الان سنجد اننا نعيش عزلة الكترونية فرضتها علينا العولمة.
كنت فى السابق اجلس فى القطار و قد اتبادل الراى مع جارى او جارتى الى المقعد المجاور .الان لا لغة سوى لغة الاصابع التى تتحرك فوق لوحة الموبايل المضيئة
ذات مرة و كنت فى القطار كان الى جانبى شابة غجرية انيقة على خلاف الكثير من الغجريات .و لحسن الحظ كانت تعرف بعض الانكليزية و كعادتى احب ان اسال و اتعرف الى انماط تفكير لا اعرفها .كنت اتامل عيونها الجميلة و هى تروى لى الحكاية تلو الحياة و انا اشعر انى مثل الكتاب الرحالة الذين يستمعون لحكايات الناس فى الطرقات .كانت عيونها السوداء الواسعة تذكرنى بعصور البدو الذى اجتاحوا العالم مثل جنكيز خان .اثار الامر تفكيرى و الهامى و كان ان اتفقت لاحقا مع صحافية ان نذهب الى بلاد التتار لنمضى فيها شهرا متنقلين من مكان لمكان .لكننا دخلنا فى خلافات شخصية دعت الى الغاء الرحلة .

العزلة اختيارية نقررها وسط العزلة الالكترونية النى نعيش وسطها .الحداثة التكنولوجية باتت تقضى المضاجع بحيث لم تعد تسمح للمرء ان يجلس فى لحظة صفاء مع النفس على طريقة شوبنهر اى العودة الى صفاء الذات او الينابيع الاولى لاستقاء المعرفه .انها رحلة تشبه رحلة سمك السلمون على راى احد الكتاب حيث ينشد سمك السلمون الى الاضواء حين يكون فتيا لكنه ينسحب بعيدا عن الضوء عندما يغادر مرحلة الفتوة.

نحن الان فى عزلة اجباية فرضتها علينا التكنولوجيا الحديثة و العزلة الاختيارية هى نوع من الانفصال عن هذا الضجيج الذى يرافق حياتنا مع المحطات الفضائية او هاتفا نقالا و انترنت وراءنا فى كل مكان .بحيث بدا الكتاب الورقى يتراجع لصالح الكتاب الالكترونى .تلك الاضوءا و الضوضاء التى باتت تضع ارواحنا فى قفص برامج التكنولوجيا و اضواءها المرهقة للروح.
باتت الحاجة للعزلة عملا ضروريا لتنقية الروح من كل اثار ما لحق بها من شوائب.توفيق الحكيم اسماها عودة الروح .لكن بالنسة له كان تاخذ بعدا اجتماعيا ثقافيا .اما انا فاسمى العزلة الاختيارية للكاتب الخروج من ضوضاء العولمة شىء من استعادة الروح !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية موسم الشطرنج!
- عن زمن الجملة الثورية المدوية !
- الشعراء يصنعون وطنا !
- خطورة ثقافة القطيع !
- الافة الكبرى هى وضع الايديولوجيا قبل الوطن ؟
- دعونا نتعلم من تجارب قرن كامل!
- من سيرة الايام !
- يوم ماطر!
- هل ياتى اليوم الذى لا تنجح فيه المخططات المعادية فى بلادنا!
- الجريمة فى قتل الاخوين فلينى الفينيقيين!
- عن تلك الازمان !
- نهاية عصر زهور!
- اشهر الظلام !
- عن نزهة الاحد!
- مهمة سيزيفية
- فنانين و شعراء و مجرمى حرب !
- اسالة الحياة الكبرى!
- عن القوة الناعمة و خطورة غياب فلسطين !
- الهوية الجامعة الاشكالية و التحديات !
- فى ظلال التاريخ !


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - استعادة الروح !