أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - أحاديثي مع الشيطان صديقي ..!!(1)














المزيد.....

أحاديثي مع الشيطان صديقي ..!!(1)


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


الشيطان صديقي الجميل الرائع وعدني بكل الصدق أن يسر لي بحديث عن المرأة العربية والمسلمة , وأقسم لي بكل صدق بأنه ليس له شأن بها , ولم يتعرض إليها بثمة همس أو وسوسة أو تحريض علي أي جريمة في قوانينكم الدينية أو العلمانية ؛ وقال لي : كيف أهمس لها أو أوسوس لها بالشر وهي الإنسانة الضعيفة المهانة الذليلة منذ ولادتها والحزن والألم والفأل السوء يرافق أسرتها وأهلها حين تولد لمجرد أنها أنثي , وكيف أكون سعيد وهم يقطعوا جزء من جسدها وهي صغيرة وبلا إرادة منها تحت مسمي الختان أو الطهارة ؟!
ياصديقي إنها مهانة في بيت أبيها من أبيها وأمها ومن اشقائها , بل ومن أقاربها وأبناء حيها الذين يري بعضهم أن شرفه متعلق بها , فما بالك بأسرتها واقاربها , ولمجرد أن تنموا أعضائها الأنثوية يجبروها بلا اختيار أو إرادة علي الحجاب أو الخمار أو النقاب , وحين تتزوج وتغادر بيت أهلها , تشتغل خادمة في بيت زوجها ويهينها ويمارس عليها فنون القهر والقسوة , ويتزوج عليها ذوات الأربع , وتحرم من الميراث في حالة وفاة والدها أو والدتها ..
وإذا تم إظهار جزء من جسدها , مجرد جزء , حتي كعب قدمها , مجرد كعب قدمها , أو شعرها , نعم ياصديقي , مجرد ظهور خصلة من شعرها , تعتبر كبيرة ومن المحرمات , لأنها تثير شهوات وغرائز الشباب والرجال ..
لا تصدق ياصديقي كل من ادعي بالكذب أنني أحرض المرأة علي الفسق أو الفجور , ولكن إسأل وحاكم دساتيركم وقوانينكم ومؤسساتكم الدينية وتراثكم الديني , فهم من يحرضوا عليها , وعلي بغضها ولعنها وإضمار كل السوء والشر والكراهيات لها !!
هل تصدقني ياصديقي إذا أخبرتك بأنني حزين علي وضع المرأة العربية لديكم !!
.. أرجوك: فأنت صديقي الذي أصدق معه :
لاتصدق حديثهم عني , حتي لو لعنوني , وشتموني وسبوني ووجهوا لي كل الإتهامات , أنا الشيطان , وأكررها : أنا الشيطان : لا أحرض المرأة , لأنها في حالة تستجلب العطف والشفقة والرحمة , فكيف أحرضها أو أحرضها ضدها أو أحرض عليها !؟
ولعل مادار في حديثي فجراليوم مع الشيطان حينما همس لي بمودة وامتنان , وأخبرني بصدق أن أبلغ حديثي معه إليكم , قائلاً بكل توكيد :
إن أول خطواتكم نحو الحرية والتحرر الإنساني , تبدأ حال التوقف عن نسبة كل الجرائم الإنسانية له, فالشرف العقلي والأخلاقي يحملكم مسؤليتكم كاملة تجاه أفعالكم أو الإمتناع عنها , ونسبتها له يفقدكم شرف عقولكم وأخلاقكم , ويجعل الحيوانات وهوام الأرض أشرف منكم , لأنهم ذوات مسؤلية من غير دراية أو معرفة منهم تجاه إستمرار حياتكم : كونوا شرفاء وشجعان وانتهوا من نسبة جرائمكم له , ولاتتهموه بإتهامات منحطة وسافلة , فأين ذهبت عقولكم وإراداتكم تجاه أفعالكم أو الإمتناع عنها , هذا ما قال به الشيطان ورجوني أن أبلغه إليكم , وطالبني بكل صدق قائلاً لي :
أرجوك ياصديقي إستنطق الإجابات منهم ومنهن !
