أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خلف الناصر - النخب الوطنية والقوانين التاريخية؟!














المزيد.....

النخب الوطنية والقوانين التاريخية؟!


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5973 - 2018 / 8 / 24 - 11:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيراً من قوانين التاريخ لم نلتفت إليها جيداً، ولهذا بقينا نراوح في أمكنة قريبة من نفايات التاريخ ومساحاته الفارغة، وليس في صلب التاريخ نفسه، كقوة حية فيه أو كقوى تاريخية فاعلة داخله!
وأول قانون : من قوانين التاريخ التي تتكرر أمام أبصارنا دائماً دون أن نلتفت إليها.. يقول:
إن أي تغير نوعي أو نهضة شاملة في الحياة الأمم والشعوب والمجتمعات الإنسانية، لا يمكن أن تقوم إلا إذا كانت هناك [نـــخـــبـــة] على مستوى ذلك الحدث التاريخي الكبير، سواء كان ذلك الحدث دينياً أو دنيوياً، فكرياً أو حضارياً سياسياً كان أو اجتماعيا...الخ
فالأنبياء والمصلحون والقادة التاريخيون، لم يقوموا لوحدهم بتلك الأعمال التاريخية الجبارة وتلك النهضات الإنسانية النوعية، التي أعادت بناء واقع حياة الإنسانية ككل، بل كانت دائماً معهم (نــــخـــب) آمنت بما آمنوا به والتزمت بما خططوا له.. فاستطاعوا متضامنين ومتكاتفين ومتوحدين، من فرض شروطهم على واقع الحياة وتغير نوعيتها .
والنخبة أو النخب دورها معروف في التاريخ، وقد ذكرت حتى في القرآن الكريم: "محمد والذين معه..." .. "عيسى والحواريون..." وذكرت مع المصلحين الكبار كبوذا وزارادشت وكونفوشيوس وغيرهم.. ومع الثوار العظام كلينين وغاندي وجمال عبد الناصر وماوتسي تونغ وكاسترو وسلفا دي لولا وهوغو شافيز وغير هئولاء كثيرون!!
والثاني : من قوانين التاريخ التي لم نلتفت إليها أيضاً:
أن (الـــنـــخــبـــــة) ليست توصيفاً وليست مزاجاً وليست ادعاءاً يمكن أن يدعيه أي شخص، فيصبح واحداً من أعضائها.. إنما هي حالة إنسانية نوعية متطورة ومتجاوزة للواقع الذي تعيش فيه، أثبتت صفتها النخبوية في الواقع نفسه من خلال التأثير فيه، والتغير النوعي لهياكله المادية والأدبية والفكرية، سواءً في الوصول إلى [الحالة المثالية المطلوبة] لذلك المجتمع، أو في الحالة التمهيدية وصولاً إليها .
وطبعاً لا يمكن الوصول إلى هذه [الحالة المثالية] إلا إذا تحول الشخص أو الأشخاص إلى تجسيد مادي حي (لفكرتهم المثالية) وتطهروا فكرياً وروحياً وضميرياً وعقلياً وفي السلوك والتصرف ، وحتى في علاقاتهم العائلية والاجتماعية من أدران الواقع المفروض عليهم.
والثالث : من قوانين التاريخ التي لم نلتفت إليها بوعي كاف هي:
أن الواقع مهما كان ثقيلاً وقوياً وراسخاً يلد معه وفي احشائه ـ حسب قوانين الجدل الاجتماعي والتاريخي ـ نقيضه الذي يؤدي إلى دماره التام في النهاية.. وهذا يعني:
أن لا واقع مفروض في مجتمع معين، ومهما كان قوياً وراسخاً لا يمكن التأثير فيه أو تثويره استعداداً لتغيره.. بشرط:
توفر [النخبة التاريخية] بالمواصفات التاريخية التي سيفرزها ذلك الواقع المفروض وتولد من رحمه حتماً، كنقيض أو معادل موضوعي لوجود ذلك الواقع نفسه، ويحمل له معه جرثومه فنائه الحتمي!!
***
والواقع الموضوعي هو الذي يفرز (الـــنــــخــــبــــة) وليست النخبة هي التي تفرز ذلك الواقع الموضوعي، كما أن النخبة أو النخب ليست مواصفات شخصيه او دراسات أكاديمية، إنما هي اشتراطات موضوعيه تتوفر في بعض الأشخاص، كتوفر الملكات الطبيعية والمواهب الفنية في اشخاص من المجتمع، وتقوم التجربة والدراسة بتنميتها وصقلها وتهذيبها لاحقاً لتناسب واقعاً معيناً أفرزها، لتؤدي دور التغير التاريخ فيه!
ليس المقصود بــ [الـــنــــخــــبــــة] (هنا) النخبة السياسية وحدها ـ كما قد يتصور البعض ـ ، إنما هي (نــخــب) عديدة وكثيرة تتوزع على جميع مفاصل الحياه، وتمثل جميع اختصاصاتها اليومية وفروعها الإنسانية.. فبالإضافة إلى النخب السياسية، التي دائماً ما يطلق وصف النخبة عليها، هناك أيضاً نخب اقتصاديه ونخب علميه وأخرى ثقافيه ودينيه وأدبيه وفكريه...............الخ
فإذا كانت هذه النخب تاريخيه، فإنها ستعمل موضوعياً متساوقة ومتماهية مع بعضها ـ أي بدون وعي منها ـ كي تستطيع أن بمجموعها أن تؤدي الدور التاريخي ـ نكرر الموضوعي ـ المناط بها.. لأنها بهذه الصفة وحدها، يمكنها أن تحدث تغيراً شاملاً ونوعياً في حياه وواقع إنساني معين، وبدون هذا الشمول النخبوي الجمعي سيكون التغير ناقصاً، ومحصوراً في جيوب أو أجزاء من حياه ذلك المجتمع، وليس في واقع حياته ككل!

