مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 22:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إعلان عن قيام دولة الميلشيات ..
مروان صباح / قد يصح مناقشة ما جاء على لسان مرجعية النجف ، وهذا يكفله فضول الإنسان الفطري ، حيال واقعة ملتهبة ، لم تكون المرجعية الشيعية في النجف ، دقيقة في ما طرحته بعدم تأيدها لشخصيات قد كانوا زاولوا مهمة رئاسة مجلس وزراء العراقي ويرغبون اليوم بالترشح مجدداً ، بل وقع مكتب المرجع السيستاني بخلط صريح عندما وازن بين العبادي والمالكي واخر كل رصيده لا يتعدى قيادة حشد شيعي مسلح ، ذات سيط سيّء السمعة ، بل ، السؤال المطروح ، هل يحق للمرجع السيستاني أطلق مواقف تحدد من هو يصلح أو غير صالح والمرجع على يقين بأن الراحل محمد حسين فضل الله كان الاولى في امامة الشيعة من خامئني الحالي ، لكن العنصر القومي أبعد فضل الله عن التنافُس ، بل ربما التساؤل يأتي على هذا الشكل ، كيف للمرجع السيستاني لوم بعض من أخفق في إدارة الدولة هنا وهناك وهو على معرفة كافية بهيمنة إيران وأدواتها علَى محافظة البصرة ، في وقت ، يمهد الطريق لمن دمروا الدولة للوصول إليها، بل الأخطر من ذلك ، كان الأولى للمرجعية الوقوف بصرامة أمام طلبات ترشيح للبرلمان ، لمعرفتها العميقة لما اقترفوه من تواطؤ علني مع الحكومات السابقة وقيادات الميليشات المسلحة .
ولعل التفصيل الأبرز دلالة في المشهد العراقي الراهن ، بأن تلك الدولة التى يناشد العبادي لها ويسعى من أجل تحقيقها لن ترى النور في المنظور القريب ، إذ ما أتم الصدر تحالفه مع العامري ، بل هنا ، لا بد لكل من السعودية وتركيا ومصر والأردن التنبه إلى خطورة هذا التحالف ، لأنه يحمل مزالق ومجازف وسيكون تحقيقه بمثابة إعلان صريح عن دولة المليشيات في العراق وتشيع الدولة العراقية إلى مدفنها الأخير ومرة والي الأبد .
في عبارة أخرى ، إخراج العبادي من رئاسة الحكومة وعدم السماح له بولاية ثانية ، هذا يعني أن الرجل كان ومازال يُؤْمِن بإعادة الدولة وضرورة اخراجها من حكم الميليشيوي وإعادة علاقاتها الطبيعية مع الجيران ، بل هذا التحرك الثنائي للمرجع وبعض أدوات إيران ، لا يصب في دوائر الديمقراطية أو التصارع على الحكم ، ابداً ، وقد تستطيع المرجعية استغفال عقول الناس عبر حيل عقلانية ، لكن حقيقة التحالف ، ليس سوى إعلان عن حرب قادمة ومفتوحة في المنطقة ، باسم الميلشيات الممتدة من طهران مروراً ببغداد وسوريا إلى لبنان . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