وبالفعل وعدت صديقي الشيطان بأنني في الأيام القادمة سأكتب عن الشيطان صديقي الجميل , وأدواره الرائعة في نهضة العقل والعلم والمعرفة والحداثة , وتحريضه الدائم علي دولة الدستور والقانون والمواطنة والمساواة والعدل والعدالة , والحض علي المساواة بين الرجل والمرأة في كل الأمور , وتحريض الشيطان ضد من يلعن المرأة ويجعلها أساس للشر وأس للخطيئة من غير تنويه علي إجرام الرجل في غوايته للمرأة وظلمه لها وقسوته ضد روحها وجسدها ؛ الشيطان دائماً يحرضني علي أمور لها علاقة بإنسانية الإنسان وتجريم التمييز بين الناس بسبب الدين والمذهب والطائفة , أو اللغة والنوع واللون والجنس , أو الجهة الجغرافية , والشيطان لم يحرض علي قتل الإنسان وسرقته واستعباده وجعل الناس أسياد وعبيد , أغنياء وفقراء ..
والشيطان لم يحرض علي الرشوة والواسطة والمحسوبية !!
وأنا أعلم جيداً أن الشيطان لم يحرض علي جرائم الإستبداد والطغيان والفساد , ولم يحرض رجال الدين علي فعل السفاهات ولم يأمرهم بفتاوي رضاع الكبير ونكاح الصغيرة ونكاح الوداع ونكاح المجاهدة , وجماع البهيمة !! ..
الشيطان أخبرني بأنه لم يأمرهم بذلك ..
الشيطان قال لي بالحرف الواحد: لاتصدقوا ما قالوه عني في الموروثات الدينية والإجتماعية , فحتي الفقراء والمرضي والمهمشين لا اسعي أبداً إلي إذلالهم وتخضيعهم لي , ولكني أتركهم وشأنهم ليواجهوا من أفقرهم وأمرضهم وأذلهم وهمش حياتهم علي وعد بالجنات في الآخرة ..
صدقني ياصديقي , فأنت تعلم أنني لا أكذب عليك أبداً ..
وبالفعل صدقت علي ما أخبرني به الشيطان , وبعد أن إستأذن مني ورحل , وأذنت له , وطالبته بلقاءات أخري كثيرة , وعدني بذلك , ولكنه بعد رحيله , تركني في حالة من الإرتباكات والتساؤلات الكبري , فماذا سأكون فاعل ؟!
أنتظروني مع أحاديث الشيطان الجميل ولقائاتي معه !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرمنيوطيقا : القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص ...
- الهرمنيوطيقا القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص !! ...
- هذا الذي كان ... !!
- مناداة الكتابة ..
- هل معز مسعود جاسوس خائن , أم داعية مخبر , خادم للإستبداد وال ...
- قسوة ..
- هي كل حياة !!
- حقاً مأساة
- حوار النبوءة : جرائم الماضي والحاضر , واختلاف الأسماء والمسم ...
- مالهذه الطفلة والشيطان ؟!
- رسالة من إبنته سمر: في الذكري ال 26 لإغتيال الشاهد الشهيد فر ...
- علي شرط التجريد: جدل العقل والنص , لمن يكون النصر !؟
- عن رؤية الشاعرة هدي أمين : الفتوي في نقطتين !!
- اليقين والثابت والمتغير !!
- عن تهديدات سيرجيو راموس وأسرته بالقتل : فماذا عن محمد صلاح و ...
- العكاز ..
- تحت راية السجان !!
- الأربعاء الأسود : من زكريات 25 مايو -آيار- 2005 ..
- زكري العار : الأربعاء الأسود 25 مايو - آيار - 2005 !!
- عن إختطاف وائل عباس واحتجازه : فماذا بعد !؟


المزيد.....




- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - أحاديثي مع الشيطان صديقي ..!!(1)