|
نهاية موسم الشطرنج!
سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 00:21
المحور:
سيرة ذاتية
منذ الصباح الباكر و الهواء البارد يهب بقوة .و درجات الحرارة تنخفض اكثر فاكثر.لقد حل الشتاء قلت فى نفسى هذا الصباح والهواء البارد الثلجى يلفح وجهى.
و بعدها بوقت قصير اتصل زميلى فى الشطرنج ليودعنى لانه ذاهب الى بلده حيث سيصبح فى البرلمان هناك.قلت له يا رجل بلا برلمان بلا وجع الراس لن تشيل الزير من البير فى هذا العمر ! على اية حال سيذهب و يبقى هناك حتى ايار المقبل حين يعود الى هنا .وموسمنا الشطرنجى عادة يبدا فى ايار حيث يخف البرد و يصبح الجو معقولا حين نجلس على المقعد وسط الحارة نلعب الشطرنج و عادة نتحدث قليلا بعد نهاية اللعب و احيانا نتمشى حول الحارة .
و الجيران كلهم اعتادوا ان يرونا نجلس فى نفس المكان نلعب كل يوم بعد الظهر . و نحن نلعب الشطرنج فى هذا المكان من عشرين عاما حيث يبدو البحر البعيد و حيث يرى المرء الشجر و هو فى خضرته و يراه يسقط متى يحل الخريف .اما فى الصيف حيث الضوء حتى وقت متاخر فاننا نلتقى الساعة التاسعة .و قبل ايام جاءت امراة انكليزية ومعها شابين صغيرين مولعين بالشطرنج و جلسوا يراقبون اللعب و يعلقون عليه .ثم لعبت مرة مع كل منهما و فرحا بذلك ثم غادرا مع امهما التى كان يبدو عليها علائم الفخر بذكاء ولديها و اعتقد ان فخرها فى مكانه .
لعل اهم امر تعلمته من الشطرنج التفكير المنطقى.اى حركة خطا يدفع المرء ثمنها تماما كما فى الحياة.لكنى لست متاكدا ان كنا فى الحياة نتصرف وفق منطق بارد كما فى الشطرنج.
و امس التقينا نلعب للمرة الاخيرة .لم نلعب كثيرا و رحنا نتحدث عن الفترة التى كنا نلعب فيها فى كافيتريا فرديدريكا فى جامعة اوسلو.و تذكرنا زملاء الشطرنج لتلك الازمان منهم صديقنا على التركى و كان شيوعيا متحمسا .و كذلك صديقنا الانكليزى بيتر الذى كنت حين اهزمه كنت اغنى له مندوب خبر دولتك لندن مرابط خيلنا حتى حفظها . هذا عدا اصدقاء اوزملاء اخرين كانهم باتوا مثل صور تنعكس على الحيطان فى كهف افلاطون!
قلت له ارجولك رحلة امنة و سعيدة و امل ان نلتقى فى الصيف المقبل .مضيت و انا اننظر لاوراق الخريف المتناثرة على الارض التى يحركها الهواء فتنتشر فى كل الاتجاهات .كان الهواء البارد يهب بقوة و كل شىء يوحى اننا على ابوب الشتاء النرويجى البارد و الطويل
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن زمن الجملة الثورية المدوية !
-
الشعراء يصنعون وطنا !
-
خطورة ثقافة القطيع !
-
الافة الكبرى هى وضع الايديولوجيا قبل الوطن ؟
-
دعونا نتعلم من تجارب قرن كامل!
-
من سيرة الايام !
-
يوم ماطر!
-
هل ياتى اليوم الذى لا تنجح فيه المخططات المعادية فى بلادنا!
-
الجريمة فى قتل الاخوين فلينى الفينيقيين!
-
عن تلك الازمان !
-
نهاية عصر زهور!
-
اشهر الظلام !
-
عن نزهة الاحد!
-
مهمة سيزيفية
-
فنانين و شعراء و مجرمى حرب !
-
اسالة الحياة الكبرى!
-
عن القوة الناعمة و خطورة غياب فلسطين !
-
الهوية الجامعة الاشكالية و التحديات !
-
فى ظلال التاريخ !
-
الطريق الشائك للتغيير !
المزيد.....
-
هذا ما يتمناه جورج وسوف لوطنه سوريا
-
أول تعليق لنعيم قاسم بعد سقوط بشار الأسد وما خسره حزب الله ف
...
-
الفصائل والسلطة تشتبكان بمخيم جنين
-
هل تسعى إسرائيل لتقسيم سوريا؟
-
الشرع: -لسنا بصدد خوض صراع مع إسرائيل ولا نحمل أي عداء تجاه
...
-
زيلينسكي: روسيا تستعين بمزيد من الجنود الكوريين الشماليين في
...
-
بوندسليغا: ماينز يلحق أول خسارة ببايرن في هذا الموسم
-
سيمونيان تدعو إلى عدم تعليق آمال كبيرة على السلام الذي وعد ب
...
-
السوداني وماكرون يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في سوريا والمنط
...
-
خبير عسكري: لجنة الاتصال العربية داعمة للانتقال السلمي في سو
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|