أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ضباع مجالس المحافظات















المزيد.....

ضباع مجالس المحافظات


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بات التفكير بالمستقبل يقلق المواطن العراقي لا بل يفزعه، وقد أخذ العجز واليأس مأخذه عند الكثيرين، فأصبحت الناس يائسة مغلوب على أمرها. فكل شيء يسير داخل دوائر مغلقة لا يعرف لها منفذ أو إلى أين تأخذ الناس في دوامتها. جميع مؤسسات السلطة الحاكمة ومثلها مؤسسات المجتمع المدني العراقية وقادة القضاء والمؤسسة العسكرية ومثلها المؤسسات الدينية، جميع هؤلاء يشتركون بصناعة الإيذاء والقسوة والخراب والخيبات للشعب العراقي، لذا أغلق في وجوه شعبنا الأفق، ولم يبق هناك غير بصيص نور ضعيف من الجائز أن يتم إخماده بعد تشكيل الوزارة الجديدة، والمتوقع لها أن تكون على ذات النهج القديم. فليس هناك في الأفق ما يشير لقبول ورضا سلطة الأحزاب الإسلامية والقومية الانتقال إلى اصلاح البنى والهياكل السياسية والإدارية لمؤسسات العراق والتخلي عن نهجها السابق. فالجميع يتمسك بفكرة دخوله الحكم والتفاوض على نسب الحصص التي ينالها ومقدار قيمها المالية والمعنوية، وهذا هو الجهد المبذول والذي تعمل على تركيبته السياسية كافة القوى دون استثناء. فهم أعرف من غيرهم بأن التغيير والإصلاح أي كانت طبيعته سوف يحمل لهم الانحسار والموت المحتم، لذا يجاهدون لمنعه مهما كانت طبيعته.
عرض السيد العبادي ما قيمته 25 ترليون دينار عراقي لتقديمها مع ما يقارب 30 ألف درجة وظيفية لمحافظات الجنوب والوسط، وقد أشارت الدوائر المالية لرئاسة الوزراء إلى كون هذه التخصيصات التي تقدم، سوف تؤخذ من صندوق احتياط الطوارئ الوطني، وتغافلت الأخبار عن ذكر الفارق الحاصل في عائدات النفط العراقي المصدر والذي يقارب 25 دولارا عن قيمة احتساب تصدير برميل النفط في ميزانية العراق لعام 2018 والذي وضع بسعر 45 دولارا للبرميل، ولم تظهر حسابات رئاسة الوزارة أو وزارة المالية أو أي سلطة مالية عراقية أين تم إيداع وارد الفرق بالأسعار أو كيف استغلت وفي أي أبواب تدوير وصرف وضعت.
ليست هناك جهة رقابية تعمل على تدقيق حسابات الحكومة وأبواب صرفها لأموال البلد، وليس هناك من عرض شفاف وسليم لقاعدة واردات البلد، ومثلها نسب الصرف لجميع مؤسسات الحكومة، لذا بات الحديث عن هذه الأموال وأين ذهبت، مثل رواية لفلم خيال علمي وألغاز لا يستطيع أي من كان اكتشافها أو حلها، سوى حلقة ضيقة من الأشخاص لن يتجاوز عددهم أصابع اليدين، وهؤلاء هم المانحون الواهبون، وبيدهم أموال قارون وخزائن العراق ومثلها مصائر البشر. وهم من يحجب عن الشعب أرقام الحسابات وكذلك الامتناع عن توفير الخدمات. ولكن هل إضاعة وسرقة أموال العراق وما حصل عليه الشعب من العلل والسقم والخيبات التي أصابته، تقف عند ما يفعله هؤلاء. كلا فهناك سلسلة حلقات وتوابع جميعها تشارك في صناعة الخراب وإيذاء الناس، لا بل أن سلسلة الحلقات هذه تبدو مثل حيتان أو تماسيح تلتهم أي شيء يقع في طريقها، وتترقب مثل الحيوانات المسعورة الحصول على ما يقدمه لها أسيادها من القابعين في المنطقة الخضراء. فحلقة الوزراء ورؤساء المؤسسات والمدراء دائما ما تضمن حصصها من داخل المؤسسات والوزارات ذاتها بعد أن تصبح تلك الدوائر ضياع يمتلكها هؤلاء دون حساب ورقابة.
قرر مجلس الوزراء بتأريخ 24/ 7 / 2018 وبشكل طارئ تأليف لجنة أعمار وخدمات المحافظات برئاسة السيد رئيس الوزراء حيدرالعبادي وعضوية عدد كبير من الوزراء وأمين مجلس الوزراء ومدير مكتب السيد رئيس الوزراء وغيرهم، على أن تتولى اللجنة تقييم الأعمار والخدمات في المحافظات ومتابعة احتياجات ومطالبات المواطنين لتحسين الخدمات والإسراع في انجاز المشاريع الخدمة.
القرار في شكله الظاهر جيد ويوحي بعمل مستقبلي ممتاز، حيث تخضع العمليات الخدمية للمتابعة والتنفيذ من قبل غرفة عمليات شكلت للغرض ذاته، على أن تنفذ المشاريع الخدمية بالجهد الوطني. وتتولى دائرة شؤون مجلس الوزراء ولجانه متابعة التنفيذ.
