أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد مجيد محمد - من هموم مؤسسات المجتمع المدني














المزيد.....

من هموم مؤسسات المجتمع المدني


عماد مجيد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:18
المحور: حقوق الانسان
    


يقوم المجتمع المدني على أنقاض المجتمع الأهلي وبالتالي ترث مؤسساته كل ما هو إيجابي في المجتمع الأهلي وتحاول أن تتخلص من كل سلبياته ، هذه السلبيات التي لولا وجودها لما قدر للمجتمع الأهلي أن يضمحل ، ولما وجدت القوى الاجتماعية التي ستحفر مثواه الأخير. ولكن القضية أن هذه القوى الاجتماعية الجديدة نفسها وليدة المجتمع الأهلي . ولنحدد أكثر، فإن أبناء وأحفاد شيوخ العشائر والفلاحين ورجال الطوائف وأبناء وبنات العوائل ( الذين صاروا يعيشون الآن في المدينة الكبيرة ) هم أنفسهم وأنفسهن من سيأخذ على عائقه ، مقتنعاً أو سيقتنع لاحقاً، ولضرورات حياتية ، مهمة البناء وعليهم تنظيم حياتهم في المدينة على أسس جديدة ، ووضع اللبنات الأساسية ثم تطوير وتدعيم هذا البناء بالتدريج وخطوة خطوة . ولكن هل سيترك لهم المجال ، هكذا ، وعلى الرحب والسعة ؟ أم أنهم سيلاقون من يعترض السبيل ، بعـد تجاوزهم المرحلة الأولى ( والمقصود بعد تخطيهم للعرقلة التي يضعها آبائهم وغيرهم من قادة المجتمع الأهلي ) . يعـني هل يوجد غير هؤلاء ؟!
ترينا الحياة الاجتماعية ، أنّ كل قضية جديدة تحمل معها أنصارها وأعدائها . ونفس الشيء ينطبق على المجتمع المدني ومؤسساته. ولكي يمكن الحديث بشكل مركز، ونتجنب القفز من شؤون مؤسسة إلى أخرى دعونا نأخذ واحدة أو اثنتين من مؤسسات المجتمع المدني ونحاول أن نتوسع في شرح أمورها . يمكن أن نتحدث عن نقابات العمال أو اتحاد الأدباء أو جمعيات حقوق الإنسان أو روابط نسائية أو هيئات إعلامية . ولنأخذ كمثال النوادي الرياضية .
فالرياضة ليست جديدة على الحياة الاجتماعية. ذلك أن المجتمع الأهلي نفسه قد مارسها، ومنها الفروسية وسباق الأفيال والسباحة وترويض الأفاعي وسباق الديكة ولي الأذرع وغيرها ، وكانت ملاعبه الأماكن الطبيعية ( فلاة ، نهر، الطرقات الترابية .. ) ، ويمكننا على سبيل المزاح أن نتخيل مثلاً رياضة الضرب بالعـكـل ( التي تمارس في البرلمان الأردني ، وهو خليط بين ممثلي المجتمعين الأهلي والمدني ).. باختصار الرياضة ليست غريبة على الحياة الاجتماعية وبالتالي فإن ممارستها بالنسبة لمجتمع المدينة الكبيرة لن تكون نشازاً وهي لن تسمى بدعة فهناك وراثة اجتماعية ، هناك فكرة اجتماعية موجودة تاريخياً ولها مكان في عقول الشيوخ والجدات ورجال الطوائف الخ .
الشيء الجديد في الرياضة في المجتمع المدني هي تنوعها الخرافي ( وليست نادرة وذات أشكال قليلة كما في المجتمع الأهلي ) وتجري في ملاعب وصالات ومتكررة يومياً بل وفي كل ساعة وتتحول إلى تخصصية وعند البعض إلى مهنة قد تصل إلى شهادة دكتوراه دولة وتدرس في الجامعات وتصرف عليها أموالا طائلة وتحظى برعاية الدولة.. بل ولها أثر عالمي وتتطلب أحياناً التنقل الداخلي والعالمي بل والبقاء خارج البيت .. أهم نقلة نوعية فيها هو اشتراك العنصر النسائي وبأعداد متزايدة . بينا المجتمع الأهلي بعيدٌ جداً عن الكثير من هذا .