ومثل هذه النتائج البائسة التي قد تتمخض عنها تجارب بعض من يطلقون عليهم اسم النخب، ستكون تشويها لذلك المجتمع وليس تغيراً تاريخياً أو نهضه شامله له، كما أثبتت تجارب دول ومجتمعات العالم الثالث برمته تقريباً، وفي طليعتهم العرب والمسلمون ونخبهم البائسة، التي أوصلت شعوبها إلى حاله الدمار الكامل والعجز الشامل، والخروج من التاريخ!

فمثل هئولاء ليسوا نــــــخــــبـــــاً.. إنما هم "أسلحه دمار شامل" دمرت مجتمعاتها وشعوبها وحضاراتها العريقة!!
[email protected]



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة: مرضعه العرق الاقتصادية ونافذته الحضارية و.....ثورته ...
- البصرة: مرضعه العرق الاقتصادية ونافذته الحضارية و.....ثورته ...
- البصرة: مرضعه العراق الاقتصادية ونافذته الحضارية و.....ثورته ...
- انتخابات ، وانتخابات؟..وحرائق وتزوير وشبهات!
- الحزب الشيوعي العراقي...لصاحبه...التيار الصدري!!
- نظرية الفوائض العربية!!
- أوراق ملتبسة؟ ....... (ورقه/9) البلاغة العربية.. والاستبداد ...
- أوراق ملتبسة؟؟ ........ [ورقه/8] الحراك الأردني : موجة ثانية ...
- أوراق ملتبسة؟؟ .............. [ورقه/8] الحراك الأردني : موجة ...
- ((المجرب لا يجرب))(4) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(3) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(2) ......... الأشخاص فقط.. أم النظام السي ...
- ((المجرب لا يجرب))(1) .............. الأشخاص فقط.. أم النظام ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ .....(ورقة/7) ورقة الانتخابات/4..... ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(6 ورقة الانتخابات/3.......... ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(5 ورقة الانتخابات/2.. ((مشروع ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ (ورقة/(5 ورقة الانتخابات/2.. ((مشروع ...
- قراءات في أوراق ملتبسة؟ ........ (ورقه/4) ورقة الانتخابات.. ...
- سورية وروسيا ونظرية ((المستنقع الأفغاني))؟ ..(ج/4 والأخير).. ...
- سورية وروسيا ونظرية ((المستنقع الأفغاني))؟ ............... ( ...


المزيد.....




- ترامب: كوشنر قد يلتقي بوتين الأسبوع المقبل.. وروسيا تقدم -تن ...
- ترامب يرد بصورة على تقرير عن -التفكير في إقالة مدير FBI-
- البنتاغون: جاهزون لتنفيذ أي قرار للقيادة السياسية ضد فنزويلا ...
- كيف تتعامل تركيا مع الحرب الأهلية في السودان؟
- البرازيل: بولسونارو يتجه لتنفيذ عقوبة السجن 27 عامًا بعد تثب ...
- زيلينسكي يفتح الباب للخطة الأميركية.. وترامب -المتفائل- يتحر ...
- -مهندس إعادة بناء القدرات-.. تفاصيل اغتيال رئيس أركان حزب ال ...
- أوكرانيا تعلن عن -تفاهم مشترك- مع الولايات المتحدة بشأن خطة ...
- 400 ألف يورو غرامة لناشطين بيئيين بعد تعطيل مطار هامبورغ
- ألبانيزي: الإبادة في غزة محت 69 عاما من التنمية


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خلف الناصر - النخب الوطنية والقوانين التاريخية؟!