أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في رواية -ملك كاليفورنيا-














المزيد.....

قراءة في رواية -ملك كاليفورنيا-


نمر القدومي

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 08:09
المحور: الادب والفن
    


نمر القدومي:
قراءة في رواية "ملك كاليفورنيا"
للكتبة الناشئة ميساء ادريس.
صدرت الرواية عن دار "الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان

رَبَطَتْ تاريخ الماضي بالحاضر، وجعلتهما متماسكين، كحجرٍ صلبٍ يعتلي سورَ قُدسٍ، تفوح منه رائحة مِسكٍ، عِطْرَ ياسمينةٍ ودم شهيد. وتسمع من وراءِ السّورِ أنين جريحٍ، صوت تكبيرةٍ، أجراس كنيسةٍ وبائعة تين.
"ملك كاليفورنيا" عملٌ فنيٌّ مميّز، فيه من الانسجام والتماسك غاية في الروعة. قدمت لنا الكاتبة (ميساء إدريس) من خلال روايتها نقلة نوعيّة ومتطورة للفكر الفلسفيّ وذلك بإتقان ودراية. وقد لاحظنا أنَّ أديبتنا تتمتّع بغزارة عواطف لا مثيل لها، وفيض من الأحاسيس سبقت العواصف بقوتها، ولها أيضا رؤية ثاقبة وقوة خارقة، حاكت ما بين الخيال والحقيقة، بكلِّ خِفّة ونبضة ودمعة، حتى لامست غشاء قلوبنا.
رَسَمَتْ لنا بريشتها الذهبيّة، وصوّرت، وكذلك جَسَّدتْ أحداث الرواية بطريقة سردية وحوارية، جعلت القارئ يعيش في زِحام كلماتها وحرارة مواقفها وذلك بمتعةٍ ذاتيةٍ فالرواية عاينت وعاتبت ونقلت وساقت شخصياتها بشكلٍ سريعٍ وسهل. سمحت (ميساء) لقلمها أن يُذيب كل العوائق، ويخلق كل الصُدَف حتى تكتمل الصورة.

كذلك لم تخلُ الصفحات من الومضات الرومانسية الغاية في الجمال والأناقة، وفَنَّدَتْ الكاتبة من بين السطور ذلك التفكير الساذج والمُتَكبِّر أحيانا، الذي كان السبب في الهزائم النفسية والمادية. ولم تبخل أيضا عن طرح بعض الحِكم المستوحاة من مُعتركِ الحياة، وتُنعش قلب القارئ بطريقة شاعرية. أمّا المفاجآت فهي آخذة منذ البداية بالتدحرج نحو القمّة، مما زاد عنصر التشويق والبحث عن خاتمة تُرضي الفكر والقلب والمشاعر المُتأججة.

"وأحمر يا زر البندورة.. عريسنا أخذ الغندورة"

البناء في الرواية كان متينا، فالحبكة والزمان واتساع المكان والشخوص الكثيرة، لم تكن ذات عبء ثقيل على القارئ، خاصة وأنَّ الكاتبة استخدمت أسلوبا فنيّا وطريقة سينمائية وروحانيّة في سكب الأحداث وتوالدها، وضبط المواقيت ما بين ثلاث قصص مُبوبة ومتداخلة ومتعاقبة بطريقة تُثير الاستغراب الجميل.
(ميساء إدريس) كلّمت الحجر، وطرقت باب القَدَر، واستعانت بالإنس والجان وحبّات المطر، وصنعت لنا نهاية فقدنا بها دمعنا وقلبنا من داخل الصدر؟
نحن أمام عملٍ روائي رائع يستحق كل التقدير، ويجعلنا ننتظر بشوق من هذه الأديبة الشّابة المزيد من الإبداع والعطاء والتميّز.



#نمر_القدومي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية السيق
- عاشقة القدس نسب حسين
- السّيرة الشِّعريّة -لاجئة في وطن الحِداد-
- رواية -معيوف- بين الفصام والاكتئاب
- -زغرودة الفنجان- .. رواية رياديّة وجريئة
- رواية -السماء قريبة جدا- والجرأة
- عسل الملكات .. بين الوهم والحقيقة
- -لنّوش- .. وعبقريّة طفلة
- الطّائرة الورقيّة ..و.. جذور الطفولة
- من أدب الرّحلات .. في بلاد العمّ سام
- خليل توما والعودة إلى الذاكرة
- -برج اللَقْلَق- ... ملحمة فلسطينيّة
- قراءة في كتاب -أيلول الأسود-
- -خذلان الشتاء- ... ودفء الوطن
- قراءة في كتاب -الأنا والآخر في الرّواية الفلسطينيّة-
- قراءة في يوميات كاتب يُدعى x
- رواية -بورسلان- .. والفساد السّياسيّ
- قصّة - الأحفادُ الطّيْبوُن- وحقوق الأجداد
- رواية -هي، أنا والخريف- لسلمان ناطور
- قراءة في كتاب -كرمة-.. وكيمياء السعادة


المزيد.....




- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر القدومي - قراءة في رواية -ملك كاليفورنيا-