بالتأكيد لا تبدأ الأمور من فراغ بل إنّ اشتراك الفتيات يتم بالتدريج : من المدارس ، من العائلات المثقفة والمتعلمة ، القرب من الملاعب ، اصطحاب الأخ لأخته ، ذهاب القريبات وبنات الحي سوية .. الخ .. دعم الدولة .. معلمين محترمين .. والتحدي والتضحية .. ففي كل تغير اجتماعي يبدأ الأفراد ثم يتحول إلى ممارسة اجتماعية كبيرة وأخيراًَ عامة .. ولا أعتقد أنّ أي أب سيمانع أن تركض ابنته صباحاً مع أخيها لربع ساعة في الحارة في جو اجتماعي سليم بحراسة الدولة وهي ترتدي تراكسوت رياضي مناسب لحياتنا الاجتماعية طالما هو يتحمل أن ترتدي البنطلون وهي ذاهبة إلى الجامعـة .
هل يمكن لمؤسسات المجتمع المدني أن تتطور تطوراً صافياً نقياً بدون منغصات وبدون عرقلة وبدون ( شوشرة ) ممن يريد بها شراً أو ممن لا يمكنه أن يساهم في تطويرها لنقص في مكوناته هو ذاته أو لغاية في نفس ( عبوسي ). إنّ هذا يبدو من سابع المستحيلات . فلا يمكن لظاهرة اجتماعية أن تتطور بدون أن يظهر من يعاكس رياحها المواتية . فأعداء مؤسسات المجتمع المدني ليسوا بالضرورة مدسوسين عليه بل هم مرافقون له .. وبعض الأحيان من صلبه بالذات ، ومن أخص نتاجاته .
ولنأخذ أمثلة : 1) المراهنة في سباق الخيول ( الريسز ) ، هذا شكل مشوه لرياضة المجتمع المدني ، وهذا تشويه ناتج عن علاقات موضوعية ..
2) شراء الرياضيين وبالتالي تشويه الألعاب الرياضية ( لنتذكر كيف اشتروا الملاكم محمد علي كلاي ليقوم بتخسير نفسه ، وهو بطل عالمي ).. أو المصارعة الحرة الأمريكية وكيف صارت مهزلة ..
3) معرفة الفائز مقدماً لأسباب سياسية ( فوز ألمانيا قبل تهديم جدار برلين ) !
4) بيع وشراء اللاعبين الرياضيين ( كرة القدم ) ـ تشويه الأغنياء للعبة ـ .
5) منع المدربين من الوصول إلى جهات معينة .. عدم عدالة التدريب ..
6) ضرب اللاعبين من قبل أولاد الحاكمين، والأجهزة الأمنية.. وقلع أضراسهم
7) تسليم النوادي الرياضية لغير المختصين .. وسرقة أرصـدتها ..
8) تدخل السياسة في تشكيل الفرق الوطنية .. والمحسوبية والمنسوبية ..
9) التذاكر الغالية الثمن .. وتحويل الملاعب إلى أسواق ..
10) تخريب السفـرات الرياضية بالسكر والعربدة والتحرشات الخ ..
11) استخدام الأسلحة بين اللاعبين ( اللاعب الجزائري ضد اللاعب المصري )
12) شغب الملاعب ( تكسير الملعب الأردني من قبل الجمهور الليبي مثلا.. )
ويمكننا أن نعدد العشرات من هؤلاء الذين يمكن أن يسيئوا إلى مؤسسات المجتمع المدني الرياضية وغيرها : الإداريون الفاشلون ، اللصوص ، المنتفعون ، راكبو الأمواج ، المرتشون ، الرياضيون الفاشلون ، المرضى ( وخاصة الصرعيون، والمصابون بانفصام الشخصية ) الموتورون، اللوطيون، الحشاشون ، مدمني الخمور ، العواهـر..أصحاب الوساطات..الخ ..
باختصار المجتمع المدني ومؤسساته ، يمكن أن تحوي من المتناقضات ويدخل لها من الطارئين بل وحتى من الأعضاء ما يكفي لتدميرها من داخلها لو لم تصن نفسها وتضع آليات مناسبة لتنظيف وتطوير نفسها باستمرار .



#عماد_مجيد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النواح على اللغة .. والواقع العالمي
- ديمقراطية بدون مؤسسات مجتمع مدني حلم يقظة غير قابل للتحقيق
- هل هي مقاومة ضدّ الاحتلال .. أم ضدّ شعبنا ؟
- المخادعة ليس سمة مقبولة لقادة انتخابيين
- الأدوار الاجتماعية وحقوق الإنسان
- الخسارة أيضاً !..
- مقارنة بين المجتمع الاهلي والمجتمع المدني


المزيد.....




- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...
- خبراء ومحللون: فيديو الأسرى الذي بثته القسام مهم في توقيته و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد مجيد محمد - من هموم مؤسسات المجتمع المدني