أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - أكبرُ من حِراك














المزيد.....

أكبرُ من حِراك


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"إن الحرية لا تُمنح أبدا طوعا من قِبل الظالم، بل يجب أن يطالب بها المظلومون". هكذا عبر مارتن لوثر كنغ في ستينات القرن الماضي عن ضرورة الحراك الشعبي لنيل الحقوق. سبقه إلى ذلك محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي رفع سقف الحرية عاليا قائلا: "لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل".
مات الخطابي ودُفن في المنفى، لكن روح عبد الكريم ظلت حية بين الريفيين والتواقين إلى دولة العدالة الاجتماعية. فما يحدث في الريف من حراك ليس ظاهرة ظرفية عابرة ظهرت بين عشية وضحاها، إنما امتداد لتلك الروح الخَطابية، وتطور طبيعي لسياسات الإقصاء والتهميش التي نهجها المخزن منذ إخراج إسبانيا وفرنسا بفعل التنظيم المقاوم الذي خاضه الريفيون دفاعا عن الريف.
الريف جزء من بؤر في المغرب لَمْ تحظَ ب"رضا وعفو" المخزن ، حيث بقي حذرا ومحتاطا منها بسبب تاريخها في رفض الهيمنة المخزنية ومعارضتها لأساليبه المعتمدة. تلك الطبيعة المقاومة للاستبداد أيا كان مصدره هي التي حمت الريف والبؤر المماثلة من الاستعمار وحققت بالتالي الاستقلال للمغرب.
فهمُ تلك الطبيعة، اعتبارها كنزا وطنيا بدل وصمها بنزعة انفصالية، بل تقديرها في منزلتها المستحَقة ، هو ما يجب .
الوطنية الحقيقية هي قول لا بالحروف العريضة للاستبداد، هي التشبت بحرية التعبير والتشبع بها فكرا ووجدانا. إن لم نطالب بصرف أموال المغرب على صحة وتعليم وحاجات المغاربة، ونحن أعلم بغناه وبثرواته التي لا تحصى، فعلامَ تُصرف.
كعادة المخزن، قد يلجأ إلى ربح الوقت رغم الآمال المعقودة وحسن النيات التي يبديها المواطنون. لا يبدو أن مخزن الْيَوْمَ قادر على إدراك مدى خطورة الوضع الاجتماعي بالمغرب، وأن الناس قد خرجت في الريف تعبيرا عن مدى الاحتقان الذي يعيشونه كأغلب المغاربة.
مخزن الْيَوْمَ لا يستوعب أن الزمن قد تبدل، وأن مغاربة الْيَوْمَ المحرومين من مجانية الصحة ورقي التعليم ليسوا مغاربة الأمس الراضين بالوضع الاستبدادي السائد تغافلاً وحكمة متفرغين لجمالية العيش .
إن الأساسيات الضرورية للسلم الاجتماعي قد سُلبت عن واقع المغاربة، وإن أساليب المناورة ليست الحل.
لعل هذه فرصة المخزن الأخيرة لتصحيح بعض ما فسد، ولرأب الصدع الذي سببه في الجسد المغربي، فالمخزن هو سبب الفتنة، ولا فتنة أشد من الفقر والتهميش، هو أساس التفاوت الطبقي الحاد، وهو صانع نظام المحسوبية وراعي الزبونية، وسياساته السلطوية هي التي خلقت أزمات ترابية فأوجدت ما يسمى بالبوليزاريو بالصحراء المغربية.
مازال المخزن يناور عِوَض أن يجلس للطاولة كي يحاور باعتباره شريكا في الحل والأزمة، ها هو يُخرج جنوده المتدينين ليلقوا على الأسماع وهي أقرب الطرق إلى القلوب خطاب الفتنة وعدم الخروج على الحاكم. هؤلاء الخطباء نتاج سياسة الريع، الذين أعفوا لحاهم بمباركة المخزن، وباعوا الدين بثمن زهيد.
