أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - هل يستقيل الملك؟














المزيد.....

هل يستقيل الملك؟


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يتحقق كل ما يُكتب في تَوَّة من الزمان. لكن الكتابة كالرؤيا ضربٌ من النبوءة، وما يوضع على السطور اليوم قد يعلو وجه الواقع غدا. هي نذير شؤم على الطغاة لذلك يكرهون أهل القلم، وبشارة لذوي الحق. استغفال الحكام للشعوب لا يتجرعه الدهر دون نائبة آتية. أخطاؤهم لا تُغتفر ولا تمحوها صكوك غفران أو تسترها حُجب الإعلام الرسمي. فالحقيقة كالشمس، إن لم تسطع اليوم لسحب عابرة، فإنها بعد الكشف لا محالة حارقة.
لا تقوى البلدان التي تحترم شعوبها على الفضائح، تعمد إلى حفظ ماء الوجه، يستقيل رؤساؤها ووزراؤها وولاتها وعمالها درءً للمفاسد وبُعدا عن الأنظار، ينعزلون عن المجتمع عقابا لأنفسهم، وإن لم تكن لهم يد في الفساد، لكن ضمائرهم لهم مؤنبة عاذلة مادام قد وقع تحت سلطتهم. في البلدان المحترِمة جدا لشعوبها من ينحو صوبا أكثر أصولية، فيضع حدا لحياته. في اليابان قياسا، سمعت ذات سنة ألفية أن وزير الفلاحة والصيد والغابات علق نفسه بحبل عقب فضيحة مالية صغرى. المبلغ لم يكن يتجاوز ثمن لبنة في المسكن الباريسي لوزيرة صحتنا السابقة (الله يعطينا العافية باللغة العربية الفصحى) ياسمينة بادو.
نحن المغاربة صبارون كثيرا، فلا نعاجل السراق بالانتقام. شأننا في ذلك ليس تقية كما بعض إخواننا في الشرق الذين انقلبوا غرة على حاكميهم، إنما حفظا لسلم اجتماعي، ورغبة في استمرار سرْطنا الكسكس بعد خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية كل يوم جمعة.
بعد تسريبات ويكيليكس لأحد تقاريرالسفارة الأمريكية الدورية المرفوعة إلى واشنطن عن فساد القصر وعن المؤسسات التي يتم استخدامها من قِبله للإكراه والتماس الرشوة في القطاع العقاري في البلاد، وأن القرارات الاستثمارية بالبلاد ترضخ لثلاثة أشخاص: الملك، الهمة، الماجيدي.
وبعد كتاب "الملك المستحوذ" الذي فضح بحبر غراسيي ولوران من يتستر خلف رداء التقوى ويتدثر بالدين ليكتشف العالم وجهه الحقيقي.
جاءتنا وثائق باناما على يد صحافيين من بلاد الديكتاتورهتلر، تربت يداهما، وغفر الله لهما ما تقدم من ذنبهما وما تأخر، وقضى عنهما كل الديون، وأسكنهما فسيح جناته المعفية من الضرائب. وبقي إعلامنا المرئي الخالي من المروءة يغني على أسماعنا ملاحم وإنجازات الملك، ويستدعي الفنانين المهللين باسمه وبركاته على هذا البلد الأمين، يدعونا للتصفيق لما تحقق في عهده من نماء وازدهار، دارا الرماد على ما استهلكه وهرّبه هو وأجداده الميامين من أموال، وما كان ليحمي الملايين من الناس من الفقر والقهر والبطالة، أولئك الذين لا يعرفون موقع باناما والجزر العذراء وسويسرا إلا ما رُسم عنها في الخرائط، وكثير منهم لا يعلمون.
مادام أغلب المغاربة مَلكيين كما جاء ذات حماقة معهودة مقصودة على لسان رئيس الحكومة بنكيران والعياذ بالله، فقد وجب السماح لمن استطاع من تلك الغالبية على الأقل بفتح حسابات بنكية خارج البلد اقتداء بصاحب الجلالة. الفرق الهائل بين المغاربة وملكهم أنهم سيُخرجون أموالا اكتسبوها بعرق الجبين وادخار السنين، وأما صاحب الجلالة فيُهرب أموال فقراء قد اكتنزها دون أدنى وجه حق.
قال الحكيم الإغريقي أيسوب في القرن السادس قبل الميلاد: " نحن نقوم بشنق صغاراللصوص ونعِّين كبارهم في المناصب الرسمية". سُعْداك يا أيسوب، فنحن في المغرب وفي القرن الواحد والعشرين، مازلنا نشنق صغار اللصوص ولا نعين كبارهم إنما يرثون الحكم وثروة البلاد ويفرضون علينا البيعة والركوع فوق كل ذلك.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخطاب الشعبي والخطاب الشعبوي في السياسة المغربية الحالي ...
- جوج فرانك وأعلى الهرم
- راعي الماعز المغربي
- بين تكساس وتيقيساس جبالة
- مَتاجر السويد ومَتاجر قضية الصحراء
- من الحركة إلى التنظيم
- الملك والرعية
- خطر السعودية على الانتقال الديموقراطي بالمغرب
- عشرة أسباب لمقاطعة الانتخابات الجماعية القادمة في المغرب
- الموت والديموقراطية
- الضيعة والدولة
- هل المغرب في طريقه نحو الديموقراطية؟
- لماذا يزعج فن الراب السلطة في المغرب
- خطاب الحسد
- شيوخ الخليج العربي: أعداء الديموقراطية وكرامة الإنسان
- قطة الملك الأمريكية
- استشهاد المزياني : البلاد التي تعيش دون حرية جسد دون روح
- الرفيق محمد السادس
- المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية
- صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - هل يستقيل الملك؟