أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية














المزيد.....

المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجلس الآن وكلي نهم للكتابة ، وأنا أرى تصرفات المخزن الكاره للحرية والإصلاح ضد أبطالهما. لا شك أن الذين يتمرغون في هناءة الفساد كثيرون ، ترعبهم كلمة الإصلاح وما يعقبها من عدالة اجتماعية وكرامة وتمتيع للشعب بحقوقه ، فالطفيليات تعيش على أجساد الشعب لذلك تهوى أسقامه وتكره عافيته لأن فيها نهايتها. وفاء شرف في السجن، وكذلك أسامة حسني. قاسمهما المشترك الاختطاف والتعذيب ، والفاعل نظام قد تحول من جلاد إلى ضحية.
ربما لم يسمع عنهما جل الشعب كما لم يسمع عن حشد من المناضلين القابعين في سجون النظام، والبركة في الإعلام الرسمي وقنواته التي أغشت العيون عن الحقائق، لكنهما وغيرهما في ذاكرة الشوارع راسخين وفي أذهان الأحرار.
اسألوا عاملات طنجة وعمالها عن وفاء شرف، اسألوا أسر المعتقلين السياسيين عن حنجرتها المدوية في الساحات العامة ، اسألوا الكلمات المردَّدة: "باسم الشعب، كل الشعب ، باسم الثورة الشعبية، اشعلها نارا نارا في صفوف الرجعية".
المناضل المنتمي لحركة عشرين فبراير أسامة حسني تحول هو الآخر بجرة قلم مخزنية من مشتك ضد الاختطاف والإغتصاب والتعذيب إلى معتد أثيم. حُكم عليه بثلاث سنوات سجنا وبألف درهم كغرامة مالية وتعويض قدره عشرة ملايين لمديرية الفزع الوطني.
لن أسرد هاهنا قصتيْ ذينك البطلين ، ولا حاجة لذكر مناقبيْهما ووقوفهما في صف الكادحين وإلى جانب ذوي المعتقلين السياسيين كافة، والتذكير أنهما كانا في طليعة كل خروج إلى الشارع لإعلاء صوت الحرية وسط العبودية الجاثمة على صدر أبناء الشعب متحدييْن عقيدة الخوف السائدة . أترك ذلك للشرائط المصورة ولرفاق دربهم، لتحركاتهما في ساحة النضال لأجل الحرية كي يسلطوا الضوء على إنجازاتهما، لأعداء الشعب أيضا كي يلقوا عليهما كل التهم الجاهزة المدبرة في منابرهم المدفوعة الثمن مسبقا لتشويه سمعة الشرفاء.
لا يمكننا انتظار العدل في دولة محققوها وقضاتها خاضعون لتعليمات القصر، حيث لا سلطة مستقلة عن نزوات الملك وانتقام زبانيته. السدة العالية التي تخشى أصوات الأحرار تستعمل القضاء لإسكاتهم والزج بهم وأصواتهم خلف قضبان الصمت إكراها. هي سادية الحكم المناقض للطبيعة، الرافض للديموقراطية ، والعائق أمام التنمية وتحكم الشعب في مصيره.
إن العدالة هي التي تضفي الشرعية على حكم ما، وهي منتفية في المغرب، فلا شرعية للحكم إذن. والاستبداد الملكي ليس سوى سلطة تُمارَس انتهاكا لمبادئ الحق. إنه حكم يقوم على انتهاك حرية المواطن، وتهديد حياته، وإدانته ومعاقبته دون محاكمة عادلة، وحرمانه من حريته وسبي ممتلكاته.
نحن آخر دولة يُمثل فيها الوكيل العام للملك النيابة العامة، والسلطة القضائية فيها تقع تحت تصرف هواتف القصر والنافذين في سلم المخزن. الكل يتدخل في القضاء ، من مدراء الشرطة إلى الداخلية ، ووزير العدل مجرد بيدق في لعبة شطرنج أُعدت الألوان والمربعات فيها من قبل، وتقرر فيها المخزن كرابح والخاسر دائما ابن الشعب.
والسلطة عندنا بدل أن تكون وسيلة تصبح نهاية في حد ذاتها، مسترشدة بأنانيات العاهل وبما يرضي عواطفه الشخصية التافهة والعابرة. وفي سبيل الحفاظ على السلطة، يقوم بانتهاك حرمة العدالة واستبدال الحق بفعل القوة الغاشمة.
إن ما يحدث للعدل في بلادنا لأخطر من سنوات الرصاص، فالقانون الذي يفترض أن يكون تحته الجميع يطبق جزافا ضد الساعين حثيثا نحو الحرية وسيادة العدل.
يبدو أن الأطراف المخزنية المستفيدة من بقاء الفساد لديها الكثير مما تخسره في ظل الإصلاح، أكثر مما نتصوره . لذلك تخوض حربا ضروسا عبر الاختطاف والتعذيب وتلفيق التهم للمناضلين ثم النطق بأحكام السجن من تحت منصات القضاة.
لم تُرفع المحكمة يا سيادة الاستبداد، فلم تبدأ بعد محاكمة الفاسدين . ستبدأ يوم يتحرر القضاء من قبضة المخزن. وشهية الظلم المفتوحة تلك ستحصرها إرادة النضال الشجاعة وعقلانية الحركات التحررية وعلى رأسها حركة عشرين فبراير.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر
- جمال الثورة..
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون ...
- تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو ...
- توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س ...
- ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر ...
- تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
- في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
- ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
- -نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري ...
- كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية