أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - وصفة خارقة للريادة الثقافية














المزيد.....

وصفة خارقة للريادة الثقافية


رشيد برقان

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


يتوارد إلى الذهن، في وصف حالة مثقفينا، مفهوم المثقف في الدارجة المغربية حيث إنها تقدم توصيفا دقيقا لهذه الحالة. ففي إحدى معاني المثقف (لََمتقف) نجد أنه هو الشاب الذي نزعت حيويته بواسطة وصفة سحرية منعته من إثبات كفاءاته وتعرضه للإخصاء. وقد يكون أصلا مخصي، ولكنه يتعلل بهذا الفعل الخارجي لتبرئة ذاته.
و المعنى الثاني الذي أود التوقف عنده هو (متقف) وغالبا ما تطلق على اللباس؛ وتعني نوع من الحصر الذي يقوم به الصانع لمنع الثوب من التمزق في حال الشد القوي.
نجد في كلا الحالتين حصر ومنع من الحركة و الانطلاق، وقد وقعت بفعل فاعل يهدف بنية مبيتة أو بشكل مقصود إلى فرض الرقابة. وإذا كان يحلو للبعض اعتبار هذه الحالة موضوعية، فإنني أركز على حالة الادعاء التي تغطي العجز. لأن الشواهد التاريخية كانت تثبت دائما قدرة المثقف على التخلص من حواجز الواقع و التحليق بعيدا عن كل المعيقات.
من هذا المنطلق وبالنظر إلى اللحظة التي نعيشها الآن / هنا نقترح مجموعة من الحلول تحتوي على وصفات خارقة، والخارق ضرب من الأدب، تمنح المفتاح للمثقف لكي يتبوأ موقع الريادة، ويحظى بالانتشار و الذيوع، ولم لا النجومية مادام لكل سماء نجومها، ولكل حقه المشروع في الصعود و التسلق.
أولها :أن يتوفر مثقفنا على حاسة شم قوية قادرة على التقاط الوليمة أينما كانت لكي يسجل حضوره القوي و الفعال، وإذا كانت الجلسة متخللة ببعض المنعشات فذلك نهاية الطلب. أليس الأدب ، وهو فرع من الثقافة، هو الكلام المرسل الذي تثيره المأدبة ؛ والعهدة على طه حسين، حتى ولو حدث تدخل في التعريف؛ فللزمن شروطه و النصوص لا تقول، ولكن الواقع هو الذي يدفعها للقول.
ثانيها :أن يتخفف أثناء حضوره خلسة إلى المأدبات من الأنفة و العزة. لأن هذه القيم أصبحت مكلفة، وقد تضطر صاحبنا للامتناع عن الحضور أو تفرض عليه المعاملة بالمثل ف(اللي كال دجاج الناس خصو يسمن دجاجو).
ثالثها :أن يكون على دراية قوية بالخصومات و الحساسيات التي تخترق الساحة الثقافية، وأن يقدم رأيه السديد في كل شيء بشكل عالم. خصوصا حينما ينهمر سيل السباب على الخصوم، ولا غضاضة في هذا المقام أن يتندر بخصوصيات الآخرين حتى ولو كانت محض أكاذيب.
رابعها :أن يحرص على استضافة صديق صحفي أو قريب من دوائر النشر للولائم أو جلسات السمر التي ضمن تواجده فيها. فهذا مفتاح النشر و الاتصال المباشر بالقارئ دون عناء تلك الحواجز التي يصطنعها مجموعة من جهابدة الأدب دوو المرايا السوداء التي لا زالت تبحث عن وهم اسمه الفرادة و التميز.
خامسا :أن يدبج مقالات جميلة على إصدارات مثقف صديق متنفذ. فهذه أحسن وصفة في هذا الباب اعتمادا على المثل المغربي القديم (شهادة اليوم تلقاها غدا) خصوصا إذا كان يستعد لإصدار ديوان أو مجموعة جديدة.
سادسا : وإذا كان مثقفنا من الذين يهوون النمو وسط الضجيج فليختر له أحد الأعلام البارزين وليكتب نقدا لا نظير له في الخسة ، وليلقه بين أيدي أحد الخصوم اللدودين. وسوف يسطع نجمه بمجرد أن يحدث رد على ما كتبه.
سابعا : وهذا الرقم له وقع سحري؛ لأنه يحمل المفتاح السحري و الذي يكمن في العثور على رئيس جماعة أو برلماني أمي ، أقول أميٌّ ،ليعرض خدمات عليه و التي تمتد من الساعات الإضافية للأبناء مجانا إلى تحرير المقالات و الكلمات الافتتاحية التي تفرضها ضرورات المنصب، ولم لا فتاوى ثقافية لحل المعضلات التي تعيشها جماعة أو دائرة أصبحت روائحها نثنة.
وإذا حدث أن تقزز أحد الذين يستعدون لخوض غمار الثقافة من هذه الوصفة فليعلم أنه مندور للنسيان، وأن الأرض سوف تضيق عليه بما رحبت، ألم يمت محمود درويش من فرط أحلامه .
لقد كان المثقف دائما كائنا واقعيا. لهذا تحدد كل مرحلة خطوطا عامة تحدد بها ملامح المثقف والصورة التي يجب أن يكون عليها ليحظى بالتجاوب، إذا كان هذا أحد همومه. أما إذا كان من طينة المثقفين الذين يصرون على تجاوز اللحظة،عبر سعيه الحثيث للرقي فوقها والتعبير عنها بلغة سامية تمتاح من ذاته كثيرا من المياسم لتضفيها على تفاصيل الواقع، فإنه يبقى دائما في حل من رأي الجمهور، بل غالبا ما نجد أن سعيه يتجه على تكييف الناس مع تصوراته. فليعلم أن مثقف معاند، وأن الواقع، هذا الشبح الجاثم فوق كاهلنا، قادر على تهشيم رأسه مهما بلغت صلابته. وليعلم أن هذه الطينة من المثقفين تعيش عمرا محدودا دلت الإحصاءات الموثوقة أنها لا تتجاوز الثمانية و الأربعين(ومن لم يصدق فلينظر أبا تمام، وأبا الطيب المتنبي، و شارل بودلير، وبدر شاكر السياب، وأمل دنقل، وعبد الله راجع).



#رشيد_برقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة بديلة


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - وصفة خارقة للريادة الثقافية