إن كانت العديد من المؤشرات أثبتت إن بعض الوزراء ورؤساء الدوائر شركاء في سرقة أموال الشعب فإن الفقرة الأخيرة من القرار أعلاه، تحوي دون ريب خطرا كبيرا وتعلوا فيها مستويات الريبة والشكوك لدرجات كبيرة، فدائما ما كانت أصابع الاتهام ولازالت تشير للكثير من حوادث الاختلاس وسرقة المال العام والتصرف غير المسؤول بأموال الدولة، من قبل لجان في دائرة شؤون مجلس الوزراء بالذات، بدءًا من أمين المجلس الذي شكل حلقات نافذة ومتنفذة في مؤسسات الدولة جلهم من أقاربه وخلانه ومريديه.
ولن يتوقف الآمر عند هذه الحلقة التي أسرفت بنهب الأموال تحت أعين وأنظار ورضا من يمتلك خزائن العراق، فهناك الكثير من التوابع والمتواليات من مؤسسات السرقات والنهب وإضاعة المال العام دون حياء أو خوف تعمل بالعلن ودون حياء بل تتحدى جوع الناس وعريهم، ومن ضمن جوقة هؤلاء السراق يأتي أعضاء مجالس المحافظات. هذه الحلقة الغريبة العجيبة التي تعد الأكثر خطورة ولؤما وقذارة من باقي الحلقات، فهؤلاء يتفوقون على الجميع في فنون السرقة والاحتيال، وهم من جعل حياة الناس في المحافظات تذهب إلى الدرك الأسفل، حيث تنعدم الخدمات وتفشل المشاريع وتنهار البنى التحتية رغم التخصيصات المقدمة لتلك المجالس حسب ميزانية الدولة. فأعضاء مجالس المحافظات يضعون نصب أعينهم مقدار الكسب المادي الذي يحصلون عليه من تشغيل تلك الأموال أو صرفها وتقاسمها. فنجد إن الكثير من الأموال التي تصرف على المشاريع المتلكئة تذهب هدرا بسبب التنافس والتقاتل الحزبي لإفشال بعضهم للبعض، أو بسبب ضيق أفقهم التعليمي وجهلهم بطرق إدارة المؤسسات وكيفية التصرف بالميزانية وتوزيعها على أبواب صرف عقلانية وذات مردود إيجابي وجدوى اقتصادية. ونجد كذلك ما يشي بقدرة هؤلاء على وضع أبواب صرف خاصة بحساباتهم لنهب المال العام. يضاف لذاك الطمع الشخصي والسلوكيات الخبيثة في استغلال هذه التخصيصات وصرف جلها بما يسمونه الامتيازات والمكافئات التي توزع منذ اليوم الأول لورودها ولحين نفادها، ثم يبدأ الصراخ بفراغ ميزانية المحافظة. فأعضاء مجالس المحافظات بدلا من العمل على إكمال المشاريع الخدمية يسرقون جل الأموال لإقامة مشاريعهم التجارية وشراء عقارات وأراض خارج وداخل العراق، وقد استولى هؤلاء على أموال تقدر بالمليارات دون مسائلة وحساب. ولن يختلف الآمر والحال عن سابقه وهذا ما سوف يحدث وهو المتوقع، مع التخصيصات التي وعد بها السيد العبادي محافظات الجنوب والوسط ، فلن تصل لغير جيوب أعضاء مجالس المحافظات، ومهما أريد تقديم خدمات أو تحسين حال ووضع أسس لمشاريع تنقذ الناس وتبني لهم ما يسعفهم ويشعرهم بقيمتهم الإنسانية، فإن مجالس المحافظات سوف تعمل على إغلاق جميع منافذ النجاة، كون هذه المجالس ومنذ البداية وضعت كحلقة للنهب والتمويل الحزبي ولتكون بشكل ناجز بابا من أبواب النفع العميم لرفع ميزانية الأحزاب السياسية التي أسس صناديق خاصة بما تحصل عليه. لذا لا تريد هذه الأحزاب بل تمانع وبشدة وتقاتل لغرض إبقاء الحال على ما هو عليه وعدم الابتعاد عن مبدأ المحاصصة، فالتخلي عن هذا النهج المدمر سوف يجعلها تفقد الكثير من المنافع ولن تجد ما يكفي لسد أفواه قادتها وجوعهم للمال.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرج أو صرة أو خزائن السيد حيدر العبادي
- هل قرأ المكتب الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي اللوحة جيدا؟
- تركيبة الحشد الشعبي، هل تؤهله أن يكون ظهيرا للقوات المسلحة ا ...
- شارع المتنبي تغتاله بسطات الكتب
- فضائح انتخابات الخارج تتكرر دون حياء
- صالات قمار الانتخابات البرلمانية
- لا حظوظ لأحلام العصافير في العراق
- أعيدوهم إلى بلدانهم
- لعيد الحب فواجع أيضا.
- مع من تحالف الحزب الشيوعي؟
- تخريف البرلمان العراقي عرته وزارة النفط
- في كردستان الارتشاء لأجل التظاهر
- أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي
- حول كتاب طالب عبد الأمير نوبل و -مثالية- الأدب
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز ج 2
- محطات وشخوص في حياة الدكتور خليل عبد العزيز1
- الوهابية والاخوان المسلمين، صراع الأخوة الأعداء هل يتحول لقت ...
- بوسترات
- كارل ماركس في العراق / الجزء الأخير
- كارل ماركس في العراق / الجزء الخامس والثلاثون


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ضباع مجالس المحافظات