أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - سيمانطيقيا الخطاب العدمي للملك المغربي














المزيد.....

سيمانطيقيا الخطاب العدمي للملك المغربي


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5965 - 2018 / 8 / 16 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كل خطاب ليس مجرد وحدة من الإشارات السيميائية، بل هو بناء يسمح لتلك الإشارات بالدلالة على معنى ما. واللغة شكل من أشكال الممارسة الاجتماعية، فهي الحيز الرئيس لنقل الفكر والتعبير عن الرأي. وهي أيضا مجال لتحقيق السلطة أو إعادة فرضها. والملقي للخطاب هو المسؤول عن محتواه، ولو تداخل وشارك في كتابته وإعداده آخرون، إذ هو الآمر وهم المنصاعون لأمره، وبإلقائه للخطاب يكون موافقا ومصادقا على كل ما جاء فيه جملة وتفصيلا. وهو المتحكم في موضوع الخطاب، وفي فعل المتلقين الذين سيشاركون في تطبيقه على أرضية الواقع. والخطاب سلطوي، لأنه يحدد الموضوع ونوع النقاش الاجتماعي المُثار، ويقرر مسار ومصير شعب يفوق الأربعين مليونا دون أدنى تمثيل حقيقي أو صوت فاعل أو سلطة في التغيير. هو خطاب لا يُبث وجها لوجه أمام عيّنة من الشعب، أو وسط الجماهير في الشارع حيث موضعه الطبيعي والمنطقي، بل مسجل مسبقا مما يجعله أحاديَّ الجانب. وتلك دلالة على الموقف المتعالي للحاكم ونظرته الدونية التي يكنها للشعب. فالعلاقة بين الحاكم والمحكوم ليست أفقية كما ينبغي، بل عُلوية وسفلية، وخَطّاها متوازيان لا يلتقيان أبدا.

نتساءل ما الذي يجعل المسؤولين المتدرجين في مناصب الإدارة والفاعلين السياسيين لا يعملون ضمن تلك القيود التي يحددها الخطاب الملكي كلما مرة، ويتلكؤون في الالتزام به، ويعزفون عن تنفيذه، أليس أحد الأسباب عدم امتلاك الخطاب الملكي صفة الشرعية المنبثقة من حوار اجتماعي متبادل ومشاركة للشعب في السلطة والقرار؟

هو خطاب لبيع الأوهام واستدراج الشعب لمرحلة أخرى من الحلم المتواصل اللامتناهي. ولا يغدو مجرد قوة أخرى خفية للتلاعب بتوجهات وطموحات الجماهير، إذ لا يختلف سوى شكلا عن الوسائل الأخرى المستعملة في تنميط الشعب وإلهائه كالفن والرياضة والثقافة والإعلام.

كنا ننتظره خطابا واقعيا، يعترف بذنب السلطة، ويقر إجرامها في حق ذوي الرأي وناشدي الإصلاح، ويعلن عن إطلاق سراح كل المعتقلين منهم والاعتذار الرسمي لهم، ليقترن النقد بالإصلاح، أو كما جاء في الخطاب. بل الأكثر والأرعن من ذلك، أن الخطاب في إيحاءاته الرمزية والزمانية والمكانية والصوَرية قد جاء لتكريس المقاربة الأمنية والتلويح بالاستمرار في استعمال العنف ضد كل من حذا حذو المحتجين في الحسيمة، معتبرا إياهم دعاة فوضى وفتنة ومتطاولين على أمن المغرب واستقراره.

إن ما نشرته وما زالت التقارير الغربية والأممية من مكانة المغرب في ذيل مؤشرات التنمية لَيدحض وبالأرقام ما تفاخر به الملك من منجزات منذ اعتلائه العرش قبل تسعة عشرة سنة.

ختاما، ومن باب الإنصاف والموضوعية، فإن الخطاب تناول نظريا أمرين إيجابيين:

أولهما، يتعلق بإحداث السجل الاجتماعي الموحد لضمان استفادة الأسر المعوزة من يرامج الدعم على ندرتها. وأما الثاني فيلزم إخراج الميثاق الجديد للاستثمار لتسجيل وإحداث المقاولات الصغرى والمتوسطة والتي تعتبر المحرك الاقتصادي في كل الدول، تحفيزا للمستثمرين والمقاولين، وإلغاءً للعراقيل والعقبات أمامهم.
فهل سيُنفذ هذان المشروعان أم سيحتلان سطرين إضافيين في اللائحة الطويلة لبيع الأوهام؟



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنقلب الكفة لصالح حراك الشارع المغربي؟
- شوفينية الخطاب في ذكرى مسيرة ما زالت خضراء
- -شوفي غيرو-
- الالتزام بالمطالب الاجتماعية وانتشارها نجاح للحراك في المغرب
- أكبرُ من حِراك
- نِعم الانفصال والانفصاليون
- ترامب وقبلة الموت
- نظرية تفوق البياض في الولايات المتحدة
- لماذا فشلت هيلاري كلينتون؟
- حكمة العدس
- -فراقش- السيد الوالي لا تصلح للحناء
- هل هو انفصال بريطانيا أم تشييد لقبر الرأسمالية؟
- أي وجه بقي لملك المغرب بعد الشريط الوثائقي الفرنسي؟
- لماذا وجب على المغرب الابتعاد عن الحلف الخليجي؟
- هل يستقيل الملك؟
- بين الخطاب الشعبي والخطاب الشعبوي في السياسة المغربية الحالي ...
- جوج فرانك وأعلى الهرم
- راعي الماعز المغربي
- بين تكساس وتيقيساس جبالة
- مَتاجر السويد ومَتاجر قضية الصحراء


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - سيمانطيقيا الخطاب العدمي للملك المغربي