أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (3)














المزيد.....

الثقافة الاحتجاجية (3)


رشيد برقان

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 02:11
المحور: الادب والفن
    


تتخذ وظيفة كل شيء محتواها من تعريفه، لهذا يبدو جليا أن وظيفة الثقافة الاحتجاجية ستكون مرتكزة على دعامتين هما:
ــ الهدم؛ أي هدم الثقافة السائدة والعمل على خلق ثقافة مناهضة هدفها المركزي هو مواجهة سعي الدولة والطبقات السائدة نحو تأبيد الهيمنة. كما تعمل بشكل مناقض للثقافات القديمة التي تقدم الواقع بوصفه قدرا محتوما لا يملك الانسان أمامه سوى الرضى والإذعان. وتدخل في صراع مع ثقافة الرضى والزهد والتصوف. وتتصدى لكل ثقافة هروبية تعتصم بالجانب الأكاديمي، أو الجانب الفني التجريدي المنقطع عن كل واقع، أو الفرح الساذج والبهرج الكذاب. وعموما تناهض كل مظاهر التقليد في المجتمع.
لا تتخذ الثقافة السائدة في المجتمع طابعا عاما ولا تبقى في حدود معينة، فهي تعمل أولا على بناء ذاتها وتدعيم أسسها. ولكنها أيضا تعمل على صبغ كل أنماط التعبير المجتمعية بصبغة تنسجم معها أو تتماهى مع متطلباتها. مما يخلق داخل المجتمع أنماطا تعبيرية، رغم كونها متعددة، نجدها كلها تصب في إطار تبرير القهر الذي تعيشه الفئات المستغَلة. ولعل هذا ما يفسر سكونية الثقافة الصوفية، وسلبية التعبير الكناوي، والبعد الخارق في سير حمادشة ولجوئها إلى الإيمان بقدرة الأموات على تخليص الأحياء من محنهم. وكذلك التأويل القدري للدين الذي يلغي كل أشكال الإرادة الإنسانية.
ــ البناء؛ أي بناء أسس جديدة للثقافة. وبهذا تعد شكلا من أشكال بناء رأي عام وتوجيهه توجيها صحيحا يراعي مصالح الفئات الصاعدة الطموحة نحو التحرّر والتنوير والحداثة؛ حيث تساهم في إنضاج الوعي الشعبي، وتسعى إلى تحسيس الناس بوضعهم الاجتماعي ومكانتهم داخل المجتمع، وبهذا تشكل أيضا وسيلة من وسائل الصراع داخل المجتمع.
لا يمكن بناء فكرة جديدة ولا ترسيخها في الذاكرة الشعبية دون إحداث رجة ولا خلخلة في الأفكار السابقة؛ لهذا تكون فكرة البناء في الثقافة الاحتجاجية فكرة ثاوية تالية ومؤجلة في غالب الأحيان لأن الجهد ينصب بأكمله على الهدم.
ولعل الغاية الكبرى لكل ثقافة احتجاجية هي خلق موجة عمق كبيرة، مفعمة بالغضب، مؤطرة بالتساؤل، ساعية نحو هدم كل أركان الثقافة القديمة تمهيدا لبناء ثقافة جديدة على أنقاضها. فالمعلوم أن عموم الناس يميلون إلى الكسل، السكون والاطمئنان إلى الأفكار القديمة، ولعل في هذا نقطة قوة تلعب لصالح الثقافة السائدة، ومسألة محفزة للثقافة الاحتجاجية لكي تجد كل الدعامات التي توقظ البنيات التساؤلية لدى الانسان، وتدفع به نحو ترك الدعة والاستقرار، والبحث عن وضع جديد هو وضعه الحقيقي والفعلي؛ فالدلائل التاريخية تشير إلى أن النساء قد يكن في لحظة تاريخية معينة أكثر المدافعات عن وضع هو أصلا ضد مصلحتهن وموقعهن، ولن يزيد وضعهن إلا تأزيما. والشيء نفسه أثبتته التجربة في حق الفئات المسحوقة التي يقع توظيفها لتواجه القوى المتحرّرة على أساس أنها هي العدو الحقيقي.



#رشيد_برقان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الاحتجاجية (2)
- الثقافة الاحتجاجية (1)
- مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام
- مانفع المهرجانات
- تسريب الامتحانات أو فن صناعة الأبطال
- الزين اللي فيك أو جرح الكرامة
- لكل مقام نفاق مناسب
- الزين اللي فيك محروق
- من أجل 20 فبراير ثقافية
- حول 20 فبراير و المثقف
- عودة إلى المشهد الثقافي بالمغرب
- من أجل مشهد ثقافي هادف
- المثقف و الممانعة
- وصفة خارقة للريادة الثقافية
- من أجل ثقافة بديلة


المزيد.....




- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (3)