الدين والدولة والدساتير

عماد مجيد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لم يكن في نيتي أول الأمر دراسة هذا الموضوع . كانت وجهتي ، بسبب إشكاليات حقوق الأقليات في العراق ، دراسة مسألة اللغات الرسمية في بلدان العالم . ولكن البحث يجرك ، كما يعلم المشتغلون في البحوث ، إلى مسائل لم تكن تفكر فيها عندما باشرت العمل ، وهكذا رأيت المادة مبسوطة أمامي فأغراني التوسع في دراستها . وبصراحة وجدت إجابات عن كثير من التساؤلات التي لم أكن اعرف إجابتها سابقا ، ولكن ما يهمني في هذه المقالة هو الإجابة عن سؤال واحـد لا غير ألا وهو : ما هي الدول التي لا تعترف بـدين رسمي في دستورها ؟
كنت أتصور بسذاجة ، أن دول المعسكر الاشتراكي السابق حصراً هي التي لا تتبع دينا رسميا ! وقد ظهر لي أن هذا ليس له علاقة بواقع الحال، غير المرتبط حصرا بالاشتراكية ! وهناك دولا كنت اعتقد جازما ان لها دينا رسميا لكن تجلى الأمر عن عدم دقة تصوراتي ، كنت أتصور أن الهند مثلا دولة تتبع الدين الهندوسي ، وفي الحقيقة إن الهند ليست دولة دينية ، فلا يوجد في دستورها دين رسمي للدولة ! بينما كمبوديا ديانتها الرسمية هي البوذية . والدول التي في آسيا والتي لا يوجد لها ديانة رسمية : ميانمار ، لاوس ، ماليزيا ، الفلبين ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، كوريا الشمالية ، استرالي ، غويانا الجديدة ، الصين ، منغوليا ، روسيا ، كازخستان ، اوزبكستان ، قرغيزستان ، توركمينستان ، اذربيجان ، جيورجيا ، ولبنان ، وبالنسبة لسوريا مثلا يلزم دستورها الدولة بدين معين ( ولكن رئيس الدولة يجب أن يكون مسلما حسب القانون )، وتركيا ( مجتمع إسلامي ، وكانت فيها عاصمة الخلافة الإسلامية قبل أن تتحول إلى دولة لا دينية عام 1924 ) ( المجموع 21 دولة ).
ومن الدول الأوربية التي لم يخطر ببالي إطلاقا أنها دولة لا دينية هي ايطاليا ( ففيها الفاتيكان ! )؛ وكذلك فرنسا ، والنمسا ، وهولندا، وبلجيكا ، وايرلندا ، والبرتغال ، واسبانيا ، وسويسرا ، وجمهورية سان مارينو، وليشتنشتاين ، ولوكسمبورج ، بولندا ، لاتفيا ، ليتفا ، استونيا ، كرواتيا ، البوسنيا والهرسك ، رومانيا ، يوغسلافيا ، هنغاريا ، سلوفاكيا ، جمهورية التشيك ، المانيا ، سلوفينيا ، مولدوفا ، اوكرانيا ، بلوروسيا ، مقدونيا ، البانيا ، وتوجد في انكلترا وكذلك فنلندا بعض الحماية للكنيسة إلا أنها لا تعتبر رسمية ولا يثبتها الدستور كدين رسمي للدولة . ( المجموع 34 دولة ).
ومن الدول العربية الأخرى التي لا يوجد فيها دين رسمي للدولة نجد دولة جيبوتي ، يضاف لها في أفريقيا الدول التالية : النيجر ، بنين ، توغو ، غانا ( بلد كوفي عنان )، ساحل العاج ، ليبيريا ، غويانا ، غينيا بيساو ، السنيغال ، بوركينا فاسو، ليبيريا ، سيراليون ، غويانا ، غامبيا ، مالي ، موزامبيق ، بوتسوانا ، ناميبيا ، انغولا ، زمبابوي ، دولتي الكونغو، مدغشقر ، ملاوي ، تنزانيا ، ايرتيريا ، اثيوبيا ، رواندا ، اوغندا ، كينيا ، تشاد ، افريقا الوسطى ، الكاميرون ، الغابون ، غويانا الاستوائية ، نيجيريا ، ساو تومي وبنسيب ، بوتسوانا ، سوازيلاند ، وجـنوب افريـقيا ( هذا الأمر قبل نلسن مانديلا ، وأبقاه الرجل .. أقول هذا للتاريخ ). ( المجموع 42 دولة من أصل 51 )
وفي قارة استراليا كلها لا يوجد دين رسمي ، وكذلك غويانا الجديدة . يضاف لها في هذه المنطقة من العالم : نيوزيلاندا ، تونغا ، فانواتو ، فيجي الديمقراطية ،، جمهورية بالاو ، جمهورية جزيرة مارشال ، جمهورية هيريباتي ، ساموا . ولا نحسب السالامون فهي تابعة للتاج البريطاني .
وتوجد في قارة أمريكيا الشمالية ثلاث دول فقط هي : الولايات المتحدة ، كندا ، والمكسيك ، وكلها لا يوجد لديها دين رسمي للدولة .
وفي أمريكا الوسطى ، واللاتينية : فان غواتيمالا ، وبيليز ، والهندوراس ، ونيكارغوا ، وبنما ، وكوبا ، والبهاما كلها دول لا دين رسمي لها. أما في السلفادور وهاييتي فرغم الاعتراف الخاص في الدستور بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية إلا انه ليس دينا رسميا . إضافة الى تسع ممالك وجمهوريات ، في البحر الكاريبي ، ( المجموع : 21 دولة ).
ولا يختلف الوضع كثيرا في أمريكا الجنوبية ، فهناك تسع دول لا دين رسمي لها من مجموع 13 دولة هي : البرازيل ( الدولة الخامسة من ناحية المساحة في العالم ) ، فنزويلا ، تشيلي ، الاكوادور ، كولومبيا ، اورغواي ، سورينام ، غويانا ، أما البارغواي فتتمتع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فيه باعتراف خاص منذ دستور 1992 ولكنها لا تعتبر الدين الرسمي للدولة .
وهناك دول أخرى دستورها علماني ، لم يشملها الإحصاء لقصر الوقت . أي أن ( 138 ) دولة من دول العالم الـ ( 192 ) لا يوجد فيها دين رسمي للدولة .

#عماد_مجيد_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات