أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!














المزيد.....

مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!
أتخيل جبلاية من القِرَدة في غابات الأمازون وقد قررتْ الانتقالَ من الأشجار إلى استديو في مصر به فضائيات وصحف ومجلات؛ فهل ستكون النقلةُ بعيدةً ومستحيلةً و..خيالية؟
لم أشهد منذ اكتمل وعيي علىَ الحياة العامة، والاهتمام السياسي والاجتماعي والوطني والثقافة خمسين عاما خلتْ، واختلافي البيّن مع أنظمة حُكم السادات ومبارك وطنطاوي ومرسي وعدلي منصور أنْ تخيلت لهنيهةٍ واحدة قُدرةَ الحُكْم على تجميع أكبر قدْر ممكن من المتخلفين والسفهاء والجاهلين وأنصاف الأميين والمنافقين والغثيانيين والمطبلين والحشاشين والقاتيين، وإطلاقهم في الفضاء والمطابع ليحمل كل منهم لقب صحفي أو إعلامي أو مذيع أو مُحاور كما حدث في سنوات السيسي الخمس.
نعم، هناك فساد في القضاء والعدالة والتعليم والتجارة والطب وسلوكيات المجتمع، لكن الجزءَ الأعفن كان من نصيب الإعلام الفضائي وصوت الحمقىَ تحت سوط السلطة، كأن عصرَ العبيد عاد بقوة تكاد تُقنع الإعلام الفضائي أن لعق حذاء السلطة أشرف من شرائع الحق كلها، الوضعية والسماوية!
أنت لا تحتاج، إذا كنت طبيعيا، لأكثر من سويعات قليلة لتكتشف جريمة غمس القلم واللسان في غائط القصر، والكُفر بالوطن وأنت تتغزل، ظاهريا، في نهضته المزيفة.
تحدّث مع أي مصري يعمل عقله بعُشــْـر قدرته على التفكير فسيرتفع ضغط دمه ضعفين أو أكثر إذا أتيتَ على ذِكــْــر إعلام بلده.
دروشة وجهل ومزايدة دينية وأكاذيب مضلله ولغة سقيمة وحروف مريضة وتعبيرات غُرْزية وضعف معلوماتي تجعلك تتصبب عرقا وأنت تتابع أخبار وإعلاميي وبرامج وحوارات بعد خمسة آلاف عام من حوارات ملوك الفراعنة مع عبيدهم أو.. مواطنيهم.
كيف تمكن كل هؤلاء في نِصْف عقد سيساوي من القفز فوق مقاعدهم ومنافسة القرد ميمون في ( سلام للبيه )؟
نقيب الفلاحين يطالب بحل المشكلة الاقتصادية واستقبال العُملة الصعبة في تصدير الكلاب الضالة، خاصة أنها مُحرّمة في الإسلام(!)، ولا ينسىَ أنْ يضاعف المزايدة الدينية في قوله بأنه يجلس في الاستديو رغم أن حديث المسلم مع المرأة حرام، والمذيعة الجاهلة لم تنبس ببنت شفة.
عمرو عبد السميع يطالب بمحاكمة من قاموا بثورة 25 ينايرالتي أطاحت بحُكم مبارك.
كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة يسحب الإعلام المصري وطنه المسكين إلى الأسفل ولا نعرف عُمقَ القاع بعد.
كل المصريين خائفون من خيال الرئيس السيسي حتى لو مرمط باللغة والمنطق والموضوعية والحق كل هموم الوطن، وكلما سألت مصريا زعم أن يدَ السلطة طويلة، وأن الرئيس يقرأ أحلامه ويدعم كوابيسه، لذا فهو ينتظر الله لينقذ مصر بفضل الدعاء.
