أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر














المزيد.....

صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 01:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس القريب كان المغاربة على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية قادرين على تناول وجبة الطاجين باللحم أو الدجاج وبدونهما، ومن لم تكن له الإمكانات لذلك فهناك الجيران والأقارب والأصحاب. بعد تغير البنية الاجتماعية واكتظاظ المدن وعلو العمارة بدل المنازل التقليدية الفسيحة، أصبح الجار لا يطرق باب جاره، والقريب بعيد ، وتاه الأصحاب في دوامة العيش. وظلت القفة رمزَ الكفاح المعيشي ، فقد لا يملك الفقير مسكنا يأويه لكنه يصر ألا يبيت أبناؤه دون عشاء.
القفة أو القُفعة أو الزَّبيل هي التي يركض خلف ملئها الناس، فالشعب المغربي يعشق الخبز والطعام حد الثمالة، وله في كل دار خبيرات متمرسات لا يقدر عليهن أحد من سكان الأرض في صناعة الطبيخ ، ولديه تراث حافل من المأكولات والحلويات مما تشتهي الأنفس ويسيل له لعاب النحل.
كل رمضان تبدأ الحملة الملكية لتوزيع قفة على الفقراء، العام الماضي كانت تحتوي على قالب سكر وقارورة زيت، وهذه السنة أصبح القالب قالبين.
شعار المرحلة في ممكلة القوالب: القفة ذات الأذنين لا يحملها سوى اثنان ، القوالب عديدة في المملكة السعيدة، قوالب في الشوارع والطرقات والبيوت وفي الإدارات والوزارات والبرلمان والمؤتمرات والحانات وبيوت الدعارة والمساجد ، كلها تصيح: عاش صاحب القفة التي لا تنضب، ضامن رزق المواطنين البائسين ، ملك الفقراء ، أمير المؤمنين، حامي الملة والدين، وهلم قوالب.
غدت الرسالة المولوية الشريفة واضحة ؛ القفة الملكية باقية في عصر أكياس البلاستيك، لكم أن ترموا كل الأكياس بعد استعمالها أو إعادة تدويرها إلا القفة الملكية، وإن فرغت من كل محتوى فهي صالحة لحمل أعبائكم الأخرى.
هكذا تُوزع ثروات بلاد عامرة بالفوسفاط وغنية بالأسماك والمنتوج الفلاحي. هذه حصة شعب لا يمتلك إعانات مادية من الدولة ولا صندوق تقاعد للمعوزين والمعطلين والعجزة وكبار السن. قالبا سكر وقنينة زيت في بلاد تبذر الملايير على أسفار الملك وموائده الحافلة وقصوره المنتشرة في المعمور وعلى مهرجانات البذخ ، في بلاد لا تستطيع فيها امرأة حامل ولوج مستشفى لتلد كما البهائم أمام الملأ، في بلاد لا يملك فيها المعطل الذي قضى نصف حياته في التحصيل الفلسفي ثمن موس حلاقة.
إنه منطق القفة في بلاد اختلت فيها الموازين ، وشاع فيها البين بين السلطة والشعب، كل في واد يهيمان.
لم يتغير شيء في الدار العلوية التي بقيت على حالها . فمازالت دار السلطة العتيقة تعتقد أن الشعب يرى نفسه في القفة كما رأى السابقون وجه جد جلالته في القمر، وأن بحولها دهن الأدمغة بالزيوت الملكية وتحلية ما غدا مرا علقما لا يُستساغ بمنطق السكر. أما من منظور الشعب ، فليست البنية الاجتماعية والعمران والنمط المعيشي وحدها التي تبدلت بل الحاجات. الشعب يبحث عن قفة الكرامة والحرية والعدالة والصحة والتعليم المجانيين والثقافة والمشاركة الفعلية في السلطة. يوما ما ستطفح القفة المليئة بالقوالب ، ولن يحملها الشعب، فالسكر والزيت لا يمثلان حسن الزاد بل يكرسان لاستمرار مشروع الفساد.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الثورة..
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر