أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ














المزيد.....

رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 09:07
المحور: كتابات ساخرة
    


رأيت في مايرى الرائي خيرا وسلاما، في ليلة مقدارُها ربع أو نصف الليل ممَّا تَعُدُّون ، سوداء كسواد شعر الصَّلعان ، رأيت امرأة عجوزة حدباء ، أكل الدهر أسنانها وقوصت الأيام ظهرها ، تدعى " لَلَّا عْبُوشْ " . تسكن بلاد ماقبل بحر الظلمات شمال جزيرة المساكين وشرق خليج المحرومين بين قارة العُريان ووطن البهتان في خريطة المفقودين للعالم الجغرافي الإبليسي . كانت العجوز خَبة لَبة ، وداهية فطِنة، تركب حمارا أمريكيا منَقَّطاً، مُغْبرَّ الرأس ، منتتفَ الشعر ، ذا ذنب كبير وصوت نكير ينهق ولايفقه ويسمن ولايفطن .
كانت لَلَّا عْبُوشْ جادة عبيسة نشيطة بسيطة ، لاتكل ولاتمل، تُعِدُّ الشوك شَبُوباً للنار في مطبخها، وتُورد النوق الظمآى للبئر في أرضها . وبينما كنت غارقا في سباتي بل لم أكن أعلم حياتي من مماتي ، ضربتني للاعبوش بعصاها الغليظة فوق رأسي، وقالت لي بصوتها الذي يشبه محرك سيارة جاري المعطلة : انهض يانائم بن يقظان، وشدَّ رحالك، وفُكَّ لسانك، لتحمل رسالتي هاته الى ماوراء بحر الظلمات، الى حفيد آل تعسان ، مشتر بوش النعسان، أغبى الإنس والجان. وبالغ في تبسيط رسالتي حتى يفقه قولك. وأكثر من شرح مقالتي حتى يعلم قصدك. فوالله الذي خلق الدابة وخلقه، لهو أشبه شكلا وأضعف عقلا من حماري المنقط هذا، وقل له : "بسم الله الرحمن الرحيم وأعوذ بالله منك ومن كل شيطان رجيم، من لَلَّا عْبُوشْ الغنية بذكر الله في بلاد الفقراء والمساكين الى الضال المغضوب عليه مشتر بوش حفيد السفهاء والفاسدين.
أما قبل، اصغ الى كلام الأدباء يامن يجهل أحرف الهجاء ، أُسْمِعكَ العجبَ العُجاب يا خليفة الكلاب. وتمعن و|ن كنت كالثلجِ تقتبس منه ناراً ، و كالحمار يحملُ أسفاراً. واعلم أن رسالتي هذه كلام مكتوب ونص مخطوط ، فلاتحسبنه عشبا أو برسيما فتبلعه، فإن بلعت فلن تهضمه ، وإن هضمت فلن تفهمه.
وصلتني أخبارك وجاءتني أنباؤك طوال فترة حكمك، والله خير الحاكمين. والحاكم في دستور العقلاء وشرع الحكماء من حكم عقله، وقضى بين الناس بالعدل ، ولم يتواطأ عليهم بالقتل، ونفعهم في معاشهم، وأفادهم في معادهم .
وإني قد بحثت في تاريخ الرؤساء وسيرة العظماء، فلم أجد مثل ماسمعته عنك من الشتائم القبيحة والألقاب المهينة والذكرى الرديئة. ولم أعثر على حكم طغى فيه الطالح على الصالح مثل ماوجدت عندك، وإن كان العيب ليس منك ولكن العيب على من حكموك بينهم . وكذبت على محكوميك وتواطأت مع بطانتك، فاختلقت أزمة الشهر التاسع من تقويمكم الميلادي من سنتكم الأولى بعد الألف الثانية، وأدخلت جيشك حربا ضروسا بل كابوسا عبوسا في بلاد مابين النهرين دون علم أو شجاعة، فأهلكت النسل وأضعفت الحرث .
لقد أضحكْتَني يامشتر بوش حين علمت بنيتك في احتلال نخيل بغداد. فوالله لست بنائلها ولوصارت حلاوة تمرها مرارة. ألاتعلم يامشتر بوش أن أجدادي في العراق حددوا التقويم السنوي واعتمدوا الخدعة في الحروب حين كان أسلافك لايزالون ينطون فوق الشجر .
و فررتَ فرار القط من الأُسْدِ الى خراسان لتقضي على ذرية الإنسان، فوجدت ضربا آخر من السباع تلبس جلود النمارعسيرٌ صيدُها هالكٌ عدوها، تأبى إلاأن ترقص في زينة وخيلاء تحت وقع المعارك والقتال بأطواد الجبال .
ثم تحالفت مع عشيقتك إسرائيل في سرير المبغى العربي ضد لبنان الجِنان فحللت أهلا بريح العاصِفِ والقاصِفِ، وضد غزَّة البنَان فوطأت سهلا ملغوما بعذاب الصَّرْصَر والعَقيمِ .
لن أطيل الحديث يامشتر بوش فأنا امرأة كهلة، عاصرت من الحكام قبلك عددَ ذهابي الى الخلاء، فوجدتك أكثرهم نجاسة وتبرزا حتى سد العالَم أنفه من كره روائح فعلاتك . ولاأحسبن الله يزيد في عمري هذا بعد سنتي هذه، لهذا كتبت لك هذه الدعوة وأنت تغادر البيت الذي سوَّدته علَّك تتشرف بالحلول محل حماري المنقط ، فتحمل الكلأ والماء وتحرث الأرض وأركبك ، فقد يغفر الله لك بعض ذنوبك ويمسح عنك بعض جرائمك بعد أن تتحول حمارا قَلْباً وقالباً ومقلوباً. وَوَعْدٌ مني اليك لن أخْلِفَه ، بأن لاأضربك بالجزمة القديمة بل بعصاي التي أهش بها على غنمي . وأسرع في ردك ، إن حماري ينتظر نهيقك بفارغ الصبر."
هنا انتهت الرؤيا واختتمت لَلَّا عْبُوشْ كلامها ، وهاأنذا أشهدكم أني بلغت رسالتها فماعاد رأسي يحتمل لغتها الفصيحة ولا عصاها الغليظة. وسبحان من خلق الحمير وخلق أمثالها .



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