شجّ رأسك في جدار منزلك قبل الصباح وفي المساء، وطالب بالافراج عن المظلومين، وابحث عن حقك، واصرخ من غلاء الأسعار، واغضب لسفاهة التبذير السلطوي، ومِتْ جوعا أو فقرًا أو مرضا، فالرئيس يعرف أن ضعفه ونُبله وإيمانه في الإنصات لمطالب الشعب، لذا فيزداد إذلاله إياك؛ ويمُنّ عليك بأنك لست في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
أحفادك وأولادهم مدينون بقروض ستعذبهم لقرن أو قرنين قادمين، لكن بلادةً وبرودة ورعبــًـا وذُعرا وخوفا وطاعة ومسكنة رانتْ على الوطن، فالمركب لا تغرق، إنما يتبرع الراكبون بالهروب منها، سواء للخارج أو لأحلام اليقظة أو لــ ( تحيا مصر ) حتى تتركك السلطة تأكل من فتاتها.
ويبقى السؤال مطروحا: كيف تغلـَّـب جهل الإعلاميين وحقارة وسفالة وقذارة أكثرهم على واحد من أكثر شعوب الأرض تأثيرا حضاريا، فإذا به يستورد نفايات اللغة والثقافة والجهل والتصحر الفكري والتعليم القـِـرَدي فتتراجع أم الدنيا في كل المجالات، تقريبا؟
ماذا لو وقف الرئيس السيسي قبل بِدْء خطاب له أمام حشد ضخم من ضباط الجيش والشرطة والقضاة والمحامين والأكاديميين والمثقفين والمسؤولين والمحافظين ؛ وبصق في وجوههم، فهل سيُقابــَـل باحتجاج أو تذمر أو عتاب؟
لقد هجر المصريون الكتاب والكلمة المقروءة ومصادر المعرفة، وكرهوا الحديث عن الثورات والغضب والاحتجاجات والدفاع عن كرامة الشعوب، وأبسط الإيمان التعاطف مع المحرومين من حرياتهم!
مصر تمر الآن بمرحلة لذة العبودية، ومتعة الخضوع، والتخدير الديني، ومشاعر الخيلاء الفارغة التي تحملها قبضة الرئيس في تحيا مصر!
مصر تعيش على أمجاد الماضي بالتسوّل لخنوع أجيال قادمة ستسدد قروضا .. بنىَ بها الرئيس مشروعات مثقوبة جيوبها ليأكل الفاسدون.
مصر أعطت ظهرها للرئيس يكربجه كيفما يشاء، فالمثقفون وهم روح الأمة يبول أكثرهم على ملابسهم الداخلية إذا عرفوا أن ألسنتهم أو أقلامهم ستجلب عليهم نِصْف غضب الرئيس.
أعود إلى سؤالي وهو رأس الموضوع: كيف تمكن عهد الرئيس السيسي من تجميع قطعان الماشية في الإعلام، وهشّ عليها بعصاه فإذا هي تخرّ أو تبرك على الأرض قبل أن يلمسها.
أكتب كلمات الغضب تلك كأنني أتجول بين القبور، فلن يسمعني أحد، ولا يذرف الموتىَ دمعة حزن واحدة، والقراءة أضحت آخر اهتمامات المصريين.
من يظن أنه أكثر مني حزنا على أم الدنيا فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع فالمصريون صامتون، ومن في القبور أكثر منهم ضجيجا واحتجاجا وغضبا!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 16 أكتوبر 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الصورة وكوارثها!
- قراءة في مبادرة السفير معصوم لإنقاذ مصر!
- الجماهير ليست صاحبة حسم أخلاقي كرودريجو الفيلبيني!
- رسالة مفتوحة إلىَ رئيسٍ مَيّتٍ!
- صديقي القبطي؛ ألم يأن الوقت الذي فيه تتحرر؟
- مصر تريد!
- التنوير كما أراه!
- مبروك لأردوغان رغم أنفي!
- قراءة أولية في أداء الحكومة القَسَم أمام الرئيس السيسي!
- مديحة يُسري .. تاريخ الشاشة الفضية!
- دعاء الكروان .. رؤية جديدة!
- نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - مستنقع الإعلام المصري في عهد السيسي!