ومن اليمين إلى الشمال، ومن حديث القلب إلى العقل، بدأ المخزن يُخرج علينا من يدّعون علم المنطق ويجيدون فقه اللسان، فلاسفة في الظاهر، لكنهم يناقضون روح الحرية والعدالة عند أفلاطون وأرسطو وابن رشد، ليدحضوا بالكلام ما فشل فيه تجار الوحي.
هؤلاء القابضون، والأجر هزيل مهما قبضوا وقد قايضوه بشرفهم وعقولهم، بياعوا العلم والإيمان، هم آخر ما تبقى من عتاد في كيس المقاربة الكيدية للمخزن لغاية دنيئة: وأد مطالب الشعب.
إن النضال في المغرب قد نضج، ووجد الطريق الصحيح العتيد للقلعة الحصينة، ألا وهي المطالب الاجتماعية. حين لا نطالب بالقيادة، ولا نرجو السيادة، ولا نقحم الدين، ولا نرنو للسياسة، بل ببساطة : ننشد طاولة لكل طالب علم، لقمة عيش لكل مواطن، مشفى لكل مريض، حقا في مداخيل البلد من ثرواته، طريقا معبدة، كرامة لكل نفس، فإننا حتما ننتصر.
لخطاب النضال الجديد صدى في قلب وعقل الشعب، لأنه منطقي وبنّاءٌ للوطن، ومشروع لمغرب أفضل. وأما ترهات كهنة المعبد ومثقفيه الصوريين، فقد باتت تشبه بخور السحرة وألاعيب المحتالين، وصار معها المخزن يبدو مشعوذا أفّاكا في حضرة طقوس بالية وجدل عقيم.
إن المغرب الْيَوْمَ كعربة تنمية،المناضلون يقودونها للأمام نحو التنمية، المخزن يحاول جرها إلى الخلف.
خلال الشهور المقبلة، سيظهر الصراع للعيان على أنه مواجهة بين الحضارة والتخلف. والشعب المغربي راقٍ ، وسيختار الحضارة.
إن رقعة هذا الحراك الريفي المبارك ستمتد لتشمل باقي المناطق، وإنه لأكبر من حراك، هو بداية إنشاء دولة مؤسسات ونهاية دولة المخزن.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نِعم الانفصال والانفصاليون
- ترامب وقبلة الموت
- نظرية تفوق البياض في الولايات المتحدة
- لماذا فشلت هيلاري كلينتون؟
- حكمة العدس
- -فراقش- السيد الوالي لا تصلح للحناء
- هل هو انفصال بريطانيا أم تشييد لقبر الرأسمالية؟
- أي وجه بقي لملك المغرب بعد الشريط الوثائقي الفرنسي؟
- لماذا وجب على المغرب الابتعاد عن الحلف الخليجي؟
- هل يستقيل الملك؟
- بين الخطاب الشعبي والخطاب الشعبوي في السياسة المغربية الحالي ...
- جوج فرانك وأعلى الهرم
- راعي الماعز المغربي
- بين تكساس وتيقيساس جبالة
- مَتاجر السويد ومَتاجر قضية الصحراء
- من الحركة إلى التنظيم
- الملك والرعية
- خطر السعودية على الانتقال الديموقراطي بالمغرب
- عشرة أسباب لمقاطعة الانتخابات الجماعية القادمة في المغرب
- الموت والديموقراطية


المزيد.....




- -حماية- الدروز وإلى أي مدى ستذهب إسرائيل ضد نظام أحمد الشرع؟ ...
- سوريا.. رد رئاسي بعد مشاهد صادمة في السويداء ومناشدة حكمت ال ...
- لماذا تعتبر إسرائيل قوات النظام السوري في السويداء تهديدا له ...
- رغم إصابته في انفجار بغزة، عبد الرحمن يصطاد ليساعد أهله
- طوابير الجوعى والموت اختناقا: مقتل 21 فلسطينيا أغلبهم إثر اس ...
- البرلمان الإيراني: لا استئناف للمفاوضات النووية مع واشنطن قب ...
- ميلانيا ترامب..كلمة السر في تغيير موقف ترامب من بوتين؟
- رئيس الوزراء الفرنسي يقترح إلغاء عطلتين رسميتين.. ما ردود فع ...
- روسيا تطلق مئات المسيرات على أوكرانيا وترامب يرسل باتريوت إل ...
- جدل وانتقادات دولية بشأن ما يسمى -مخطط المدينة الإنسانية جنو ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - أكبرُ من حِراك