أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (1)














المزيد.....

الثقافة الاحتجاجية (1)


رشيد برقان

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 00:21
المحور: الادب والفن
    


شكلت حركة 20 فبراير بحق لحظة فاصلة في تاريخ المغرب الحديث، بين مغرب ريعي محافظ سمته العامة الفساد، يسعى إلى تأبيد سلطة لم يعد لها مبرر تاريخي، ولم تعد تمتلك إلا قوة الحديد والنار من أجل تأكيد مشروعيتها. وبين مغرب جديد متحرر بدأ يتلمس طريقه نحو الإمساك بأدوات التعبير ووسائط التواصل، ليوظفها من أجل إيصال صوته. وقد أظهرت حركية 20 فبراير، من ضمن ما أظهرت، بطلان أطروحة العزوف السياسي، وأن الفئات المجتمعية الشابة الرافضة لسياسات الدولة خرساء غير مبالية، وغير مهتمة بما يعتمل في المشهد العام للبلاد. كما أظهرت أن الشباب والفئات المقهورة داخل المجتمع، وإن لم تستطع بعد بلورة تصورها السياسي وإطارها التنظيمي، فإنها غير قابلة للابتلاع من طرف الوصفات الجاهزة للمخزن. صحيح أن الحركة لم تبلور تصورا سياسيا رافضا، ولكنها خلقت الجو العام للتحرر، وكشفت عن الإمكانات الهائلة للقوى الحية داخل المجتمع، وبينت لها أنها تمتلك قدرات في التعبير عن مطالبها، وإيصال وجهة نظرها.
وفي مثل هذه الظروف؛ أي استمرار الدولة في تجاهل المطالب المشروعة، وتصاعد الاحتجاجات، وغياب الإطار السياسي الناظم للاحتجاجات والموجّه لها نحو أفق ثوري. تُطرح الواجهة الثقافية بوصفها إحدى أدوات إذكاء الصراع، وآلية من آليات الدفاع عن مشروعيته، وأداة فعالة لبناء رأي عام رافض لأطروحات الدولة ومناوئ لها.
كما تأخذ الواجهة الثقافية الرافضة في مثل هذه الظروف خاصية احتجاجية رافضة توجّه كل إمكانياتها نحو الرفض والتصدي لكل مستندات الدولة وأدوات دفاعها عن سياساتها. قد تتعدد تسمياتها بين ثقافة الرفض، والثقافة الممانعة، وثقافة الاحتجاج، ولكن يبقى الخيط الناظم الذي يخترق كل هذه الأشكال التعبيرية هو رفض أطروحات الدولة والقوى المحافظة، والسعي نحو تقويض مرتكزاتها، والدفاع عن تصور بديل بشكل صريح أو ضمني، غالبا ما يأخذ في مراحله الأولى شكل غضب عارم يوجه لكل رموز السلطة، ولكنه ما يلبث أن يتطور ليعطي شكلا تعبيريا وموقفا من الوجود مناهضا للدولة ومتماهيا مع طموحات الطبقات المتطلعة نحو التغيير.
ونسعى من خلال المقالات القادمة تقديم هذا النمط من الثقافة، وتأطيرها ضمن مشهدنا الثقافي، لأننا نرى فيها الخاصية المهيمنة على المشهد الثقافي، خصوصا عندما نستحضر الدعامات الجديدة والبعيدة عن أيدي المخزن. كل هذا بغية تسليط مزيد من الضوء عليها والتعرف على خاصياتها، وتبيان جوانب القوة والضعف، وكيف يمكنها أن تسهم في خلق نمط جديد من التعبير الثقافي يصالح الإنسان مع ذاته، ويدفع به نحو تنبي أفكار تدافع عن مصلحته في التغيير والتحرر والانعتاق. كما نراهن على أن هذا الشكل من الثقافة هو الأقدر على التعبير عن طموحات الفقراء والكادحين، وهو الذي بإمكانه جعلهم يدركون قدراتهم في الإبداع، وفي التوصيل، وكذلك في الترويج.



#رشيد_برقان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناصفة الإرث جرأة في الطرح أم هروب إلى الأمام
- مانفع المهرجانات
- تسريب الامتحانات أو فن صناعة الأبطال
- الزين اللي فيك أو جرح الكرامة
- لكل مقام نفاق مناسب
- الزين اللي فيك محروق
- من أجل 20 فبراير ثقافية
- حول 20 فبراير و المثقف
- عودة إلى المشهد الثقافي بالمغرب
- من أجل مشهد ثقافي هادف
- المثقف و الممانعة
- وصفة خارقة للريادة الثقافية
- من أجل ثقافة بديلة


المزيد.....




- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد برقان - الثقافة الاحتجاجية (1)